رئيس التحرير
عصام كامل

«الخارجية»: الأفارقة تأكدوا من جديتنا وحقنا في مياه النيل.. أمريكا نصّبت نفسها مدافعًا عن حقوق الإنسان دون سند.. لن ننتظر شهادة سير وسلوك من الخارج.. ونتواصل مع المسئولين بليبيا للحصول على ح

 السفير بدر عبد العاطى
السفير بدر عبد العاطى المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية

قال السفير بدر عبد العاطى المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية أن الجولة الأفريقية التي قام بها نبيل فهمى وزير الخارجية هي الجولة الخامسة له إلى أفريقيا منذ تولى منصبه، مشيرا إلى أن الأهداف الرئيسية للجولة تتركز حول تعزيز التواجد المصرى المادى على الأرض وإنهاء الشكوك الأفريقية حول جدية مصر في استمرار التواصل معهم.


وقال عبد العاطى في مؤتمر صحفى اليوم أن الوزير فهمى حرص على نقل رسائل واضحة بأن مصر جادة في تعزيز علاقتها مع دول حوض النيل وكل الدول الأفريقية موضحا أن ملف مياه النيل برغم أهميته ليس الملف الوحيد للعلاقات بل هو ضمن ملفات أخرى لإعادة مركزية الدور المصرى في أفريقيا وهو ما أشار إليه وزير الخارجية في أول مؤتمر صحفى له بعد توليه منصبه.

وأوضح أن فهمى أكد أن مصر مهتمة ببناء علاقات تعتمد على المصالح المشتركة وليس فقط الميراث التاريخى في مساندة حركات التحرر ودعم جنوب أفريقيا لإسقاط نظام الفصل العنصرى.

وقال إن الهدف الآخر للجولة شرح المواقف المصرية بعيدا عن أي محاولات لتشويه المواقف المصرية حول مياه النيل والاتحاد الأفريقى خاصة أن البعض تعمد الترويج بأن مصر تقف حائلا دون استفادة الأشقاء الأفارقة لمواردهم الطبيعية أو أن مصر تستحوذ على معظم مياه النيل.

وأوضح أن فهمى أجرى في تنزانيا والكونغو الديمقراطية ونيجريا لقاءات مع القادة والمسئولين حيث قدم شرحا لحقيقة الموقف المصرى بالنسبة للنيل والاتحاد الأفريقى وتمثيل مصر في قمة الكوميسا التي تضم ١٩ دولة أفريقية وكذلك في قمة أبوجا للأمن الإنسانى والتنمية والسلام في أفريقيا بمناسبة مرور مائة عام على توحيد نيجيريا.

وأكد أن الزيارة حققت نتائج هامة كما أن الأشقاء الأفارقة بدءوا يدركون أن مصر بالفعل جادة في العودة لأفريقيا وخلق وتدعيم مصالح مشتركة على الأرض وقد شمل الحديث تطوير العلاقات الثنائية والعلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجارى والاستثمارات والعمل على تطوير آليات جديدة لتطوير العلاقات على أساس قاعدة تحقيق المصالح للجميع. 
وقد رافق الوزير وفدا من رجال الأعمال في الدولتين وأجرى لقاءات مع نظرائه والمسئولين لضمانات حول الاستثمار وإقامة مشروعات مشتركة وبنية تحتية للسكك الحديد.

وأضاف أن وزير الخارجية عرض لموضوع مياه النيل بمنتهى الوضوح أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تعتمد بشكل كامل على النيل ٪ ٩٥ وهو وضع يختلف عن دول المنابع التي يوجد بها موارد مائية من أمطار وعشرات الأنهار وأن مصر لا تعارض حقوق الأشقاء دون الإضرار بالمصالح المصرية وأن أي مشروعات لا تؤثر على المصالح المصرية، فلا مانع منها. 

وقال إن المسئولين في تنزانيا والكونغو ونيجيريا لديهم إدراك وفهم بمشروعية المطالب المصرية واقتناعهم بأنه لا وجود لمصر دون مياه النيل، وقد أكدوا من جانبهم عدم مشروعية القيام بمشروعات تؤثر على المصب وضرورة الإخطار المسبق والتنسيق المسبق مع دولتي المصب.

وأضاف أنه كان هناك شبه إجماع على أن أفريقيا تخسر كثيرا من بقاء مصر خارج الاتحاد الأفريقى.. وقد تبنت قمة الكوميسا مقترحا مصريا بالإجماع ينادى الاتحاد الأفريقى بإعادة نشاط مصر بأسرع وقت وهو يمثل تطورا كبيرا في موقف الدول الأفريقية، وإن رئيس نيجيريا أكد أن مصر مفتاح أفريقيا وبوابتها الشمالية ومن غير المعقول بقاءها بالخارج وأقر أن هناك الكثير يمكن تحقيقه للمصالح المشتركة.

وأشار إلى أن هناك موافقة على أن تستضيف مصر ترويكا التجمعات الاقتصاية الثلاث الكوميسا والسادك وشرق أفريقيا حيث التركيز على البعد التجارى والاقتصادى واهتمام مصر بأفريقيا، موضحا أن الفترة القادمة ستشهد تواصلا وتحركا نشطا لتدعيم مصالحنا على الأرض.

وقال إن شركة المقاولين العرب تتمتع بالسمعة الطيبة والإنجازات ولها دور رئيسى تقوم به في دول القارة الأفريقية لتعزيز التواجد المادى في أفريقيا من خلال الأعمال الإنشائية الضخمة التي تقوم بتنفيذها هناك ومكاتبها المتواجدة في دول القارة.

وتعقيبًا على سؤال حول الزخم الذي يعطيه تولى المهندس إبراهيم محلب رئاسة مجلس الوزراء -بما له من باع في العمل الأفريقى في ضوء رئاسته السابقة للمقاولين العرب - لملفات الدبلوماسية المصرية في أفريقيا.
أوضح عبد العاطى أن هذا الدور يكتسب أهمية أكبر نحو التركيز على العمل في أفريقيا بالإضافة إلى دور القطاع الخاص والوكالة الأفريقية للشراكة من أجل التنمية والتي تعد بمثابة المظلة الخاصة لكل ما تقدمه الدولة المصرية من مساعدات للأشقاء الأفارقة.

وأضاف عبد العاطى أن وزير الخارجية نبيل فهمى التقى بمديرى مكتب المقاولين العرب في أبوجا وغينيا الاستوائية على عشاء عمل أقامته وزيرة خارجية نيجيريا خلال حضوره قمة أبوجا للأمن الإنساني والسلام والتنمية في أفريقيا بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على توحيد نيجيريا.

وردا على سؤال حول الوضع الأمنى في ليبيا قال السفير الدكتور بدر عبد العاطي، إن الوضع الأمنى في منتهى الدقة والصعوبة ونحن نتواصل مع الحكومة الليبية التي عليها مسئولية لتأمين المصريين.. وقد تم عقد اتصال ولقاء بين وزيرى الخارجية المصري والليبي لتأمين المصريين والمطالبة بسرعة إجراء التحقيقات حول الحادث الإرهابي البشع للتعرف على ملابساته وسرعة تقديم المجرمين القتلة للعدالة.. وننتظر أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن مؤكدا أن الخارجية ستعمل على الحفاظ على حقوق الشهداء القانونية والمالية.. وسنواصل الحديث مع السلطات الليبية والتنسيق مع الحكومة والجانب الليبى لتوفير الحماية.

وأضاف أننا نناشد المصريين الذين يتوجهون إلى ليبيا أو المقيمين على أراضيها ضرورة توخي الحرص والحذر الشديدين بالنظر للأوضاع الأمنية على الأرض والظروف الصعبة ونحن نبذل كل الجهد الممكن للحفاظ على أرواح وحقوق المصريين وسنقوم بإصدار نشرة تتضمن تحذيرات لتوخى الحرص والحذر.

من جانب آخر، ناشد عبد العاطي الصيادين المصريين ومالكي مراكب الصيد باحترام قوانين وسيادة الدول وعدم اختراق المياه الإقليمية للدول الأخرى والذي يعرضهم للخطر والمساءلة القانونية مؤكدا أن هذا يحتاج لتكاتف كل الأجهزة.. والتوعية مطلوبة ودورنا هو الدفاع عن مصالح المصريين بالخارج ولا نستطيع انتهاك القوانين بالخارج فمثلما نطالب الآخرين باحترام قوانيننا وعدم التعدى على مياهنا الإقليمية يجب أن نفعل نفس الشيء مع الآخرين.

و حول حادث مقتل المصريين السبعة، قال عبد العاطى إن وزارة الخارجية تبذل قصاري الجهد للتعرف على ملابسات الحادث الإرهابي بالتعاون مع السلطات الليبية والعمل على حفظ حقوق المتوفين القانونية والمالية.

وأضاف: للأسف تم نقل تصريحات منسوبة لمسئولين بالخارجية المصرية حول الحادث بصورة خاطئة تمامًا لا تعكس الواقع.. وأن ما تم التصريح به في اليوم التالي للحادث الإرهابي البشع هو أنه لا توجد معلومات مؤكدة حول طبيعة الحادث وما إذا كان طائفيا لعدم ورود نتائج التحقيقات من الجانب الليبي.

وأضاف أن السفارة في طرابلس من خلال الموظفين المحليين المصريين قاموا بدور مهم لإنهاء الإجراءات لشحن الجثامين وعدد آخر من المصريين إلى مصر مشيرا إلى أن تصريحات المسئولين المصريين كانت واضحة في اليوم الأول لاكتشاف جثث الشهداء من المصريين وهي أننا في انتظار معلومات من الجانب الليبى، وأننا لا نستطيع تأكيد الروايات إلى أن يتم إبلاغنا بالمعلومات المؤكدة من الجانب الليبى.

وشدد المتحدث الرسمى للخارجية على أنه لا أحد يزايد على دور الخارجية، فالأوضاع الأمنية في ليبيا بالغة الصعوبة وأن المسئولية الرئيسية تقع على عاتق الجانب الليبي لتوفير الأمن والحماية للمصريين هناك، ووزارة الخارجية المصرية تتواصل مع المسئولين الليبيين بشكل مستمر لهذا الغرض بالإضافة إلى تأمين أعضاء البعثتين المصريتين في طرابلس وبنغازي.. ومسئوليتنا التحذير بعدم التحرك في أماكن القلاقل.. نحن نقوم بجهد كبير في ظروف بالغة الصعوبة. وهناك غرفة عمليات في القطاع القنصلى تعمل لتلقي الشكاوى بجانب الموظفين المحليين، وهناك كاملة مسئولية على الجانب الليبى بتوفير الأمن والحماية للمواطنيين المصريين وللسفارة والقنصلية في طرابلس وبنغازى وهو ما تعهد به وزير الخارجية الليبي لنا.

وحول التعدى الإسرائيلى المستمر على المسجد الأقصى قال عبد العاطى إن وزير الخارجية سبق أن أصدر بيانا يحذر تماما من مغبة الممارسات الإسرائيلية ويؤكد أن مصر والدول العربية والإسلامية لن تقبل بهذه الانتهاكات والتعديات وأن المجتمع الدولى عليه مسئولية أساسية في هذا الصدد باعتبار أن الحرم الشريف جزء لا يتجزأ من القدس الشرقية وهي أراضي محتلة ينطبق عليها القرار ٢٤٢.

وحول ما إذا كان وزير الخارجية التقى نظيره الإثيوبى على هامش قمة أبوجا قال عبد العاطى إن الوزيرين التقيا لقاء ثنائيًا.. وقد عرض فهمى الموقف المصرى من سد النهضة وثوابت الموقف المصرى وأنه لا توجد معارضة في حق إثيوبيا في الاستفادة من مواردها لكن بشرط عدم الإضرار بالمصالح المصرية.. وضرورة تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية التي تشكلت عام ٢٠١٢ وأصدرت تقريرا في ٢٠١٣ بشأن توفير معلومات كاملة وإحصاءات عن مشروع السد حتى يتم تقييم آثاره البيئية ومعاملات الأمان للمشروع وتأثيره على كميات المياه المتدفقة لدولتي المصب وهما مصر والسودان.

وحول توجيه مصر دعوات بالزيارة إلى الرؤساء الأفارقة خلال جولة الوزير نبيل فهمى الأفريقية قال السفير بدر عبد العاطي أنه بالفعل تم توجيه دعوات للرؤساء الذين التقاهم وزير الخارجية وأعربوا عن ترحيبهم بتلبية الدعوة في أقرب وقت ممكن.
وحول نتائج مؤتمر جنيف٢ قال المتحدث الرسمى أنه لم يحدث تقدم.. وعمليات القتل تتم بشكل متواصل.. ومصر تتواصل مع المعارضة السورية لتوحيد مواقفها ونتواصل مع الأخضر الإبراهيمى والجامعة العربية.

وردا على سؤال حول تقرير الخارجية الأمريكية حول أوضاع حقوق الإنسان في مصر أكد السفير بدر عبد العاطى المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية أن هذا هو التقرير السنوى وهو تقرير دوري يتناول أوضاع حقوق الإنسان في العالم وأنه يثير مسألة مهمة تتعلق برغبة الجانب الأمريكى في أن ينصب نفسه قاضيا أو محاميًا للدفاع عن أوضاع حقوق الإنسان في العالم دون وجود سند أو مشروعية لذلك.. وهو أمر مستغرب فهذا التقرير يمكن أن يصدر عن الأمم المتحدة أو مؤسساتها، فضلًا عن أن تقرير الخارجية الأمريكية غير متوازن وغير موضوعى حيث يتحدث عن إزاحة حكومة مدنية منتخبة في حين أن ما حدث في 30 يونيو 2013 كان عبارة عن ثورة شعبية حقيقية بعد أن خرج المواطنون للمطالبة بحقوقهم المشروعة في تقرير مصيرهم وإجراء انتخابات مبكرة.

وأضاف أن التقرير فيه قدر من ازدواجية المعايير ففي الوقت الذي يتباكى فيه التقرير على أوضاع حقوق الإنسان في العالم فإنه يتناسى انتهاكات حقوق الإنسان داخل أمريكا نفسها من خلال التنصت على مكالمات مسئولين أجانب واستمرار معسكر جوانتانامو وما به من معتقلين أجانب دون محاكمات قضائية، فضلًا عن أن التقرير يتضمن مغالطات ويتناسى أعمال العنف الممنهجة ضد المواطنين الأبرياء ورجال الشرطة والجيش.

وحول إلغاء زيارة وزير خارجية السودان لمصر قال إن الزيارة لم تلغَ ولكن تأجلت لوجود وزير الخارجية في جولة أفريقية.. وسيصل الوزير إلى مصر ويجرى مباحثات مع الوزير نبيل فهمي خلال أيام معدودة، وأضاف أن مصر ستشارك في الاجتماع الوزاري للساحل والصحراء يومي 12 و13 مارس في الخرطوم.

وحول تحذيرات السفر الأوربية قال أن دولا أوربية سارعت بشكل متسرع للتحذير للسفر لمناطق شرم الشيخ ونأمل في إعادة النظر في ذلك.. وهناك تحرك دبلوماسى لوزير الخارجية ووزير السياحة في الخارج لإرسال رسائل طمأنة معربا عن الأمل في استعادة السياحة في القريب العاجل في المناطق التي لا تشهد توترات أمنية في مصر.

و حول لقاء وزير الخارجية مع اياد مدنى وإذا ما إذا كان تم بحث الأوضاع في أفريقيا الوسطى قال أن لدينا موقفا واضحا بالنسبة لأفريقيا الوسطى وأكدناه في اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي الأخير في جدة.

أما عن وجود وساطة أفريقية بين مصر وإثيوبيا قال أن بعض القادة الأفارقة تحدثوا أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لكسر الفجوة في المواقف ليظل نهر النيل مصدرا للتعاون وليس للصراع.

كما أعربوا عن الأمل في عودة مصر للاتحاد الأفريقى في القريب العاجل مشيرا إلى أن القادة الأفارقة تحدثوا عن أنه بعد الانتخابات الرئاسية لن يكون هناك مجال للبس.

وعن زيارة وفد من جنوب أفريقيا لمصر مؤخرا قال أن هناك فهما وإدراكا متزايدا لحقيقة ما يحدث في مصر خاصة لدى الدول الأفريقية الرئيسية ورغبة في أن تعود لمسارها الطبيعى بعد تصحيح الصورة.

وحول تراجع الجانب الأمريكى عن عدم دعوة مصر للقمة الأمريكية الأفريقية قال أن عدم دعوة مصر إلى القمة الأفريقية الأمريكية هو قرار خاطىء من الجانب الأمريكى لا مبرر له خاصة أن موعد القمة لا يزال في أغسطس القادم مشيرا إلى أن التبرير من جانبهم كان أنهم ملتزمون بقرار الاتحاد الأفريقى وهو أمر مردود عليه بأن هناك دولا أفريقية ليست عضوا في الاتحاد الأفريقى تم دعوتها للقمة، أضاف أن مصر تسير قدما في طريقها لبناء ديمقراطيتها الحديثة وأننا لا ننتظر شهادة حسن سير وسلوك من أحد سوي الشعب المصري.

وحول ما إذا كان سيتم استدعاء السفير الإسرائيلى في مصر على خلفية الانتهاكات بالمسجد الأقصى إلى الخارجية قال أنه تم نقل رسائل واضحة لتحذير إسرائيل.. والسفارة المصرية في تل أبيب تقوم بنقل رسائل واضحة للجانب الإسرائيلى بأن القدس والمسجد الأقصى يمس مشاعر ملايين المسلمين ولا مساس به.

وردًا على سؤال حول وجود وساطة كويتية لتهدئة الأوضاع بين القاهرة والدوحة في ظل زيارة وزير الخارجية الكويتى لمصر عقب زيارته لقطر قال عبد العاطى: "لا أعلم شيئًا عن هذه الوساطة"، مؤكدًا على أن الموقف المصرى تجاه السياسات القطرية معروف ولا جديد به، رافضًا التحدث فيما يخص العلاقات المصرية القطرية.

الجريدة الرسمية