رئيس التحرير
عصام كامل

قطر بلد الانتهاكات.. القضاء بحاجة إلى إصلاح.. وفاة 500 عامل هندي و382 نيباليا في مشاريع البناء.. معاملة الخادمات كالعبيد والاعتداء الجنسي عليهن.. استهداف الصحفيين الأجانب.. و«الجزيرة» تخدع ا

علم قطر - صورة أرشيفية
علم قطر - صورة أرشيفية

تشهد قطر، الدولة الغنية بالبترول، أكبر انتهاكات إنسانية في المنطقة بداية من سوء معاملتها للمهاجرين الأجانب ومعاملتهم كالعبيد إلى الاعتقالات التعسفية والتعذيب المنتشر بشكل كبير داخل سجون قطر، وتسخير قطر قناتها الإخبارية "الجزيرة" للكشف عن عورات حكام دول عربية أخرى، حتى تظهر لشعبها أن أوضاعها أفضل من أشقائها العرب.


ولقد أجرت الأمم المتحدة تقريرا تنتقد فيه النظام القضائي لدولة قطر، مؤكدة أن المدعين العامين والقضاة بحاجة إلى مزيد من الاستقلال والتدريب، كما يجب أن يتم السماح لمحامى الدفاع بالاطلاع على الأدلة ضد موكليهم، فيما حذر من احتمال أن يكون الأجانب المشتبه بهم عرضة للتمييز، وفقا لنيويورك تايمز..

وقالت محققة الأمم المتحدة، جابريلا كنول "إن قطر الدولة الغنية تحتاج لمزيد من المحامين"، وانتقدت جابريلا عدم توازن بين الجنسين في القضاء وتوجد امرأتان فقط من بين 198 قاضيا في البلاد.

أكدت جابريلا أن التقارير شملت العديد من المواقف التمييزية التي أظهرتها الشرطة والقضاء القطرى نحو المغتربين، وكانت هناك حالات بارزة خاصة اتهام زوجين أمريكيين بتجويع أفريقية، ونفى محامو الزوجين الاتهامات واصفين الاتهامات بأنها أمر صارخ لسوء تعامل الشرطة والأدلة الطبية الخاطئة والعنصرية التي تعكس التحيز المتأصل في النظام القطري.

وقضى الزوجان ما يقرب من عام في السجن حتى أفرج عنهما قبل بضعة أشهر وينتظران الآن نتائج المحاكمة التي قد تكون بعد أسابيع، وأعرب الزوجان عن شعورهما بأنهما يعيشان في كابوس "ونخشى عدم تلقى محاكمة عادلة ونحن بريئان".

ومن المقرر أن تمثل قطر أمام المجلس الدولى لحقوق الإنسان بجنيف في عام 2015، لترد على انتقادات الدول الأعضاء بالمجلس الأممى حول عدم مراعاتها لأبسط حقوق القانون الإنسانى الدولى.

ولقد كشفت العديد من الصحف الأجنبية انتهاكات قطر الإنسانية واستغلال العمالة الوافدة إليها في مشاريع البناء للاستعداد لاستضافة نهائيات كأس العالم لعام 2022.

ولقد شهدت قطر مقتل أكثر من 500 عامل هندي من المهاجرين في قطر والذين لقوا حتفهم أثناء العمل بمشروع استضافة قطر لنهائيات كأس العالم، ولقد لقي الهنود حتفهم منذ يناير 2012 بجانب 382 حالة وفاة نيبالي خلال العامين الماضيين وترتبط وفاتهم بأعمال البناء المتصلة بكأس العالم، وفقا للجارديان..

وقالت المهندسة زها حديد، المشاركة في تصميم ملعب قطر المخصص لإقامة مباريات كأس العالم 2022، إن وفاة العمالة في قطر كارثة إنسانية، ونفت مسئولية المهندسين القائمين على تنفيذ المشروع عن هذه الجريمة، وحملت النظام القطري ذنب وفاة العمالة الوافدة.

وكان هناك تحذيرات تشير إلى احتمال وفاة 4 آلاف عامل بحلول الموعد النهائي لكأس العالم، مما يثير قضية كيفية مقتل العمال المهاجرين في مواقع البناء منذ فوز قطر باستضافة كأس العالم في عام 2010، وفقًا للأوبزرفر..

ويشكل العمال النيباليون 20% من القوة العاملة المهاجرة في قطر، وهناك الكثير من العمال من سريلانكا وبنجلاديش والهند وباكستان يعملون في قطر.

ولقد أثارت أزمة في العلاقات العامة بين قطر والاتحاد الأوربي، بعد وفاة نيبالي وتهدد استضافة قطر لكأس العالم وتلقي بظلال الشك على استضافة الحدث للدولة الخليجية، وفي الأسبوع الماضي بالاتحاد الأوربي، انتقد علنًا ثيو تسفانتسجير أحد كبار المسئولين التنفيذيين للفيفا، قرار منح البطولة لقطر وتعهد بأن المنظمة تعمل على ضمان حقوق العمال.

كما أثار الوضع مخاوف منظمات حقوق الإنسان، والمخاوف حول النظام الكفيل الذي يربط العمال المهاجرين برب العمل، وأثيرت أيضا مخاوف بشأن قوانين العمل الخاصة بهم.


وتعرضت قطر لضغوط شديدة من جماعات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم ونفذت اللجنة المنظمة في قطر مؤخرا ميثاقا جديدا يتعلق بالبناء في الاستادات وعملت وزارة العمل على برنامج موسع للتفتيش على أعمال البناء والعمال وتوافر الظروف المناسبة لهم.

وعلى الرغم من الفضيحة القطرية لانتهاكات حقوق العمال الأجانب الذين يعملون في مواقع بناء استضافة كأس العالم إلا أنها لم تتعظ من الإدانة الدولية والموقف الحرج اللذين أصبحت فيهما ولم تكف عن سوء معاملتها للخدمات وعاملات النظافة في المنازل القطرية، وقالت الجارديان إن الخادمات يتعرضن لظروف شبيهة بالعبودية، حيث يشتكى الكثير منهن بحرمانهن من جوازات سفرهن وأجورهن وعطلاتهن أو حرية تغيير وظيفتهن.

وهناك المئات من الفلبينيات هرعن إلى سفارة الفلبين بالدوحة خلال الشهور الأخيرة بسبب الظروف الصعبة التي عملن في ظلها، واشتكى العديد منهن من الاعتداء الجنسى والبدنى، بالإضافة إلى حرمانهن من رواتبهن لفترات طويلة ومصادرة هواتفهن المحمولة.

كما استقبل مكتب العمل الفلبيني أكثر من 600 خادمة هاربة من المنازل القطرية في الشهور الستة الأول من عام 2013، بالإضافة إلى أن بعض العمال الأجانب يقولون إنهم لم يحصلوا على رواتبهم منذ أشهر، والخادمات اللاتى يبلغن عن اعتداءات جنسية يمكن اتهامهن بإقامة علاقات غير مشروعة.

بينما كان الملف القطري بشأن الاعتقالات التعسفية والتعذيب ملفا غنيا للغاية، تعمل قطر على قمع المعارضة ولم يسلم منها الناشطان السياسيان أو الكتاب، عملت قطر على حبس شاعرا 15 عامًا بمزاعم إهانة الذات الأميرية، وكان صدر الحكم ضد الشاعر محمد الذيب العجمي مدى الحياة في عام 2012 ثم خفف عنه ليكون 15 عامًا.

وفي فبراير لعام 2011 اعتقلت السلطات القطرية سالم الكوري اعتقالا تعسفيا في مقر أمن الدولة دون أسباب ولم يعلم أهله أنه محتجز لدى جهاز أمن الدولة سوى بعد ستة أشهر، وفي نهاية المطاف أجبر نتيجة المعاملة القاسية على التوقيع على وثيقة ضد إرادته وتحت التهديد، وفقا لصحيفة "أش كاين بريس".

ولم يسلم الصحفيون من انتهاكات السلطة القطرية، واعتقلت السلطات صحفيين يعملان لحساب وكالة الإذاعة السويسرية "أر تي إس"، ومنعتهما من المغادرة لمدة 13 يوما، حيث كان الصحفي كريستوف كيرف والمصور يفان ثوريمبيرت في بلدة مسيعيد التي تقع على بعد 50 كيلو مترا جنوب العاصمة الدوحة يعدان تقريرا مصورا حول كرة القدم في قطر، وفي ذلك اليوم أوقفتهما دورية للشرطة واعتقلتهما واستجوبا لساعات ومثلا أمام محكمة الدوحة وأجبرا على دفع غرامة دون أن يستلما تقريرا عن قضيتهما أو إيصال بمبلغ الغرامة، وتمت مصادرة الكاميرا الخاصة بهما.
الجريدة الرسمية