رئيس التحرير
عصام كامل

أيام صعبة.. وامتحان صعب


نحن جميعًا مقبلون على أيام صعبة وامتحان أصعب، إن علينا أن نسارع بتشكيل مجموعات سياسية تتفادى الخلافات الأيديولوجية وتتكاتف معًا لخوض الانتخابات البرلمانية، تجنبًا لتفتيت الأصوات، وتنافس يصب في صالح بقايا الجماعة الإرهابية المدعومة بالإرهاب الدولى والتمويل الخارجى.


إن مسئولية ذلك تقع أولًا على التنظيمات الشبابية التي تجاوز عددها المئات ولا نعرف لها قيادة يلتف حولها شباب ٢٥ يناير و٣٠ يونيو.. والمسئولية الأكبر تقع على مئات الأحزاب التي تعجز عن حصر عددها أو الإلمام بأسمائها.. والأمل معقود على الأحزاب الكبرى العريقة لتضم تحت جناحها العناصر الشبابية المؤثرة والتي تتنافس بسذاجة حول الظهور في الفضائيات بصورة تعكس شكلًا من أشكال المراهقة السياسية.. والامتحان الأصعب الذي نواجهه الآن هو تعدد المطالب الفئوية والبحث عن مكاسب شخصية في ظل أزمة اقتصادية طاحنة وحرب ضروس نخوضها ضد الإرهاب العالمى.

لابد أن تتوقف الإضرابات الفئوية والاعتصامات العمالية، خاصة أن من بينها تحركات مشبوهة لعمال مصانع متوقفة عن الإنتاج يطالب عمالها بأرباح وحوافز وأجور إضافية، وهم أول من يعرف أن مصانعهم خاسرة وأنهم يتقاضون رواتبهم بالسحب على المكشوف من بنوك الدولة.. والأسوأ من ذلك إضراب الأطباء وإضراب الصيادلة وموظفى الشهر العقارى وعشرات من العمال والموظفين الذين يدعمون بإضراباتهم واعتصاماتهم المخطط الخبيث للجماعة الإرهابية والإرهاب الدولى، ومن وراءهم.

إن ما تلقته مصر من مساعدات ومساهمات مادية من الدول الصديقة وبالذات دول الخليج هي مجرد مسكنات لا تعالج الأزمة المالية التي تحتاج إلى سنوات من العمل والإنتاج والصبر على أيام صعبة سنواجهها جميعًا، خاصة عمال وموظفى المؤسسات الحكومية والقطاع العام.. ودون ذلك تتضاءل الاستثمارات الأجنبية وعودة القطاع الخاص إلى الإنتاج والتصدير وإصلاح ميزان المدفوعات.

يبقى السؤال، هل نستطيع تحمل ذلك والصبر على أيام صعبة في انتظارنا، وامتحان أصعب على شعب مصر جميعًا أن يمر به مثلما كان من قبل؟

هل يستطيع قادة مصر الجدد قيادة الشعب والمرور به من عنق الزجاجة حتى يكتمل النصر على الإرهاب وتعود مصر إلى سابق عهدها من الإنتاج والتحمل وأن تتبوأ مكانتها الإقليمية والدولية؟
الجريدة الرسمية