رئيس التحرير
عصام كامل

«شرفنطح».. شرير«يموّتك من الضحك»

فيتو

أنفه الكبير وعيناه المتسعتان وشواربه المهذبة قليلا.. لم تفتن زوجته الفنانة زينات صدقى في فيلم "الآنسة ماما"، لذا نعت حظها قائلة: "بقي ياربي وردة مفتحة زي تترشق في جاكت زبال زي ده "، العلاقة بينهما كانت أشبه بما عليه توم وجيري، الأمر الذي جعله يرد مداعبتها له قائلا: "كلامك رصاص من مترليوز".


بيومى مرجان في فيلم سلامة في خير، عم عمر الألفى في فيلم سى عمر، الأستاذ فصيح في فيلم فاطمة.. كلها شخصيات جسدها نجم الكوميديا محمد كمال المصرى- الشهير بـ شرفنطح، الأخير لم يكن نجما بارزا طاردته المعجبات، كذا لم يحصد الجوائز وشهادات التكريم في المهرجانات، وحرم من جنى إعلانات الفضائيات ومشاركات برامج التوك شو، لكنه رغم ذلك كان واحدا من أهم أعمدة الفن السابع وعلى كتفه صعد أنصاف الموهوبين إلى النجومية، أما هو فاكتفى برسم الابتسامة على وجهك ووجهي، كان ذلك أهم وأقيم عند حرافيش السينما المصرية، فهم أصحاب فلسفة في الفن والضحك سواء من خلال الشاشة أو على خشبة المسرح

أدواره الصغيرة صنعت له نجومية كبيرة لأن موهبته كانت تتجسد بقوة في كل لفتة أو لمحة أو حركة منه، فتثير الضحك وتنتزعه من الجمهور، ولعل سر شهرته أنه كان صاحب أسلوب خاص جدا في الأداء، يبدو في أدواره مثل الشرير الداهية خفيف الظل رغم ضآلة جسمه، وكان صاحب أداء صوتي مميز، يملك مهارة خاصة في أداء الحوار والألفاظ.

هكذا كان "شرفنطح "يضحكنا وهو في غاية ألمه وشدة مرضه، ففى عام 1951 كانت البداية لنهايته المحزنة حيث هاجمه مرض الربو وتحالف مع الفقر والشيخوخة ضد جسده الهزيل، وهجره الأصحاب، فترك منزله في شارع محمد على واتجه وزوجته إلى حارة "حلوات" بالقلعة، وهناك نزل ضيفا في بيت صهره.

وعن مأساته قال شرفنطح: "أنا كما ترون، وحيد متعطل، مريض بالربو، مثقل بالشيخوخة، ولم يعد لدى مال.. أنفقت ما أملك على الدواء، وليته أجدانى، فإن الربو لم يبرح مكانه صدرى.. إن الربو عنيد لا يتزحزح، لقد أقعدنى وأعجزنى عن العمل، وقال لى الأطباء إننى سأموت إذا غامرت بالعمل والربو في صدرى".

لم ينجب محمد كمال المصرى أولادا، وعن السبب قال "لقد عشت حياتى معذبا مثقلا بالهموم والمتاعب، فلم أجد معنى لأن أقدم بيدى ضحايا جدد للحياة".

>> المصادر: مجلة المصور نوفمبر 1958
الجريدة الرسمية