«مربى الزيتون الأسود » صناعة سيوية تجذب الأجانب وتبهر المصريين

تشتهر واحة سيوة منذ القدم بطابع تاريخي وتراثي مميز وفريد فسكانها من الأمازيغ بلهجتهم الأمازيغية الصعبة التي تنطق ولا تكتب جعلت حياتهم مليئة بالأسرار والعادات والموروثات التي لم يكتشفها غيرهم حتى الآن.

وبالرغم من كل خيرات الطبيعة والآثار التاريخية والطقوس التراثية التي ورثها أبناء المدينة عن أجدادهم منذ آلاف السنين إلا أنهم يجتهدون الآن في الابتكار والإبداع ليضعوا بصمتهم الخاصة ويصنعوا تاريخهم الحديث بأيديهم بكل ما هو غريب وملفت للأنظار. 

ومن بين هذه الابتكارات الحديثة لأهالي سيوة صناعتهم المربى المحلاه "من الزيتون الأسود " وقد يستغرب البعض ويتساءل كيف للزيتون الذي يستخدم في المخللات المالحة أن يتحول إلى مربى.

يقول "عادل حمودة" صاحب محل لبيع المنتجات البيئية من أبناء سيوة إن سكان قرية "جعفر" السيوية هم أول من صنعوا مربى الزيتون الأسود منذ 15 سنة ولأنها قرية سياحية اقتصر سوق بيع هذا المنتج على السائحين الأجانب فقط ولاقت استحسانهم وتزايد الطلب عليها.

وأضاف أنه مؤخرا وبالتحديد بعد أن اكتسبت مربى الزيتون شهرة واسعة بسيوة بدأ إنتاجها وعرضها بالسوق المحلى وللسائحين المصريين والعرب والأجانب من زائري سيوة.

وواضح أن المصريين كانوا يشترونها لسببين اما لانهم يستغربون الفكرة ويريدون اكتشافها أو لانهم سمعوا من معارفهم الذين سبقوهم لزيارة سيوة واهتموا بخوض التجربة وتذوقها أيضا.

وذكر" حمودة " أنه لم يتم التسويق المطلوب للمربى السيوية على مستوى السوق المحلى والأجنبى بالصورة المطلوبة حتى الآن وخصوصا أنه توجد انواع أخرى كمربى "الكركدية " و" الرمان" بالإضافة إلى "الزيتون الأسود" كما أنها تصنع بطريقة بدائية وبإمكانيات بسيطة منزلية.

ويصف "حمودة " خطوات صناعة مربى الزيتون باستخدام الزيتون الأسود قائلا يتم غسله جيدا ونقعه في المياه لمدة تتراوح من 7 إلى 10 أيام ويتم تغيير المياه المنقوع فيها يوميا حتى يفقد مرارته.

ثم تقوم الفتيات السيويات بنزع النواة من داخل الزيتون وتخليته تماما وغسله جيدا ثم وضعه في إناء كبير ويضاف على كل كيلو زيتون كيلو سكر و2 لتر من المياه وتغلي على النار حتى يتماسك قوامها ثم يضاف إلى كل 20 كيلو جراما من الزيتون نصف كيلو ليمون لحفظ المربى وإعطائها فترة صلاحية أطول.

وأخيرا تضاف بعض النكهات الطبيعية للمربى من خلال إضافة القليل من القرنفل أو الروز مارى أوالقرفة. 

قال " حمودة " إن مربى الزيتون تحتوى على قيمة غذائية كبيرة من الحديد والكالسيوم والبروتين وفيتامين ألف A
كما أن الزيتون مضاد طبيعي للتأكسد وفعال في تخفيف الألم وواقٍ من الإصابة بالأمراض القلبية والعظمية أما زيت الزيتون فيعمل على خفض خطر الإصابة بسرطان القولون ويحمي من سرطان الجلد والشيخوخة المبكرة وكذلك تخفيف خشونة سعال الربو ومنع سرطان القولون وعلاج القرح والالتهابات المعوية ويمنع الإصابة بماء العين.