بالوثائق.. إسرائيل عقدت صفقة تسليح ألمانية لحمايتها من جمال عبد الناصر
نشر أرشيف دولة الاحتلال الإسرائيلية، وثائق جديدة تعود إلى ما قبل حرب 1967م، تكشف التعاون الألمانى الإسرائيلى قبل الحرب.
وذكرت صحيفة "هاآرتس" العبرية اليوم أنه في 28 أكتوبر 1964 وصل تقرير لمكتب وزير الشئون الخارجية في القدس عن ملخص اجتماع برئاسة نائب وزير الأمن ومسؤولين كبار بوزارة الخارجية، ناقشوا فيه التعاون العلمي والعسكري بين إسرائيل وألمانيا.
وأوضحت "هاآرتس" أن التقرير جاء بعنوان "سرى للغاية" وحظر وقتها على وسائل الإعلام النشر فيه، ولكن سماح أرشيف الدولة بالنشر حاليًا كشف عن مئات الوثائق التاريخية حول العلاقات الإسرائيلية – الألمانية والتي أظهرت تفاصيل صفقة الأسلحة السرية بين الجانبين في منتصف الستينيات
وأضافت الصحيفة أن هذه الصفقة تسببت في أزمة خطيرة في العلاقات بين البلدين، حتى قبل تنظيمها رسميا، مشيرة إلى أن التمعن فيها يبرز إلى أي مدى إسرائيل كانت تعتمد على ألمانيا لضمان أمنها واقتصادها
وبموجب الصفقة التي عقدت بين إسرائيل وألمانيا في فترة الستينيات فقد ضمت 200 دبابة ومدافع آلية، و6 سفن صواريخ وغواصات، وكانت صفقة أسلحة على نطاق واسع، ذات أهمية قصوى لتجديد الترسانة العسكرية للجيش الإسرائيلى
وأضافت الصحيفة أنه عندما علم الشعب الألمانى بالصفقة احتج عليها مما دفع المسئولين الألمان التوقف عن استكمالها إلا أن نائب وزير الأمن حينها "شيمون بيرز" بعث ببرقية لألمانيا أصر فيها على استكمال الصفقة واعتبرها حق إسرائيلى
وفسر "بيريز" في برقيته بحسب الصحيفة قائلًا "إن إسرائيل لا ترى نفسها متورطة في صراع مسلح، لكنها جزء من الشعب اليهودي المهدد بالتدمير من قبل النظام الدكتاتوري لـ "عبد الناصر" في مصر، ولهذا السبب، يحظر على ألمانيا إلغاء صفقة الأسلحة، حتى لو قررت ألمانيا أن توقف تزويد السلاح لمناطق النزاع، وإذا أرادت ألمانيا تمرير القانون فعليها أولا تصحيح التشوهات التاريخية تجاه الشعب اليهودي
واختتمت "هاآرتس" أنه ردًا على ذلك فإن ألمانيا أرسلت مبعوثا خاصا إلى إسرائيل لمناقشة العلاقات المعقدة بين البلدين، بما في ذلك صفقة توريد الأسلحة. وفي نهاية المطاف، بعد مناقشات هامة وجوهرية، تم تأسيس علاقات دبلوماسية بينهم وتم استئناف الصفقة.