مجاهد غزاوي يفضح خيانة "حماس" لفلسطين.. المهاجر: "الحركة" صادرت سلاح المقاتلين لإجبارهم على قبول الهدنة مع إسرائيل.. فجرت منزل "آل دحلان" بخان يونس.. وأرشدت "تل أبيب" عن مخابئ المجاهدين
"أبو سعيد المهاجر" اسم لا يعرفه كثيرون، إنه أحد الناجين من أحداث مسجد "شيخ الإسلام ابن تيمية" الذي فجرته "حماس" على رؤوس من فيه من السلفيين عام 2008، لمخالفتهم لها بإعلان الجهاد على إسرائيل.
"المهاجر" قدم كثيرا من الحقائق الفاضحة لحركة "حماس" وتفضيلها لمصلحتها على مصلحة أهل غزة في حواره الذي كشفته صفحة "تمرد على الظلم في غزة".
"المهاجر" كشف الجريمة التي قامت بها ما وصفه بعصابات حماس الإجرامية، الجماعة الجهادية لـ"أبو عبد الله" المهاجر تعرضت لمضايقات كثيرة من حماس، وخاصة بعد قيام جماعة "جند أنصار الله" بتوجيه جهادها ضد الكيان الإسرائيلي فيما يعرف بغزوة البلاغ، التي اخترقت فيه السياج الأمني بإسرائيل، بعد الانسحاب من غزوة البلاغ غَدرت حماس بالمجاهدين وصادرت منهم، بحيلة، عتادًا وسلاحًا وثلاثة خيول، وهذا بقيمة 120 ألف دولار، وقد أصدرت الجماعة بيانا في ذلك، حسبما أكد أبو سعيد المهاجر.
وحكى "المهاجر" عن أحداث مسجد ابن تيمية، قائلا: إنها فصل من فصول المؤامرة على الجماعة والسلفيين في غزة عامة من قبل حماس، حيث صادرت حماس سلاح المنحازين من غزوة البلاغ، وتوترت الأجواء بين حماس وبين الشيخ أبي عبد الله، ليؤكد "المهاجر" أن حماس قالوا للشيخ "نريد أن نعطيك الأسلحة لكن بشرط أن نجلس معك وتلتزم بالهدنة وبالسقف المنخفض للعمل العسكري، فرفض الشّيخ ذلك".
واستمر "المهاجر" في فضح أبعاد مؤامرة "حماس" على السلفيين في غزة التي استمرت حتى أواخر شهر يوليو 2009، عندما استغلت حماس حادثة تفجير حفلٍ في خان يونس لآل دحلان، فحاصروا شقة للجماعة في برج شعث بخان يونس، وأرادوا اعتقال المجاهدين بحجة أنهم من فجر الحفل، ليؤكد "المهاجر" أن من قام بالتفجير هم من أبناء حماس.
واستطرد "المهاجر" قائلًا: "حماس تعرف أن الشقة للمجاهدين، بل إن الشيخ كان يُدرب عناصرهم فيها، ولكنهم ضللوا الرأي العام وأرادوا اقتحامها، فرفض المجاهدون تسليم أنفسهم، وقالوا إن الشقة فيها عتاد للمجاهدين، وأنهم مستأمنون عليه، وهددوا بتفجير أنفسهم بالأمن الداخلي إذا حاول اقتحام الشقة، فتدخلت وساطات من كل الأطراف لإنهاء الموضوع، وأخيرًا خرج المجاهدون من الشقة بكرامتهم ولم تدخلها حماس".
الغريب ما سرده المهاجر على لسان الشهيد حسين طاعة، وهو أحد الذين كانوا في الشقة، فقال: "ونحن ننزل من البرج قال لي أحد مسئولي جهاز الأمن الدّاخلي بالحرف “أنتم لويتم ذراعنا لكن مش مشكلة المهم كشفنا الشقة لليهود“".
وبعدها بيوم كسرت حماس باب الشّقّة وصادرت العتاد الموجود بقيمة 60 ألف دولار، فغضب الشّيخ كثيرًا من ذلك وأرسل تهديدًا لقادة من القسام.
في حين كان تصرف "أبو عبد الله المهاجر" قبل غزوة البلاغ مع حماس مختلفا، حيث كان المجاهدون يحفرون نفقا كبيرًا لليهود، وكان "الجعبري"، قائد حماس الذي قتل على يد إسرائيل 2012، يعلم بذلك، فقامت الشّرطة والأمن الوطنيّ التابع لحماس باقتحام النّفق وتكسير المعدّات وضرب المجاهدين، وأصرّ الشّيخ على عدم فضح الموضوع وقال: "حتّى لا أوغل صدور الإخوة على حماس".
ثمّ تطوّر الأمر قبل حادثة المسجد بأيّام، حسبما قال "المهاجر"، وحاولت "حماس" اختطاف الشيخ أبي عبد الله من منزله في رفح، ولكنهم فوجئوا بوجود مرافقين معه، الأمر الذي حال بينهم وبين اختطافه، وفي نفس اليوم خطفوا أحد أفراد الجماعة وهو عائد من رصد اليهود، وصادروا عتاده.
وحكى "المهاجر" أن بعض قادة القسام يوم حادثة محاصرة الشقة، طلب الجلوس مع الشّيخ أبي عبد الله، ولكنّ الشّيخ رفض، ثم حاولوا الدخول للشيخ من خلال أبي عمر السوري، مدرب في القسام يعرفه الشيخ، فوافق على ذلك، وكان مما دار حوله الحديث بين الشّيخ وأحد قادة القسام، وهو رائد سعد، وكان مع أبي عمر، أن القسام يعطيك محاور خاصة للعمل في القطاع وعتادا وكل ما تريدُ، بشرط أن تلتزم الرؤية العامة لحماس وتلتزم بالهدنة، فرفض الشّيخ، وفي نهاية الحديث قال له رائد سعد "نحن نريد إبلاغك رسالة من قيادة حماس في الداخل والخارج مفادها: “نريد إنهاء الجماعة بأي شكل“".. ورسالة أخرى من قيادة الإخوان مفادها: “إنهم لن يسمحوا للقاعدة بالعمل في غزة”، فرد الشّيخ بأن القاعدة عندما تعمل في أي مكان لا تأخذ إذنا من الإخوان.. ورفض شروطهم، وقال "دخلنا غزة حاسرين وسنكمل بعون الله".