رئيس التحرير
عصام كامل

بالأسماء.. 3 قيادات «إخوانية» يقودون مخطط تعطيش مصر.. وزير سابق في حكومة «المعزول» زار دول حوض النيل مؤخرًا لتحريضها ضد النظام الحاكم..ملياردير إخواني اشترى أراضٍ في أديس أبابا بدو

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بعد أن خابت مساعى جماعة الإخوان الإرهابية في إفساد خارطة الطريق وإعادة الرئيس المعزول إلى الحكم ونشر الفوضى في ربوع مصر، راحت الجماعة تبحث عن ميدان خارجى للمعركة مع سلطة 30 يونيو لإحراج القائمين على الحكم، ولم يجد التنظيم الدولى للإخوان أفضل من أزمة سد النهضة التي شرعت إثيوبيا في بنائه لاستخدامه في توجيه ضربة قاصمة للنظام الحاكم بعد تعثر المفاوضات مع حكومة أديس أبابا لوقف بناء السد لحين الوصول إلى اتفاق يحافظ على حقوق مصر في مياه النيل.


المعلومات المتوافرة حتى الآن، تؤكد أن قيادات التنظيم الدولي للإخوان وبعض قيادات الجماعة الهاربة للخارج بقيادة عمرو دراج وزير التخطيط السابق، ويحيى حامد وزير الاستثمار، بدءوا في التحرك تجاه القارة اﻹفريقية، بهدف إضعاف موقف مصر تجاه قضية سد النهضة الإثيوبي، عن طريق دفع الدول الفاعلة في القارة السمراء، بعدم تبني وجهة النظر المصرية بشأن السد، باعتبار أن نظام الحكم بها غير شرعي، وجاء عن طريق انقلاب عسكري.

واتخذ التحرك اﻹخواني من دولة جنوب أفريقيا بداية في جولته اﻹفريقية، والتي ستشمل عددا من الدول اﻷخري غالبيتها من دول حوض النيل..

وتوقعت مصادر، أن تكون الزيارة الأخيرة لنبيل فهمي وزير الخارجية لدولتي الكونغو وتنزانيا اﻹفريقيتين، تأتي في إطار محاولات تقوم بها الحكومة لمواجهة التحرك اﻹخواني ضد مصر.

ويستغل دراج وحامد علاقتهما القوية بعدد من المسئولين في حكومات دول حوض النيل في إقناع إثيوبيا بعدم التراجع عن بناء السد ورفض أي حوار مع السلطة المصرية قبل عودة الرئيس المعزول إلى منصبه، وقام القياديان الإخوانيان مؤخرا بعدة زيارات إلى كل من كينيا وتنزانيا والكونغو تحت ستار المشاركة في مؤتمرات وندوات علمية إلا أن الغرض الأساسى من تلك الزيارات كان التواصل مباشرة مع القوى الفاعلة في دول حوض النيل لإحراج مصر أفريقيا ودعوة حكومات تلك الدول إلى عدم الاعتراف بالنظام الحاكم في مصر.

ولم تتوقف تحركات الإخوان على محاولات التواصل مع حكومات دول حوض النيل فقط بل سعى التنظيم الدولى للجماعة إلى التواجد بشكل ملحوظ في إثيوبيا، من خلال شراء أراض عن طريق رجال الأعمال الإخوان الذين اشتروا كميات كبيرة من الأراضي في أديس أبابا وعلى رأسهم حسن مالك أشهر رجال الأعمال الإخوان.. فقد أكدت بعض البحوث التي أجراها البنك الدولي أن مساحات تعادل حجم فرنسا قد تم الاستيلاء عليها في أفريقيا، بواسطة الشركات الأجنبية خلال السنوات الثلاث الماضية، وأن معظم هذه الصفقات تفتقر إلى الشفافية، وتم طرد صغار المزارعين من أراضيهم لصالح الشركات الأجنبية.

وهناك شركة خاصة بسد النهضة في شيكاغو بأمريكا ويتم بيع أراضي إثيوبيا بسندات لتجميع المبلغ المالي المطلوب لبناء السد، حسبما قالت المستشارة هايدى فاروق- خبيرة قضايا الحدود والسيادة الدولية..

الغريب وما وضح من خلال الوثائق أن أعضاء التنظيم الدولي للإخوان يقومون بشراء أراض بإثيوبيا من خلال السندات التي تباع في الولايات المتحدة، وقام أعضاء الإخوان بشراء الكثير من الأراضي في إثيوبيا وتم توجيه استثمارات التنظيم الدولي للإخوان للداخل الإثيوبي، وبدا ذلك واضحا من خلال الوثائق، لتؤكد المستشارة أن ما لفت نظرها في الوثائق ورود اسم حسن مالك من ضمن قائمة التنظيم الدولي الذين قاموا بشراء أراض في الداخل الإثيوبي.

ومن جانبه، قال الدكتور نادر نور الدين، خبير الموارد المائية، والمتخصص في الشأن اﻹفريقي، إن اختيار قيادات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين لدولة جنوب أفريقيا، لتكون قاعدة لهم في الانطلاق نحو باقي الدول الأفريقية، خاصة دول حوض النيل للتأثير على موقف مصر الرافض لسد النهضة اﻹثيوبي، يأتي بسبب موقف بريتوريا المعادي للقاهرة، وتزعمها لقرار تجميد عضوية مصر في نشاط الاتحاد الأفريقي، بسبب رغبة اﻷولي في أخذ مكانة مصر كزعيمة للقارة الأفريقية، علاوة على التنافس الكبير بين البلدين على مقعد أفريقيا الدائم في مجلس اﻷمن، والذي تطالب به القارة السمراء منذ فترة، ويجري التشاور بشأنه دوليا على فترات متباعدة.

من جانبه، قال المستشار نبيل عزمى- نائب رئيس حزب مصر وعضو مجلس الشورى السابق، إن هناك تنسيقا مشتركا بين كل من التنظيم الدولي للإخوان والكيان الصهيونى للعمل ضد مصر في ملف سد النهضة بإثيوبيا، موضحا أن ذلك التنسيق ليس قريبا وإنما هو منذ فترة طويلة.

وأضاف عزمى في تصريح أن الفترة الأخيرة زادت فيها تحركات الإخوان بدول أفريقيا في محاولة لإضعاف موقف مصر، مستشهدا بزيارة أردوغان رئيس وزراء تركيا إلى إثيوبيا مؤخرا، إلى جانب تحرك الجماعات الإخوانية بأفريقيا لتقديم الدعم المالى والتنموى للقارة الأفريقية.

وأشار إلى أن الإخوان يهدفون إلى إسقاط الدولة المصرية وليس النظام الحالى، نظرا لأنهم لا يعترفون بالدولة، وإنما الأمة التي في خيالهم.

"نقلا عن العدد الورقي"
الجريدة الرسمية