رئيس التحرير
عصام كامل

دفاعًا عن محمد مرسى


تريد النائبة (وهى مصيبة، بالمعنى العربى للكلمة)، إيلينا روس ليتنن مع أعضاء آخرين فى مجلس النواب الأميركى أن تؤخر الإدارة الأميركية تسليم طائرات إف-16 لمصر.

المصيبة هذه ترأس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أى أن امرأة هى فى الأصل مهاجرة يهودية من كوبا إلى أميركا تحتل موقعاً فى تقرير السياسة الأميركية إزاء بلادنا.
لا أتمنى للنائبة اليهودية الكوبية الأميركية أيَّ شرّ، بل لا أريدها أن تصاب بزكام، إلا أننى فى الوقت نفسه أرفض مصافحتها إذا رأيتها، فأنا أدرجها فى خانة المحافظين الجدد أعداء العرب والمسلمين.
عندى اعتراضات كثيرة على أداء الرئيس محمد مرسى ونظام الإخوان فى مصر، ولكن عندما يكون الموضوع حملة ليكودية الهوى على رئيس مصر، فأنا معه على طول الخط ضد أعداء بلاده.
روس-ليتنن تزعم أن مستقبل حكومة الإخوان المسلمين موضع شك، وأقول إن هذا أملها وسوف يخيب.
وتزيد أن الرئيس مرسى ينتهك الحقوق المدنية للشعب المصرى، والتظاهرات الأخيرة تُظهِر أن الشعب طفح كيله. وأقول إن رئيس مصر -حتماً- أقل انتهاكاً لحقوق مواطنيه من معظم القادة العرب الآخرين، إلا أن النائبة المصيبة لا ترى أحداً غيره، فتعمى -مثلاً- عن جرائم حكومة نتنياهو اليومية ضد الفلسطينيين، رغم أننى فى جميع الأحوال لا أصدق أن قلبها على المتظاهرين فى مدن مصر.
روس-ليتنن تُضيف أنها قدّمت قانوناً يربط بين المساعدات الأميركية وإمكان الثقة بالحكومة المصرية. وأقول إن الثقة ليست كمية ملموسة لنعرف حجمها، ولكن لا ثقة إطلاقاً بنوايا النائبة، التى أيَّدت كل حرب ضد العرب والمسلمين.
وترى النائبة المصيبة، أو الكارثة، أن الوضع المتفجر غير المستقر فى مصر سببٌ لتفكر الولايات المتحدة فى مسألة مواصلة تقديم المعونة لمصر، خصوصاً المساعدات العسكرية، على شكل طائرات اف-16، ومما قالته: «إن ما يدعو إلى مزيد من القلق موقف مرسى (دائماً من دون السيد الرئيس أو الرئيس) من أقرب حلفائنا، دولة إسرائيل اليهودية الديمقراطية، وتصريحاته التى انتشرت فى الأسابيع الأخيرة تُظهِر بوضوح رجلاً يحتقر اليهود وإسرائيل، ما يجعل بالإمكان أن يحوِّل عدوانيته هذه إزاء إسرائيل».
كل كلمة فى ما سبق كذب وقح، وأتحدى النائبة والإدارة كلها أن توقف المساعدات لمصر، فهى أصلاً مساعدات لإسرائيل، لتبقى مصر فى معاهدة السلام، أتحداهم أن يفعلوا، ليروا النتيجة. ثم إن إسرائيل لا يمكن أن تكون ديمقراطية وهى تحتل أراضى الفلسطينيين على أساس خرافات توراتية وأنبياء فاجرين لم يوجدوا يوماً فى بلادنا، ولا آثار إطلاقاً تدلّ عليهم. ومع هذا وذاك، النائبة اليهودية الكوبية الأميركية تؤيد المساعدات لإسرائيل، الدولة المحتلة التى تقتل النساء والأطفال، والمساعدات لها أضعاف ما تتلقى أى دولة أخرى، والخفيّ منها أضعاف المُعلَن، والسبب أن لوبى إسرائيل اشترى أعضاء الكونجرس، وأن بعض الأعضاء يقدِّم مصالح إسرائيل على مصالح أميركا نفسها، مع أن حكومة إسرائيل فاشستية مجرمة وعنصرية تمارس تمييزا عنصريا ضد أصحاب الأرض الحقيقيين والوحيدين.
روس-ليتنن تختتم تصريحها بالقول إن الثقة بمرسى غير ممكنة، وتقترح وقف المساعدات لمصر كى لا ينشر مرسى رسالته اللاساميّة حول العالم.
أقول إن إسرائيل وتحديداً الممارسات العنصرية والقتل والتدمير التى تمارسها حكومتها النازية الجديدة، هى سبب انتشار اللاساميّة حول العالم، لا مرسى ولا غيره. وأزيد أن كل مَنْ يدافع عن إسرائيل شريك فى جرائم حكومتها ضد الفلسطينيين.
وأوقح من كل ما سبق تشريع اقترحته روس-ليتنن يطلب لاستمرار المساعدات أن تتأكد الإدارة الأميركية من أن مصر لا تسيطر عليها منظمة إرهابية أجنبية.
إسرائيل تسيطر عليها منظمة إرهابية اسمها حكومة بنيامين نتنياهو، وهو إرهابى مثل إيهود باراك، وكل مَنْ يُدافع عن هذه الحكومة الفاشستية إرهابى مثلها.
لست من أنصار محمد مرسى أو حكم الإخوان فى مصر، ولكن عندما يكون الخيار بين رئيس مصر والجماعة من جهة، وبين أعداء العرب والمسلمين، فأنا دائماً مع شعب مصر وحكومتها المُنتَخبة، وأتحدى الكونجرس كله أن يوقف المساعدات لمصر لنرى معه النتائج.
* نقلاً عن الحياة اللندنية
الجريدة الرسمية