رئيس التحرير
عصام كامل

ويسألونك عن "السـلمية"..!


بداية نحن ضد العنف، وكل الأعمال التى تهدد أمن وسلامة أى إنسان خلقه الله على وجه الأرض، مسلما كان أم كافرا.. بل إننا ندين العنف حتى مع الحيوان كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولكن هل الدكتور "مرسى العياط" وجماعته يؤيدون نبذ العنف حقا، أم أنهم ضد الإجرام الذى يتعرضون له فقط؟!

من وجهة نظرى أن جماعة الإخوان المسلمين والتيارات الموالية لها، تشجع وتؤيد وتبارك أعمال العنف والتخريب والبلطجة والإرهاب.. طالما كان ذلك يصب فى مصلحتها ويخدم أهدافها، ويقربها من السلطة.. أما إذا كان العنف موجها لها ولسياستها ومنهجها فإن العنف مرفوض ومنبوذ وبأدلة من الكتاب والسنة..
وما يؤكد ذلك أننا ما رأينا أو سمعنا أحدا من قيادات "الإخوان"، أو من قيادات الجماعات الإسلامية ينبذ العنف، ويدين اقتحام السجون وأقسام الشرطة، وإحراق مقار الحزب الوطنى المنحل.. وذلك فى أيام ثورة 25 يناير وتحديدا فى جمعة الغضب 28 يناير وما تلاها.. بل إنهم كانوا يثنون عليه.. ويعتبرونه من الأعمال البطولية.. وأتحدى أن يأتى أحد من "الجماعة" بدليل يقول عكس ذلك.
ولم نسمع صوت "الجماعة"، وأنصارها وحلفائها عند الاعتداء على الدكتور محمد البرادعى وهو يدلى بصوته فى الانتخابات.. وعند احتراق مقر حملة الفريق أحمد شفيق.. ومحاصرة المحكمة الدستورية العليا، ومدينة الإنتاج الإعلامى، وما تعرض له معتصمو الاتحادية، ثم تهديدات الشيخ حازم أبوإسماعيل باقتحام قسم شرطة الدقى.. وإحراق مقر حزب الوفد.. بل كان هناك صمت تام من الرئيس، وموافقة ومباركة من التيارات الإسلامية لترويع القضاة والإعلاميين.. وكل الذين تجرأوا وقرروا معارضة الرئيس وجماعته وأنصاره.
الرئيس وجماعته وأنصاره ونائبه العام ينادون بالسلمية.. ووزير عدله "الملاكى"، يعد قانونا "مشبوها" لتنظيم التظاهر بحجة المحافظة على السلمية.. وهنا أود أن ألفت نظر مرسى والذين معه.. أن الشعب لو كان التزم "السلمية" مع الرئيس مبارك ما وصل "مرسى" وجماعته إلى الحكم.. ولو التزم المعارضون لـ"مرسى" بالسلمية، فلن يترك الحكم.. لأنه يسير على نهج "مبارك".. فبدلا من أن يلقى اللوم على المتظاهرين لا بد أن يوجه اللوم لنفسه وجماعته وأنصاره وسياساته الفاشلة.. ورئيس حكومته الذى يحتاج إلى "فطام" سياسى.
ومن العجيب أن الجماعات التى انتهجت العنف طريقا، والإرهاب مسلكا لتأديب مخالفيها.. هى نفسها الجماعات التى تدعو إلى "السلمية" ونبذ العنف والتطرف.. والدعوة إلى الحوار تحت لوائها وبالشروط التى تمليها.. وكأنهم يريدون أن نصدق أن "الحداية بترمى كتاكيت"..!
إن "السلمية" تصبح عقدا وعقيدة مستقرة فى النفوس طالما وجدت مَنْ يستمع إليها ويقدرها حق قدرها، وينزل على إرادتها.. لا أن يقول للمتظاهرين "خليهم يتشلو".. أو يتهمهم بالإرهاب وبالتمويل من الخارج دون دليل.. فيما عدا ذلك لا أحد يطالب بـ"السلمية"..!
وحسبى الله ونعم الوكيل
الجريدة الرسمية