محمد زكي عبد القادر يكتُب: الزواج ومتاعب العزوبية

في عموده "نحو النور" .. كتب محمد زكي عبد القادر في مجلة الإذاعة والتليفزيون عام 1955 تحت عنوان "الزواج ومتاعب العزوبية وشرورها" يقول:

أسباب التفكك في الروابط الزوجية هي أسباب الطلاق، وأسباب الطلاق هي علل الحياة الزوجية، ويمكن إجمال شرور الحياة الزوجية في:
أولًا: الخيال الذي يثبت في أذهان المقدمين على الزواج والأحلام التي يصورونها في عالم لا صلة له بالحقيقة، فالرجل يحسب الزواج نعمة ليس فيه غير الحب والهناء والتضحية والإيثار من جانب الزوجة.

والفتاة تحسب الزواج متعة لا مسئوليات فيه وتجب أن تضع يدها على رجل تستعبد حبه وأحلامه وجهده وكيانه في عملية استيلاء لا تقبل اعتراضًا.

ثانيًا: تردد هذا الجيل من المتزوجين رجالا ونساء بين القديم الذي يتسم بالمحافظة على التقاليد ، وبين الجديد الذي يتجه إلى التحلل من التقاليد وهو ما يؤدي إلى اصطدام مستمر بين الزوجين، وأعتقد أن الزوج المصري حتى ولو بدا عصريًا في مظهره وتصرفاته إلا أنه لا يزال متأثرًا بتقاليد الزواج القديمة.

ثالثًا: الخلط بين الحب السابق على الزواج بلهفته وحرمانه ومتعته الخاطفة، وبين الزواج وما يجب له من استقرار في العواطف والفهم والمشاركة في تحمل المسئوليات.

تحت هذه الأسباب يمكن إدراج كل متاعب الزواج والعائلة والصحيح أن للزواج متعة، وهناء وله متاعبه وشقاؤه شأن كل ظاهرة من ظواهر المجتمع، وازدياد الشكوى فيه يرجع على الأكثر إلى افتراض خاطئ أساسه أن الزواج حياة لا لغو فيها ولا تأثيم أكثر مما يرجع إلى القطع بأنه فاشل أو تعيس.

الموازنة الصحيحة تقتضى المقارنة بين الزواج ومتاعبه، والعزوبية وشرورها ونتيجة المعادلة هي التي تضع الزواج في مكانه الصحيح.