حكومة حرب

أيا كانت أسباب استقالة حكومة د. حازم الببلاوي التي فاجأت البعض بل وبعض وزرائها، وإن لم تفاجئ الرئاسة، ومهما اختلفت التقييمات حول أداء هذه الحكومة سواء بالإيجاب أو السلب، فإننا بعد أن انتهى عمر هذه الحكومة نحتاح لحكومة جديدة مختلفة عن الحكومة الراحلة.. نحن نحتاج تحديدا لحكومة حرب.. فنحن نخوض الآن حربا على عدة جهات.. وهذه الحرب هي حرب ندافع فيها عن استقلالنا الوطني وكيان دولتنا القومية ونواجه فيها إرهابا ترعاه جماعة الإخوان المتحالفة مع جماعات إرهابية أخرى على رأسها تنظيم القاعدة.. وهذا الإرهاب يلقي دعما إقليميا من تركيا وقطر ودوليا من أمريكا وعدد من الدول الأوربية، وأصحاب هذا الدعم يبغون سلب إرادتنا السياسية واستقلالنا الوطني.

ولذلك لابد أن يكون لدينا حكومة تدرك أننا نخوض بالفعل هذه الحرب.. فهذا الإدراك سيجعلها تهيأ وترتب أوضاع وإمكانيات الدولة وتعبئها من أجل تحقيق النصر في هذه الحرب باعتباره البديل الوحيد لنا فيها وإلا فقدنا دولتنا وفقدنا استقلالنا الوطني.

لقد سبق أن جربنا من قبل حكومات الحرب ونحن نتأهب ونستعد لخوض حرب أكتوبر في السبعينيات من القرن الماضي التي خضناها دفاعا عن جزء من أرضنا، ونحن الآن نحارب دفاعا عن كل أرضنا فلا سبيل أمامنا الآن سوي تكرار ذات التجربة وتشكيل حكومة حرب يدرك كل من يشارك فيها وقبلهم من يرأسها أنه لا يقوم فقط بإدارة شئون دولة إنما يحارب حربا ضارية.