رئيس التحرير
عصام كامل

ضغوط أمريكية لإثناء "السيسي" عن الترشح للرئاسة.. الولايات المتحدة وحلفاؤها تفضل دعم"عنان" لتحقيق مصالحها.. المصالحة مع الإخوان وعودتهم للبرلمان شرط واشنطن لدعم الرئيس الجديد

السيسي وعنان
السيسي وعنان

"رحلات مكوكية واتصالات غير مسبوقة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لإثناء المشير عبد الفتاح السيسي من الترشح للانتخابات الرئاسة، خاصة مع اقتراب فتح باب الترشح مع استمرار محاولة إقناعه بأن دوره في وزارة الدفاع هي الأكثر أهمية للحافظ على الجيش المصري" هكذا رصد تقرير نقلته وكالة "إرم" الإخبارية الإماراتية.

ولفت التقرير إلى أن الفريق سامي عنان - رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق-  يحصل الآن على دعم غير مسبوق من تركيا وقطر والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين لخوض انتخابات الرئاسة.

وكشفت "إرم" عن حملة ضغوط مكثفة تمارسها الولايات المتحدة حاليا لإثناء المشير عبد الفتاح السيسي عن الترشح للرئاسة المصرية، وكانت واشنطن بدعم من إسرائيل قد أوصلت رسائل إلى المشير السيسي تطالبه بعدم الترشح وترك الساحة للفريق سامي عنان، الذي حصل على دعم غير مسبوق من تركيا وقطر والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين لخوض الانتخابات.

ولم تكتف واشنطن بذلك، لكنها وسعت ضغوطها فطلبت من بعض الدول الخليجية وقف المساعدات المقدمة لمصر حاليا، كوسيلة ضغط لعدم ترشح "السيسي"، لتؤكد المعلومات أن زيارة المشير "السيسي" لروسيا والتأييد الضمني الذي أعلنه الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لترشح "السيسي" لانتخابات الرئاسة لم تأت من قبيل الصدفة، فتمنى "بوتين" التوفيق لـ"السيسي" كان بمثابة دعم له في وجه الضغوط الأمريكية.

وكان "السيسي" قد بحث مسألة الضغوط الأمريكية عليه، في اجتماع مع المجلس العسكري المصري، الذي أعلن أعضاؤه تأييدهم المطلق لترشيحه، وعدم السماح لواشنطن بالتدخل في الشأن المصري، فأوفد السيسي بعد الاجتماع محمد التهامي رئيس المخابرات المصرية إلى موسكو لتبادل المعلومات مع المخابرات الروسية، وأبلغهم أن واشنطن وتركيا وقطر والتنظيم الدولي للإخوان يعملون لدعم الفريق سامي عنان بحجة أن انتخاب السيسي سيدفع مصر إلى أتون حرب أهلية، وفق ما جاء بـ" إرم نيوز".

كما أن المخطط الأمريكي يقضي بدعم الفريق "عنان" ليكون رئيسًا، ثم يعلن عن مصالحات وطنية تتضمن الإفراج عن قادة جماعة الإخوان المسلمين، والسماح لهم بخوض الانتخابات البرلمانية، ما يتيح لهم بواسطة المال والإرهاب والقمع من السيطرة على مجلس الشعب المقبل، ويعيد مصر إلى سابق عهدها في مرحلة "مبارك" لتمارس سياسة الحياد السلبي، وهو ما تريده واشنطن وتحاول تسويقه لدى بعض دول الخليج.

لكن هذه الضغوط لم تفلح حتى الآن في ثني السيسي عن الترشح، بل قال:" إنه لا يمانع في خوض أي مرشح للانتخابات"، وأشارت المعلومات إلى أن الاجتماع الثنائي الذي عقده الرئيس بوتين مع المشير السيسي كان لطمأنة المشير حول الدعم الروسي اللامحدود له؛ حيث أبلغه بوتين أن روسيا لا تخذل أصدقاءها، وأنه يجب أن يكون واثقا من صداقتها وصداقة دول أخرى في العالم وأنها لن تتخلى عنه. 

مصادر مطلعة أكدت أن هناك اتصالات أمريكية مع دول إقليمية ودولية لوضع العراقيل في طريق ترشح المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة في مصر؛ خوفًا على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، حتى تكون لها اليد الطولى داخل أروقة السياسة المصرية، وأن يقوم مرشحها المدعوم بتنفيذ ما يراه في صالح أمريكا وحلفائها.

وأوضحت مصادر عسكرية، أن واشنطن ترى في المشير "السيسي" تمثيلا لنبض الشارع المصري، ولن يقبل في حال ترشحه وفوزه أن تكون مصر أداة في يد واشنطن، كما أن تركيا ودولًا أخرى عربية لا تريد رئيسًا قويا لمصر يحظى بثقة الشارع المصري، وترى فيه حاميًا لمصر ودورها، وهذه الجهات تريد أن يكون لها الدور الأول في الإقليم، لكن الشعب المصري يعرف بذلك وسيؤدي لفشل المخطط الأمريكي، بالضغط على "السيسي" للترشح للرئاسة.
الجريدة الرسمية