صحيفة أمريكية: «القاعدة» وراء تعاون مصر مع إسرائيل.. سقوط «مبارك» منح التنظيم الإرهابي تكوين إمارة إسلامية على حدود الدولتين.. والقاهرة لم تكن دولة فاشلة منذ 3 سنوات
نشرت صحيفة "هفينجتون بوست" الأمريكية مقالًا تحليليًا للكاتبين" دانيال واجنر" و"جورجيو كافييرو" تحت عنوان "مصر وإسرائيل والقاعدة".
وأشارت الصحيفة إلى إنشاء تنظيم القاعدة كمقر لها في منطقة شبه جزيرة سيناء في خضم الاضطرابات التي أعقبت الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، واستهدف الجهاديون بشكل روتيني كلًا من مصر وإسرائيل، وفي المقابل قامت قوات الأمن المصرية والإسرائيلية بزيادة التعاون لمواجهة التحديات الأمنية في سيناء، وأن العلاقات الثنائية لا تزال سليمة، على الرغم من أنه على المدى الطويل اتجاه العلاقات الثنائية لا تزال غير مؤكدة، وفي المدى القريب إجراءات القاعدة عززت العلاقات الأمنية بين مصر وإسرائيل، وخدمت أيضًا إجراءات القاعدة في سيناء وبلاد الشام إسرائيل لتعزيز تعاون الحكومات الأخرى بالمنطقة مثل الأردن وتركيا وسيتواصل التعاون مع إسرائيل في القضايا ذات الصلة بالأمن.
وقالت الصحيفة إنه يوجد إمارة إسلامية بين مصر وإسرائيل، مشيرة إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المصرية منذ عام 1982، ومنذ ذلك الوقت ثبت أن سيناء أكثر المناطق غير القابلة للحكم في مصر، فطوال حكم مبارك شد الخناق على الجماعات المتشدة ونفذ القليل من الهجمات عبر الحدود المصرية الإسرائيلية، ولكن منذ سقوط مبارك أثير سؤال حول قدرة الحكومة المصرية على التصدي بشكل فعال للجماعات الجهادية المتشددة.
وأوضحت أن فراغ السلطة الذي أعقب سقوط مبارك منح الفرصة للمنظمات الإجرامية الإرهابية بتكوين شبكات لها في سيناء بشكل سريع بدعم من أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة وعملوا على تخريب خطوط الأنابيب لنقل الغاز الطبيعي إلى إسرائيل الأردن نحو 19 مرة تم تخريب إمدادات خطوط الغاز على مدى السنوات الثلاث الماضية، ومنذ عزل جماعة الإخوان المسلمين من السلطة شنت هذه الجماعات هجمات ضد الجيش والشرطة.
وأضافت أن جماعة "أنصار بيت المقدس" أعلنت مسئوليتها عن ارتكاب الهجمات وهي تنتمي لتنظيم القاعدة، وتشمل هذه الجماعة مجلس شوري المجاهدين وجماعة الهجرة والتكفير وجماعة الجيش الإسلامي، والعديد من هذه الجماعات تشمل رجال القبائل المحليين من البدو، والسلفيين المصريين وجماعات الجهاد الإسلامي، وأصبحت سيناء مركزًا للجهاد العالمي، ويوجد بها جهاديون أجانب من "الجزائر وآسيا الوسطى وليبيا والمغرب وفلسطين، روسيا، المملكة العربية السعودية، الصومال، السودان، تونس واليمن".
وهدف هذه الجماعة إسقاط الحكومة العلمانية المدعومة من الجيش، وتكوين ثيوقراطية سلفية ويعتزم المتشددون شن حرب على الجبهتين مستهدفة إسرائيل أيضًا نظرًا لتنوع جنسيات المقاتلين، لتكون الأزمة في سيناء ليس فقط مصدر قلق للحكومة المصرية وإنما أيضًا للحكومات الأخرى في المنطقة.
وترى الصحيفة أن نمو القاعدة في سيناء يرجع إلى ثلاثة تطورات محلية وإقليمية، أولًا مجتمع البدو المهمل على مدى التاريخ المصري واحتضان القبائل "التيارات الجهادية في سيناء"، بعض الفصائل القبلية رأت أن نشاط القاعدة قوة يمكن أن تستخدم ضد قوات الأمن المصرية بشكل فعال للضغط للدولة للانسحاب من سيناء، ومن خلال هذا سجلت القاعدة مكاسب بالقوة الناعمة في سيناء ولعب إرث انتهاكات الدولة المصرية لحقوق الإنسان والإهمال الاقتصادي دورًا كبيرًا في نفوس القبائل المحلية.
والسبب الثاني، الحرب في ليبيا في ثورة 2011 وانتشار الأسلحة في أيدي الجميع في كل مكان بليبيا، وانتشار الجهاد في سيناء وأجزاء من أفريقيا وخاصة "مالي"، وإعلان السلطات المصرية ضبط شاحنات تحتوي على 60 صاروخًا مضادًا للدبابات في طريقها من ليبيا إلى سيناء وتدفق الأسلحة من المخابئ الليبية إلى الشرق الأوسط قد يكون تحديًا للسلطات في جميع أنحاء المنطقة.
بينما السبب الثالث هو صعود حماس للسلطة في غزة خلال عامي 2006-2007، واحتضانها مجموعة من الاستراتيجيات للسياسة الديمقراطية الأكثر واقعية ونفور العديد من الأعضاء المتشددة أسفر عنه تيارات متطرفة أكثر جمودًا وترك حماس للانضمام إلى الفصائل الفلسطينية المرتبطة فيوغزة ونقل العديد من السلفيين من غزة إلى سيناء للانضمام في صفوف الحملات التي تقودها "حماس" لتنفيذ مصالح إستراتيجية وتنفيذ الجهاد العنيف ضد إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن هذه الاتجاهات الثلاثه خلقت تحديات تواجهها الحكومة المصرية في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية التي تعرض مصر لتكون دولة فاشلة، وهو أمر كان غير وارد قبل ثلاث سنوات فقط.