لا تيأس فاليأس خيانة للوطن
ما زلنا نعيش في ضبابية سد النهضة وما يروى عنه من نتائج سوف تؤدى إلى كوارث ستغير من شكل الشرق الأوسط والأهم ما يروى عن أن هذا السد سيؤدى إلى هدم قبلة المسلمين وهى الكعبة وكذلك ما يسرد من أقاويل من شأنها إثارة الذعر في قلوب المثقفين والمفكرين.
لأن العامة همومهم اليومية تكفيهم فلا يستطيعون مجرد التفكير في الكوارث المستقبلية حتى لو كانت قريبة الحدوث.. والسياسيون منشغلون في الحرب من أجل كرسى الرياسة والإعلاميون والصحفيون من كثرة الأحداث اليومية لا يتابعون السد وعواقبه الوخيمة.
ما عاد أمامنا غير الصراخ والعويل والدعاء إلى الله عز وجل أن ينقذنا مما نحن فيه وهل سيرسل الله جندا من السماء تحمى كعبته كما حماها من إبره الأشرم وجنوده أم ستكون هي نهاية العالم ويالها من نهاية مأساوية ؟!
وأنى أتساءل لماذا يحكم العالم الأغبياء دائمًا؟ ويالها من سخرية أنهم وأهل السياسة هم أقدر الناس لإقناع الحشود أن يتسابقوا في إلقاء أنفسهم في أحضان الجحيم واهمين الناس أنها جنة النعيم.. ولماذا دائمًا أصحاب القلوب السوداء والعقول المتجمدة العاشقة للدمار هم من يصبغون الدنيا بألوانهم السوداء فهم كنقطة الحبر الضئيلة التي تحول اللبن الحليب من لونه الأبيض الناصع إلى اللون الأزرق المخيف.
ولماذا نحن العرب من نعانى كل هذا الكم من التخلف والغباء ؟ هل الحروب هي الحل؟ أم يوجد حلول سياسية أخرى ؟
الكل يسعى بكل ما أتاه الله من قوة ومال ونفوذ من أجل الوصول إلى مناصب زائلة وما نسمع منهم غير كلمات ووعود هم أنفسهم لا يقتنعون بها ولا أحد منهم يريد أن يحشد العلماء والمفكرين في إيجاد حلول عملية لمشاكل وكوارث مستقبلية مؤكدة الحدوث.
يحشدون الصبية من أجل التدمير.. فمن سمح بأن يكون هناك مجموعة من الصبيان تحت اسم ألتراس ؟ من يقودهم ؟ هم مجموعة من الصبية أغلبهم تحت 18 عاما لا أخلاق لهم ولا عقل.. تقودهم شهواتهم ونزواتهم.. من يمولهم ؟ فأى مجموعة لابد لها من قيادة فأين قيادتهم ؟ كوارث تأتى بكوارث أعظم منها إلى أن أصبحنا نعيش جميعًا في كارثة في حد ذاتها حتى أصبحت الكارثة الكبرى أمرا واقعا لابد أن نتقبلها كما هي..
علاج مصر ليس بالهين ولكنه ليس بالمستحيل فلابد من مشاريع قومية وبناء مجتمعات صناعية وزراعية في صحراء مصر تحيطها مجتمعات سكنية وخدمية لتمتص كل الطاقات المعطلة في المدن وبداية زراعة ثقافة تقدمية في تلك المجتمعات.
من يحكم مصر لابد أن يكون رجلا قويا ومبدعا وفنانا في نفس الوقت.. رجل له المقدرة على تحويل المخلفات والعشوائيات إلى عمل فنى رائع.. يستطيع أن يخلق من القبح الجمال.. يستطيع أن يعيد أهل مصر إلى عهودهم الأولى..
فتخيلوا معى لو جاء رجل أراد أن يحول صحراء مصر جميعًا إلى مدن منتجة وفَكَرَ مجرد التفكير في استغلال مياه صرف الحقول في عمل مزارع سمكية.. وليكن بعض أنواع الجمبرى المفضل لكثير من الشعوب.. فبحسبة بسيطة يمكن أن يرتفع الجنيه المصرى ليصبح بسبعة دولارات وبالتالى سنحتاج إلى ضعف عدد سكان مصر كيد عاملة وبالتالى سيكون لدينا نقص في العمالة.
سترتقى مصر إلى صفوف الأمم المتقدمة الغنية وسيحتضر الإرهاب ويموت لأن الشعوب تريد الحياة لا الموت.. إماكنية حدوث هذا خلال سنة لا تزيد ولكن كيف نبدأ وأين تكون البداية هذه هي المسألة.. ما زال الأمل يتجدد في قلبى وعقلى لأن اليأس خيانة للوطن.. لك الله يامصر عفاك الله وشفاك.