رئيس التحرير
عصام كامل

عن "الأديب والقيادي السيناوى ".. إلخ إلخ !!


"تصور أن الحكومات في الخمسينيات والستينيات كان ممكن تضحك على رعاياها وتقول لهم إن إحنا عملنا الظافر والقاهر، وعملنا مركبة فضائية.. والسمك بياكل في الطيارين الإسرائيليين.. وكان أحمد سعيد بيصرخ في راديو صوت العرب: كُل يا سمك كُل.. بس لا أتصور أن الحكومات في الألفية الجديدة قادرة أن تضحك على رعاياها وتقول لهم إن الجيش اكتشف علاجا للإيدز وفيروس سي.. بمناسبة الإيدز أظن يوسف إدريس اتجنن، وكتب سلسلة مقالات في الأهرام لما واحد قال إنه اكتشف علاجًا للإيدز.. يعني مصر مش أول مرة تكتشف دوا للإيدز.. أنا سمعت إنها اكتشفت الدوا من قبل.. بس زمان أيام يوسف إدريس، اللي اكتشف الدوا كان دكتور.. إنما هذه المرة الجيش (شخصيا) هو اللي اكتشف دوا الإيدز وبالمرة في الطريق اكتشف دوا لفيروس سي.. يا الله يا مسهل.." !


طبعا علامة التعجب السابقة من عندنا.. والسطور السابقة ليست لنا بطبيعة الحال.. حاشا لله أن نسخر من بلادنا.. حتى في لحظات الاستخفاف والخفة.. وحاشا لله أن نكتب بمثل هذه الركاكة.. حتى في عز اللجوء للعامية.. وإنما السطور السابقة وهي بين تنصيص مقصود منسوبة للأديب والمفكر والقيادي "السيناوي " مسعد أبو فجر.. ولا نعرف قياديا في ماذا.. ولا وحده هكذا "سيناوي " في ماذ؟ ولا نعرف له أدبا ولا فكرا.. ولا نعرف له الا صياحا في صياح..

واليوم نتأكد أكثر فأكثر أن مركز "ابن خلدون " الذي يعمل فيه أبو فجر يختار رجاله بعناية.. فالرجل مثل الإسرائيليين والإخوان يسخر من إنجازات الشعب المصري في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.. وهو لا يعلم حتى الآن - وهو القيادي والأديب - أن مشروع الصواريخ المصرية كان حقيقة.. وأنه لو كلف نفسه عناء البحث ليس في العلم والتاريخ وإنما فيما هو أسهل عليه كثيرا وهو " اليوتيوب " لرأي تجربة الصواريخ المصرية صوتا وصورة.. ولو كلف نفسه عناء القراءة للعالم المصري الكبير الدكتور محمد عرجون ويلقبونه بـ " أبو البرنامج الفضائي المصري " لعرف بالأدلة - نكرر بالأدلة وليس بالفلسفة والسفسطة - إننا في الستينيات كان طموحنا الفضائي يفوق الخيال وكان الفارق الزمني بيننا وبين أمريكا تسع سنوات علمية فقط !! ربما نضربها اليوم في الألف !! والدكتور "عرجون " موجود أعطاه الله الصحة.. وكتبه موجودة.. زاد الله من توزيعها..!!

الأستاذ أبو فجر..- القيادي السيناوي - ولا نعرف قياديا في ماذا.. يجب أن يتوقف وصف الإعلاميين له بالقيادي السيناوي.. فالوصف يحمل خبثا لا نطيقه.. فلا سيناء منفصلة عن الوطن ولن تكون.. والحال لن يستقيم لو نسبنا رموزنا إلى أقاليمهم فيكون " أبو العز الحريري " القيادي الاسكندراني ويكون " إبراهيم عيسي " الصحفي المنوفي ويكون " البدري فرغلي " القيادي البورسعيدي ويتصور الناس أن " علاء الأسواني " يأت من جنوب مصر في كل لقاء تليفزيوني!

أما عن إنجاز الجيش - يا أبا فجر - فسنترك الأيام ترد عليك.. لكن السؤال: ماذا لو كان كلام الجيش غير صحيح ؟ فما كل هذه الشماتة يا مسعد ؟ وما كل هذا "الانشكاح " وانت تحبط الناس وتحارب الأمل في إنجاز كبير لقواتنا المسلحة ؟ وإن كان الإنجاز صحيحا وقد جربوه في دول أخرى غيرنا.. فهل ستعتذر ؟ هل ستكتب وتعتذر علنا لجيش بلادك ؟ أم سنراك تلهو بلقبك الكبير العجيب الأديب والكاتب والصحفي والباحث والمفكر والقيادي السيناوي إلخ إلخ ؟؟!!
الجريدة الرسمية