رئيس التحرير
عصام كامل

اتحاد ملاك الثورة


أخطأ د. محمد البرادعي حينما خاطب شباب حزب الدستور في مؤتمر حزبهم الأول بوصفهم وحدهم هم ملاك الثورة ولذلك يتعين عليهم حمايتها واستمرارها.. فلا يصح لأحد ولو كان د. البرادعي ذاته أن يحتكر وحده الحديث باسم الثورة أو الانفراد بملكيتها.. فالثورة المصرية هي ملك لكل جماهير الشعب التي شاركت فيها، لأنه بدون هذه الجماهير ما كانت هناك ثورة ولا تغير حكامنا.


لقد تباهينا طويلا أن الثورة ليس لها قيادة محددة وأن هذا سر عظمتها وسبب نجاحها، ولكننا الآن نتسابق لاحتكار ملكية هذه الثورة واحتكار الحديث باسمها، بل وفرض رؤانا الخاصة على تلك الجماهير الشعبية المالكة الحقيقية لهذه الثورة.

إن من يحاولون احتكار الثورة والانفراد وحدهم بالثورة ليسوا فقط غير ديمقراطيين وإنما هم يسرقون ما هو غير حق لهم.. فهؤلاء يمارسون دكتاتورية لا تحتلف في جوهرها عن تلك الدكتاتورية التي أرادوا التخلص منها، وكأنه بات مكتوبا علينا استبدال دكتاتورية بأخرى واستبدادًا سياسيًا بآخر.

كما أن هؤلاء الذين يدعون أنهم وحدهم هم ملاك الثورة يتجاهلون عمدا ومع سبق الإصرار أن هذه الثورة لم تكن نبتا مفاجئا، ولكن سبق ظهور هذا النبت غرس وحرث ورعاية لما تم غرسه.. فقد سبق خروج الجماهير في ٢٥ يناير و٣٠ يونيو كفاح متواصل لم ينقطع منذ السبعينيات من القرن الماضي وحتى العام الأول من العقد الثاني للقرن الجديد، وقد وضع كثيرون ثمنًا باهظًا لهذا الكفاح عن طيب خاطر من حريتهم، وهذا الثمن يفوق أضعاف الثمن الذي دفعه بعض النشطاء السياسيين الجدد الآن.

لذلك يتعين أن نعترف بحق جماهير الشعب في ملكية هذه الثورة، وألا ننازعها في ذلك.. وإذا حدث هذا سوف يصحح هؤلاء الذين يدعون احتكار الثورة مواقفهم، لأنهم وقتها لن يتخذوا موقفا ترفضه الجماهير الشعبية، بل سوف يتبنون مواقفها، خاصة أنه لا توجد قيادة ثورية حقيقية وصادقة تثور من أجل نفسها إنما هي تثور من أجل شعبها.
الجريدة الرسمية