ننشر نص رسالة الرئيس الجنوب أفريقي « زوما » لمنصور.. تضمنت التأكيد على مساندة جنوب أفريقيا لخارطة الطريق ومكافحة الإرهاب.. والتهنئة بنجاح الاستفتاء على الدستور
التقى الرئيس عدلي منصور، اليوم الأحد بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، بسيابونجا كويلي - وزير أمن الدولة بجمهورية جنوب أفريقيا - الذي يزور القاهرة، مبعوثا شخصيا لرئيس جمهورية جنوب أفريقيا، حاملًا رسالة لمنصور من نظيره الجنوب أفريقي، على رأس وفد يضم في عضويته كلًا من مايكل هالي - المستشار القانوني لرئيس جمهورية جنوب أفريقيا -، و« سونتو كودجو » - مدير المخابرات العامة -، و«نولوتاندو مايندي سيبيا»- سفيرة جنوب أفريقيا بالقاهرة -.
حضر اللقاء السفير حمدي لوزا - نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية -، ونقل الوزير الجنوب أفريقي الرسالة الموجهة إلى منصور من الرئيس الجنوب أفريقي "زوما"، التي تضمنت مساندة جنوب أفريقيا لمصر في المرحلة الانتقالية، وفي حربها ضد الإرهاب، وتطلع بلاده لاستعادة مصر لوضعها المستحق على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولا سيما في القارة الأفريقية، مؤكدًا حرص جنوب أفريقيا على تقديم الدعم والمساندة لمصر لإنجاز المرحلة الانتقالية، وأوضح المسئول الجنوب أفريقي أن بلاده تقدر أهمية مصر بوصفها دولة إستراتيجية، وذلك ليس فقط بالنظر إلى حجم اقتصادها وثقلها الديموجرافي، وإنما أيضًا لدورها المحوري لحسم قضايا القارة الأفريقية، فضلًا عن كونها دولة محورية على مستوى الشرق الأوسط وقضاياه، وذلك إلى جانب كونها مساهمًا فاعلًا في مهام حفظ السلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي.
من جانبه، طلب الرئيس من كويلي نقل شكره وتقديره لنظيره الجنوب أفريقي على هذه المبادرة الطيبة التي تستهدف رأب الصدع في العلاقات بين البلدين، معربًا عن تطلع سيادته لأن تترجم هذه الخطوة الإيجابية إلى أفعال ملموسة بما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة للدول الأفريقية بوجه عام، وللبلدين بوجه خاص.
واستعرض الرئيس أثناء اللقاء التقدم المحرز على صعيد تنفيذ خارطة المستقبل لاسيما عقب إقرار الدستور، كما أشار إلى أن نتائج الاستفتاء أظهرت للعالم حجم الدعم الشعبي الكبير الذي يحظى به الدستور الجديد وخارطة المستقبل، وأعرب سيادته عن تطلع مصر دولةً وشعبًا إلى تنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل وفقًا للجدول الزمني المعلن، موضحًا أن مجلس الدولة المصري يعكف حاليا على مراجعة قانون الانتخابات الرئاسية الذي سبق طرحه للحوار المجتمعي، تمهيدًا لعقد الانتخابات الرئاسية، التي سيتم الشروع في أعقابها في الإعداد للانتخابات البرلمانية، والتي بانعقادها تكون مصر قد أنجزت كافة استحقاقات خارطة المستقبل واختتمت المرحلة الانتقالية.
وألقى الرئيس منصور الضوء على العلاقات التاريخية بين البلدين منوهًا إلى الدور المصري في دعم نضال حزب المؤتمر الوطني الجنوب أفريقي ضد نظام الفصل العنصري، ودعم مصر لحركات التحرر في كافة ربوع أفريقيا ووقوفها دومًا إلى جانب الشعوب الأفريقية الشقيقة، ومن ثم فإن الشعب المصري يتطلع إلى مساندة الدول الأفريقية لإرادته وثورته.
كما أشار الرئيس إلى التحديات الإرهابية التي تواجهها مصر حاليا، منوهًا إلى أن خطر الإرهاب لا يطول فقط الدول التي تتعرض للأعمال الإرهابية، وإنما أيضًا الدول التي ترعى الإرهاب أو تسمح باستغلال أراضيها لنشر أفكار متطرفة أو هدامة، كما أشار سيادته إلى اتساق موقف مصر مع تنديد رئيس جنوب أفريقيا بالطابع العنيف للتظاهرات التي شهدتها بلاده مؤخرًا واضطرار الشرطة لمواجهة هذا العنف.
وصرح السفير إيهاب بدوي - المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية - بأن زيارة وفد جنوب أفريقيا استهدفت نقل رسالة دعم ومساندة من جمهورية جنوب أفريقيا لمصر وخارطة مستقبلها، والتعرف عن قرب على تطورات الأوضاع في مصر، ونقل صورة صحيحة وأمينة عن هذه التطورات إلى رئيس جمهورية جنوب أفريقيا "جاكوب زوما" بما يساهم في تصحيح الرؤى وتحسين العلاقات الثنائية.
وأضاف: إن الرئيس منصور أكد خلال اللقاء حرص مصر على أن تظل علاقاتها متميزة مع كافة دول القارة، وأن الظروف الراهنة لم تؤثر على الإطلاق على الأهمية التي توليها مصر لعلاقاتها مع الدول الأفريقية، وهو ما تمثل في مشاركة الرئيس في أعمال القمة الثالثة العربية – الأفريقية (الكويت، نوفمبر الماضي)، فضلًا عن حرص السياسة الخارجية المصرية على التواصل مع الدول الأفريقية عبر الزيارات الوزارية، ومنها الجولة الأفريقية الحالية لوزير الخارجية التي تتضمن تنزانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، واستمرار التعاون المصري مع الدول الأفريقية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.