القرار الجريء المنطقي المنتظر !
ظلت قطارات الصعيد
متوقفة عدة أشهر.. الطريق إلى الصعيد يبدأ من الجيزة وينتهى فى أسوان بطول يتجاوز
الـ 1200 كيلو متر وهى المسافة الأطول من قلب العاصمة إلى أى مكان آخر فى مصر إلى
الحد الذى جعل الطائرة وسيلة مناسبة للسفر إلى أسوان والأقصر وأسيوط والوادى الجديد
لا يقدر عليها إلا السائحون والمسئولون والأثرياء..
أربعة طرق برية هى السبيل إلى مدن الصعيد تقطع
الطريق طولا حيث تتتابع محافظات الصعيد واحدة بعد أخرى ولا تتجاور كمحافظات
الدلتا.. من خلالها يعبر ثلاثون مليون مواطن تقريبا إلى أهلهم وأعمالهم وتجارتهم
ومصالحهم.. وهى طرق تتدرج من السيء فى الطريق الزراعى القديم إلى الممتاز وهو طريق
صحراوى شرقى أنشأه الجيش بمواصفات عالمية.. وعندما تتوقف القطارات فعلى الجميع أن
يتخيل حجم المعاناة فى نقل الناس والتجارة من القاهرة إلى هناك.. وماذا يمكن أن
يفعل سائقو الأجرة فى المضطرين إلى تحمل الصعب.. وإلى كم الحوادث الذى يقع..
وإلى كم الزحام حتى بالأجرة المضاعفة للضغط
الشديد.. وإلى كم البهدلة المتوقع.. خصوصا أن القطار وحده الأكثر أمانا والأكثر
راحة خصوصا الدرجتين الثانية والأولى الفاخرتين.. ورغم ذلك تشجعت الحكومة ولأسباب أمنية
إلى وقف الحركة على خط الصعيد كله..اليوم..تقف الحكومة مرتعشة مترددة فى اتخاذ
قرارها بوقف أى استخدام للدراجات البخارية رغم الكوارث التى تحدث منها ورغم أنه لا
يمكن مقارنة عدد المتضررين من وقفها بمتضررى توقف قطارات الصعيد..!
وقف الدراجات البخارية فورا إجراء مهم
وضروري.. من شأنه أن يوقف نزيف
دماء بريئة ويوفر جهدا مهما فى ملاحقة عصابات مجرمة وستعتبر أى دراجة بخارية معادية
ويحق التعامل الفورى معها.. والإجراء سيكون مؤقتا ويمكن أن يطبق فقط فى المحافظات
التى تشهد أحداثا إرهابية.. من يقدر على اتخاذ القرار ؟ من؟