رئيس التحرير
عصام كامل

«رياح التغييرفي الشرق الأوسط تغير اتجاهها».. «الإندبندنت»: هدنات صغيرة بين عناصر الحرب في سوريا.. فشل بندر بن سلطان وتعيين «بن نايف» بدلًا منه.. و«الحر» يقاتل ض

صحيفة الإندبندنت
صحيفة الإندبندنت البريطانية

ألقي الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن، الضوء على تطورات الوضع في سوريا، بعد زيارته الأخيرة لها، ونشر مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية تحت عنوان: "هدنات صغيرة بين العناصر المشكلة للحرب الطويلة في سوريا".


وقال باتريك: إنه على الرغم من رياح التغيير في الشرق الأوسط وتغير اتجاهها إلا أن الأزمة في سوريا مازالت مستمرة وخاصة بعد التطورات الأخيرة لهذا العام، أصبح النظام السوري أكثر سيطرة أكثر من أي وقت مضى في الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات، فضلًا عن فشل محادثات السلام في جنيف.

وأضاف باتريك أنه من دلائل التغير في الشرق الأوسط ما جرى في اجتماع قادة المخابرات في السعودية والولايات المتحدة -مؤخرا- والذي تم فيه إبعاد رئيس المخابرات السعودية بندر بن سلطان عن مهمة قيادة الملف السوري وإسنادها إلى وزير الداخلية المعروف بصداقته للولايات المتحدة وعدائه للقاعدة.
ويوضح كوكبيرن أن سبب تغيير بندر الفشل الذريع في إنجاز أي شىء، وتمثل ذلك في فشل مفاوضات جنيف الأخيرة، لأن لا شيء يدعو الأسد للتنازل وهو يتلقى الدعم من روسيا وإيران وحزب الله، فلا شيء يجبره على تراجع موقفه.
ويلفت كوكبيرن إلى أن السعودية أسندت الملف السوري إلى محمد بن نايف، حيث يتولى دعم وإمداد المعارضة السورية بالأسلحة والأموال ويعد ثاني أكبر التحولات خلال مطلع العام الجاري.

ويشير كوكبيرن إلى أن أسباب فشل جنيف واضحة بما فيه الكفاية، حيث أدلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، من الواضح منذ البداية أن واشنطن تريد مفاوضات سلام، وأن يكون في المقام الأول حدوث تحول ونهاية حكومة الرئيس بشار الأسد، ولكن، جيش الأسد يسيطر على معظم المراكز السكانية والطرق الرئيسية في سوريا، وهذا تغيير جذري في ميزان القوى..

ويضيف كوكبيرن أنه بالنظر إلى المتمردين في الوقت الحاضر فهم منقسمون، تفتقر للدعم الشعبي وفي تراجع، وقد تستغرق وقتا طويلا الحرب قبل أن يملي الغرب والقوى الإقليمية شروطهم، لاستسلام الأسد، يمكن أن يحدث ذلك بشكل سريع، إذا حرم الأسد من دعم روسيا وإيران وحزب الله وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن، ولكن روسيا بعد التطورات الأخيرة في أوكرانيا أصبحت تخشى من فقدان صيتها كدولة عظمى إذا تعرضت لأزمة أخرى في سوريا.

ويقول كوكبيرن: أنه قضى أسبوعين في دمشق وحمص في نهاية شهر يناير وبداية شهر فبراير، وخرج بانطباع أن الحكومة في موقف أقوى، سياسيا وعسكريا، أكثر من أي وقت مضى وتحول الوضع لصالحها، نظرا لأن المعارضة مشتتة ومتفرقة لدرجة أن الفصائل دخلت في هدنة مع قوات النظام في بعض المناطق مثل الغوطة الشرقية دون أن ترجع إلى بقية الفصائل ويتم التنسيق فيما بينهم، وهذا يؤكد على تراجع المعارضة عسكريا أكثر من أي وقت مضي، وسيطرة الأسد على المناطق عالية الكثافة السكانية وأغلب الطرق الرئيسية بينما تسيطر المعارضة على حمص والمناطق الريفية المحيطة بدمشق وتتعرض هذه المناطق لضغط كبير من النظام الذي يضيق عليهم الخناق بالتدريج.
ويؤكد كوكبيرن أن الجيش السوري قوي ويوفر طاقته القتالية للعمليات ذات الأهمية الإستراتيجية، مثلما حدث عندما هاجم المتمردون الطريق الرئيسي لجنوب العاصمة في اتجاه الحدود مع الأردن، وطهر الجيش الطريق على حساب بعض الضحايا، الذين نقلوا إلى مستشفى المزة العسكري.

بالنسبة للولايات المتحدة والسعوديين، سيكون دخولهم في سوريا أكثر صعوبة مما يبدو. انقسام المتمردين، وفقدهم للدعم الشعبي، وبالنسبة للسوريين في أغلبهم يفضلون الأسد على المتمردين.

ويري كوكبيرن أن تعيين محمد بن نايف يعني التركيز بدرجة أقل على الهجوم العسكري على سوريا والمزيد من الضغوط الدبلوماسية على روسيا وإيران وحزب الله للتخلي عن دعم الأسد، لأنه كان خطأ كبيرا أن تتحول سوريا لجزء من الحرب الباردة بين الشيعة والسنة في المنطقة والصراعات المستمرة منذ ثورة 1979.

المملكة العربية السعودية قد تحاول تهدئة بعض هذه الصراعات، ولكن حتى الآن ليس هناك مؤشرات تذكر على أنها تفعل ذلك. للأسف، قد اختفى أي من المكونات لحرب طويلة في سوريا.

ومن المرجح أن قوات المعارضة السورية المدعومة من السعودية مثل الجيش الحر ستقاتل في جبهتين في وقت واحد ضد النظام السوري وضد المقاتلين الإسلاميين المتعاطفين مع تنظيم القاعدة وهو التنظيم الذي يعاديه محمد بن نايف بشكل علني..
الجريدة الرسمية