غرفة طفلك تبنى شخصيته
أكد الكتور محسن خضر، أستاذ التربية بجامعة عين شمس، على أهمية الانتباه لمحتويات غرفة الطفل الصغير، وعدم الاستهانة بها، فمنها يخرج الطفل المسئول والعالم أو العبقرى، والطفل الهادئ والملتزم، كذلك الطفل الشقى المدلل الذى لا يستطيع تحمل المسئولية.
وأوضح "محسن" أن مكونات الغرفة فى مرحلة الطفولة المبكرة قبل الست سنوات لا بد وأن تكون بطلاء زاهى اللون، وأن تحتوى على ألعاب نظيفة، مع مراعات جميع وسائل الأمان، ولا بد من أن تحتوى على مكتبة مهما كانت صغيرة، لينشأ الطفل والكتاب بالنسبة له شىء طبيعى جدًّا.
ويتابع: لا بد من الامتناع نهائيًّا عن شراء الماسكات المخيفة والألعاب المرعبة، حتى لا ينشأ الطفل جبانًا أو عنيفًا، ويا حبذا لو تمكنت الأم من تمييز هواية الطفل وإحضار ما يتناسب معها وتنميتها منذ الصغر.
لا تنسى أن غرفة الفتيات تختلف تماما عن غرفة الأولاد من حيث اللون وطبيعة الألعاب، حتى القصص التى ترويها لها مع كل مساء، فلا بد وأن تعزز الأم لدى كل منهما الاحتفاظ بهويته وما يرتبط بها من مواصفات.
لا بد وأن لا تستخدمى هذه الغرفة كوسيلة عقاب حتى لا ينشأ حاجز نفسى بين الطفل وغرفته دون معرفة السبب، بل اجعليها المكان المفضل له؛ يرتبه كيفما شاء وتحتوى على جميع أسراره.
ويتابع استشارى التربية: حينما يكبر الطفل ويدخل المدرسة فلا بد من استشارته فى تغيير بعض القطع الموجودة فى الغرفة، ونتحاور معه فى نوعية الملصقات التى يريد وضعها مثلا على الحوائط، كذلك نوعية الكتب والقصص التى يريد إلحاقها بالمكتبة، حتى بالنسبة لألعاب الكمبيوتر، فلا بد من اختيار تلك الأنواع التى تنمى لدى الطفل الذكاء والصبر، واحترام أدوار الآخرين، كذلك الألعاب التى تعلى لديه قيمة المشاركة.
ضعى المكتب بحيث يمكنك مشاهدة المادة الفلمية أو الموقع الذى يتابعه ابنك دون أن يشعر هو بأنك تشكين فيه أو تراقبينه، حتى لا ينشأ إنسانًا غير واثق فى نفسه.
علِّميه تدريجيًّا كيف ينظم ويرتب أشياءه، وكونى قدوة حسنة له فى ذلك، أما الأب فلا بد وأن تكون هذه الغرفة مخزن أسراره مع أبنائه، وأن يجلس معهم فيها بعض الوقت، يراجع مهم الدروس أو يمضون وقتا من المرح واللعب.