رئيس التحرير
عصام كامل

سد الكونغو يفتح شراكة اقتصادية بين الصين وأمريكا.. بي بي سي: النهر يمكنه توفير الطاقة للقارة السمراء بأكملها.. وزير الري: المصريون ينتظرون السد.. والمشروع يصبح حقيقة خلال ثمان سنوات

هيئة الإذاعة البريطانية
هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي

بعد الإصرار الإثيوبي على المضي قدما في العمل في سد النهضة وفشل المفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان في التوصل إلى حل للأزمة نتيجة التعنت الإثيوبي تتردد أنباء عن مصادر رفيعة المستوى بملف النيل أن المشير عبد الفتاح السيسي يخطط للاتفاق مع الكونغو للبدء في تنفيذ مشروع قناة تصل بين القاهرة وكنشاسا لربط نهري الكونغو والنيل لتعويض النقص المائي الذي تعانيه مصر.


وقالت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي: إن مياه نهر الكونغو يمكنها توليد كهرباء تضئ القارة الأفريقية بأكملها، ولكن المشروع تأخر بسبب الاضطرابات التي تشهدها دولة الكونغو في الفترة الأخيرة، ولكن بفضل الاتفاقية الموقعة من قبل جنوب أفريقيا، والتي تعهدت فيها بشراء الكهرباء التي ينتجها النهر، فمن المتوقع أن يصبح المشروع حقيقة خلال ثمان سنوات.

وأوضحت بي بي سي أن الكونغو ستقوم ببناء سد بوادي بوندي المقارب لنهر الكونغو يدعى "سد إنجا الكبير"، والذي من المتوقع أن يصبح أكبر محطة لتوليد الكهرباء بالعالم، فيما قال وزير الموارد المائية والكهرباء بالكونغو برونو كاباندجي: إن الدولة تسعى لإنتاج ما يقرب من 40 ألف ميجاوات من الكهرباء.

وأكد وزير الري بالكونغو أن الجميع في انتظار الحصول على الطاقة من سد إنجا بما فيهم المصريون، بالإضافة لأن جميع أنحاء القارة في حاجة ضخمة للطاقة التي سيولدها السد، موضحا أن المرحلة الأولى من المشروع سيتم تمويلها من قبل البنك الدولي والبنك الأفريقي للتنمية بالإضافة لبعض المستثمرين من القطاع الخاص.

وأوضح الوزير أن التكلفة الإجمالية للمرحلة الأولى للمشروع تقدر بنحو 11 مليار دولار فيما لم يتم تحديد تكلفة باقي المراحل بعد، كما قال موقع تشاينا بيزنس الاقتصادي الصيني: إن الحكومة الأمريكية تدرس في خطوة غير مسبوقة الدخول في شراكة مع الصين في تمويل يبلغ 12 مليار دولار لسد إنجا بالكونغو وهو من أكثر السدود جدلا بالمنطقة.

وأوضح الموقع أنه في حالة توقيع الصين اتفاقا مع الكونغو فإن الأخيرة ستكون فازت بأكبر عقد يمكن الحصول عليه من دول الخارج، كما أوضح بيتر بوشارد مدير مؤسسة الأنهار الدولية الأمريكية أن هذه الشراكة المتوقعة بين أمريكا والصين غير مألوفة ولم تحدث من قبل ولم تشهد إحدى الدولتين شراكة مثيلة من قبل، مؤكدا أنه سيكون أمرا جيدا يقلل من حدة التوترات بين البلدين، ولكنه يجب ألا يكون على حساب البيئة.

يذكر أن فكرة هذا المشروع ظهرت للمرة الأولى عام 1980 عندما كلف الرئيس محمد أنور السادات كلًا من الدكتور إبراهيم مصطفى كامل الخبير الهندسي في مجال مياه النيل، والدكتور إبراهيم حميدة رئيس مركز بحوث الصحراء والمياه السابق بالقيام بجولة ميدانية في الكونغو لتقديم تصور عن الطبيعة الجغرافية للنهر ثم أرسلت الحكومة المصرية إلى شركة آرثر دي ليتل الأمريكية المتخصصة في تقديم الاستشارات الإستراتيجية لتقديم التصور والتكلفة المتوقعة، ثم ردت بالموافقة لكن المشروع توقف فجأة ثم عاد وطفا على السطح مجددًا في أعقاب أزمة مصر مع سد النهضة، كما أنه من المقرر لهذه القناة أن تزود مصر بـ95 مليار متر مكعب من المياه سنويا.
الجريدة الرسمية