يوم الرؤية
هل سنري الله بعد الموت؟! وما الحوار الذي سيدور بيننا وبين رب العالمين؟ وكيف سنراه وهو من لا تدركه الأبصار.. وما بين هذا وذاك، يؤكد أهل السنة والجماعة، أن العباد سيرون الله يوم القيامة.
وفي هذا الصدد يقول الشيخ أحمد البهي - من علماء وزارة الأوقاف- أن عقيده أهل السنة والجماعة تؤكد رؤية البشر جميعهم، لله سبحانه وتعالي، يوم القيامة، عن طريق النظر إلى وجهه الكريم، واستشهد البهي بقول الله تعالي "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ"، وهي آيات قرآنية من سورة القيامة"، وفسر البهي قول الله تعالي إن جميع عباد الله سيرونه يوم العرض عليه، كما فسرها الإمام ابن كثير في تفسيره هذه الآية، "وجوه يومئذ ناضرة" أي من النضارة وحسن البهية والإشراق والسرور، أما "إلى ربها ناظرة"، أي تراه عينا كما رواه البخاري في صحيحه، عندما كتب "إنكم سترون ربكم عيانا، وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله".
وأوضح البهي أنه لا يمكن التنبؤ بالحديث الذي قد يدور بين العبد وربه، قائلا: إن الأمر بيد الله سبحانه وتعالي، وأن العلماء أجمعوا أن الله ليس له معالم محددة، أو أنهم يستطيعون توقع الحديث الذي قد يدور بين الله وعباده، لكنه أكد أن الله رحيم بالعباد أكثر من رحمة الأم بطفلها، وأن الجميع سيدخل الجنة برحمة من الله.
أما الدكتور أحمد كريمة- أستاذ الشريعة الإسلامية، بجامعة الأزهر- أكد أن رؤية الله بعد الموت، حقيقة ثابتة ومؤكدة من الكتاب والسنة، واستشهد الدكتور كريمة بعدد من الآيات القرآنية مثل: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرة"، فضلا عن قول تعالي "لَّلذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ" سورة يونس.
وأضاف كريمة أن النبي "ص" فسر الزيادة بأنها النظر إلى الله عز وجل، وفي سورة المطففين، قال الله عز وجل كَلَّا "إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ" والمقصود بها أن الكفار هم المحجوبون عن رؤية وجه الله الكريم.
واستند كريمة إلى حديث الرسول الكريم "إذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ، قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ." ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}.
وأضاف كريمة عن جرير قال: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ "صَ" لَيْلَةَ الْبَدْرِ فَقَال:َ”إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ" [صحيح البخاري]..