"دهب" و"الألتراس" و"سانت كاترين" وحماقات لا تنتهي!
كل الذين صدعوكم وصدعونا الأسبوع الماضي عن دولة القانون والنظام والعدل لن تسمع لهم اليوم حسا ولا همسا على جرائم الألتراس!
كل الذين تبنوا على قلوبهم قصة " دهب " والتي - كما قالوا - حتى لو اختلفنا في الرأي معها فلا ينبغي أن نضع في يديها الكلبشات.. نقول كل هؤلاء اختفوا الآن وزوج "دهب " نفسه يبلغ الشرطة ضد قناة الجزيرة التي ذهبت مساء أول أمس ومعها بعض النشطاء للاحتفال بـ " سبوع " المولود بعد أن شرع الرجل - أخيرا - في الحفاظ على بيته والابتعاد عن الخط الذي أدى لما جرى لزوجته وله ولحياتهما..!
وكل هؤلاء لم يعتذر منهم واحد بعد أن عرف أن " دهب " لم تلد والكلبش في يديها ولم يعتذر أحد بعد أن عرفوا أن الكلبش لم يكن يبقى في يديها أصلا وإنما التقطت لها الصورة به تدبيرا وكيدا في لحظة استغلال سيئ لحق مشروع يسمونه في القانون " زيارة سجين"!
وكل هؤلاء - طبعا - اختفوا الآن تماما بعد أن جاءت الشهادات تتلو الشهادات من أهل وأصدقاء وزملاء ضحايا سانت كاترين.. ثم تبعتها شهادات البدو والأطباء لتؤكد أخيرا صدق ما جاء في بيان المتحدث العسكري الذي سخروا منه ومن بيانه!
هؤلاء - وقد يحدثونك طويلا عن العدل الاجتماعي وضرورة الفعل الثوري - لن تراهم يفعلون ذلك في أي حادث يتعرض له فقراء وهم ذاهبون إلى حيث أكل العيش.. يموتون في الطريق كل يوم بحوادث هنا.. وإهمال هناك.. وهم ليس لديهم في حياتهم فائض من المال ولا من الوقت ليذهبوا للتنزه.. وليس أمامهم إلا الكد حتى الموت أو حتى المرض بحثا عن لقمة العيش الحلال..!! طبعا.. لأنه ليس في حوادث الطرق فرصة لاصطياد الجيش بأي سبيل..!
الآن نسأل: ماذا يجري..؟ هل هؤلاء لا يعرفون حجم الخطر الذي حولنا وحولهم؟ ماذا يريدون للتأكد من ذلك؟ أن تقع الفأس في الرأس ونذهب لسيناريوهات قاتلة مؤلمة كارثية ليتأكدوا؟ وهل لمن يختفي ويختبئ كالفئران اليوم سنراه وقتئذ؟ والأهم: لماذا يسعى البعض لمصالح خاصة - شخصية أو حزبية - هي بجوار مصلحة الوطن لا تساوي شيئا؟ وهل سنتفرغ جميعا لمحاربة الإرهاب أم للدلع والتهريج واللعب بالنار والتفريغ عن صراعات داخلية تدور داخل الكثيرين منهم؟ ماذا نفعل مع هؤلاء وبعضهم يعلن عن ندمه كل مرة وكل مرة لا يستقيم؟ ومتى يكون للبعض شخصياتهم المستقلة العاقلة الرزينة ولا تنشر شيئا إلا بعد أن تتأكد ولا توجه اتهاما إلا بعد أن تتبين ولا تروج لشائعة إلا بعد أن تتثبت منها؟ ماذا يمكن أن نسأل والأسئلة لا تنتهي في ظل حماقات لا تريد أيضا أن تنتهي؟!