رئيس التحرير
عصام كامل

«التائهون».. أهالي قريتين يتشردون بين الشرقية والإسماعيلية.. «الفخراني» ضمهما إلى «التل الكبير».. الأهالي يؤيدون القرار ويشكون الشتات بين المصالح الحكومية.. وإنتاج الموال

محافظة الشرقية -
محافظة الشرقية - صورة أرشيفية



"تائهون".. هكذا لخص أهالي قريتى "1"، و"7" وضعهم الحائر بين الانتماء لمحافظة الإسماعيلية، أو الشرقية.

في البداية، يقول محمد عاشور، أحد أهالي القريتين: "نحن في متاهة؛ بعض المصالح الحكومية التي نتعامل معها تتبع الإسماعيلية، وأخرى تتبع الشرقية؛ خاصة أننا على حدود المحافظتين؛ مما يسبب لنا إرهاقًا ماديًّا، وشكوكًا في الهوية".


ويضيف: إداريًّا، فنحن نتبع قرية الملاك بمركز "أبو حماد" بالشرقية، والتي يسكنها أكثر من 13 ألف نسمة، وتعد أكبر منطقة استثمارية بمحافظة الشرقية؛ حيث تنتشر فيها المصانع والشركات الكبري، بجانب حدائق الموالح، التي تصدر مخزونها للخارج؛ وربما هذا سبب الصراع بين المحافظتين على ضمِّنا؛ منوهًا أنه رغم ذلك أصدر محافظ الإسماعيلية قرارًا بضم القريتين إلى المحافظة. وأشار إلى أن القريتين بهما "ألفا فدان" ينتجان الموالح.

من جانبه، يشير السيد محمد، عمدة قرية الملاك التابعة، إلى أن القريتين تم ضمهما لمحافظة الإسماعيلية، بالقرار رقم "419 لسنة 2010" من قبل اللواء "عبد الجليل الفخراني" محافظ الإسماعيلية الأسبق، بدون علم محافظة الشرقية؛ لكن القرار جاء تنفيذًا لرغبة الأهالي في تقديم الخدمات لهم؛ لأن محافظة الشرقية تعداد سكانها كبير جدًّا، ولا يستطيع المسئولون بها توفير الخدمات لجميع المواطنين، بعكس الإسماعيلية.

وأضاف عمدة القرية: بعد ضم القريتين "1 "، و"7" لمركز التل الكبير، تم إنشاء وحدة محلية للقرية، من أجل تقديم الخدمات للأهالي، كما تم إنشاء وحدة صحية، وتوصيل خطوط للتليفونات بالقريتين. مشيرًا إلى أن محافظة الشرقية أقامت دعاوى قضائية ضد محافظة الإسماعيلية؛ لقيامها بضم القريتين. مؤكدًا أن الصراع بين المحافظتين سببه غناء المنطقة بحدائق الموالح، والشركات، والمصانع الكبرى، ودفعها ضرائب للمحافظة.

وطالب كرم عاشور، قاضي عرفي بالقرية، المسئولين، بضرورة إنهاء الصراع بين المحافظتين؛ حتى يستطيع الأهالي الحصول على حقوقهم، وتحقيق الاستقرار الذاتي لهم واستقرارها، مضيفًا: توجد مدرستان في القرية، إحداهما تتبع إدارة "أبو حماد" التعليمية بالشرقية، والثانية تتبع محافظة الإسماعيلية، مركز التل الكبير، كما أن المسجد يتبع إدارة أوقاف "أبو حماد"، والمخبز يتبع إدارة تموين "أبوحماد"، وكذلك تتبع القرية، أمنيًّا، مركز شرطة "أبوحماد".

وتابع: تم التقدم بطلب لضم المدارس إلى إدارة "التل الكبير" التعليمية؛ لأن تنسيق طلاب المدارس الثانوي بالقرية، يتبع مركز "أبو حماد" الذي يبعد 50 كيلو مترًا عنها، في حين أن مركز التل الكبير لايبعد سوى 15 كيلو مترًا.

أما الدكتور سعيد عبد العزيز، محافظ الشرقية، فقال إن: "قرار ضم القريتين لم يصدر في عهده، وأن أحدًا لم يخبره بمشكلة القريتين". مضيفًا: "ما يدور بين المحافظتين من صراعات وقضايا إدارية، لم أتابعها لعدم علمي بها؛ لكني أؤكد أنه سيتم النظر في المشكلة، ومتابعة قرار الضم، والعمل على إلغائه، باعتبار القريتين منطقة استثمارية".

وشدد المحافظ على أن نائبه، اللواء "سامي سيدهم"، سيتولى دراسة وضع القريتين، وحل المشاكل الخاصة بهما؛ وذلك في الوقت الذي قال فيه المهندس "فخري فخري"، رئيس مجلس مدينة "أبوحماد": "استلمت رئاسة المجلس منذ نحو شهرين تقريبًا، ولا أعلم شيئًا عن موضوع القريتين".
الجريدة الرسمية