رئيس التحرير
عصام كامل

السحل هو الحل!


كنت أنوى قبل سحل مواطن فى محيط قصر الاتحادية أن أناشد كل من يدعون للتظاهر ومن يستجيبون لهذه الدعوات تأجيل المظاهرات لمدة أسبوعين.. وكنت سأعلن بوضوح أسباب مناشدتى هذه، حتى لا يفهم أحد خطأ أنها تستهدف، لا سمح الله، الحرص على المتظاهرين، حتى يحصلوا على فترة من الراحة والتقاط الأنفاس!


إنما كنت سوف أناشدهم بالتوقف عن التظاهر نظرا لأن الاحتياطى الاستراتيجى من الغاز المسيل للدموع المستخدم فى تفريقهم قارب على النفاد، والشحنات الجديدة التى استوردتها الحكومة من الخارج لم تصل بعد، وسوف يستغرق وصولها نحو الأسبوعين، بعدها ستكون وزارة الداخلية جاهزة لمواجهة كل من تسول له نفسه التظاهر، سواء كان اعتراضا على الدستور أو على الحكومة، أو رفضا لحكم المرشد والاستبداد السياسى بغطائه الدينى الجديد.

لكن ما دام بعض رجال الداخلية قد ابتكروا سلاحا جديدا لمواجهة المتظاهرين وفض التظاهرات، فلا بأس من الاستمرار فى التظاهر.. فالسحل سوف يكون فى انتظار كل متظاهر، حتى ولو نفدت الاحتياطيات القومية من الغاز المسيل للدموع، والذى تقول وزارة الداخلية إنه هو السلاح الأساسى لرجال الشرطة فى الشوارع والميادين.

وأرجو ألا يخرج علينا أحد ليقول إن وزارة الداخلية اعتذرت عن سحل أحد المتظاهرين ولذلك سوف يصعب استخدام هذا السلاح مرة أخرى.. فلا ضير من أن تعتذر الداخلية فور كل عملية سحل لمتظاهر مستقبلا!

المهم أن يكون سحل المتظاهرين بشكل شرعى وعلى الطريقة الإسلامية التى يؤمن بها من يحكموننا الآن، آسف ولىّ الأمر.. أى أن يصيح الذين سوف يقومون بالسحل قبل تنفيذه وبصوت عال مسموع للمسحول قائلين: بسم الله.. الله أكبر.. ثم يشرعون فيما بعد بالسحل!

والمهم أيضا أن تتعهد الداخلية بأنها سوف تقوم بواجبها الوطنى تجاه كل مواطن يتم سحله، وذلك بتوفير العلاج له فى مستشفيات الشرطة بأسعار مدعومة دون تقطير، على غرار ما ينوى فعله وزير التموين فى توزيع أرغفة العيش المدعوم.. ووقتها يمكن أن تستبدل جماعة الإخوان شعارها القديم الذى يقول «الإسلام هو الحل» بشعار جديد يناسب ظروف المرحلة يقول «السحل هو الحل».
الجريدة الرسمية