رئيس التحرير
عصام كامل

"الدروس الخصوصية" بديل لـ"المدارس".. أولياء الأمور لجئوا لها لإنقاذ أبنائهم.. المراكز أعلنت الطوارئ بعد "تأجيل الدراسة".. بعضها يروج الشائعات لاستقطاب أكبر عدد.. والأسعار وصلت لـ30 جنيهًا في الحصة

فيتو

أثار قرار تأجيل الدراسة بالمدارس والجامعات للثامن من مارس المقبل، استياء واسعا بين أولياء الأمور بشتى محافظات مصر خاصة أن الأجواء الحالية تنبئ بأن الفصل الدراسي الثاني في طريقه للضياع على التلاميذ والطلاب، وهو ما دفع الجميع سواء أولياء الأمور أو الطلاب أو المدرسين إلى اللجوء لمراكز الدروس الخصوصية التي وجد أصحابها ضالتهم في اقتناص الفرص وفتح أبواب مراكزهم لاستقبال الطلاب المتضررين من القرار في جميع المراحل التعليمية وأعلنوا عن رفع قيمة "الفيزيتا" إلى أرقام خيالية تسببت في ردود فعل غاضبة تجاه قرار وزير التربية والتعليم بتأجيل الفصل الدراسى الثانى.

ففى دمياط التي تضم العديد من مراكز الدروس الخصوصية خاصة في منطقتي ميدان سرور بمدينة دمياط ومنطقة النوعية بمدينة دمياط الجديدة، لجأ بها الطلاب بعد القرار إلى الالتحاق بها خاصة مراكز "محمد. ن" و"ربيع. ج" و"محمد. ي" و"وائل. ع"، ومعظمها يقدم خدماته لطلاب المرحلة الثانوية وتضم المجموعة الواحدة في هذه المراكز أكثر من 60 طالبًا، وتنقسم المجموعات إلى مجموعة عامة، يحضرها جميع الطلاب مقابل مائة جنيه شهريا للطالب في المادة الواحدة في السابق أما الآن فوصلت إلى 300 جنيه، ومجموعة خاصة، يحضرها عدد محدود من الطلاب لا يتعدى 5 أفراد مقابل 400 جنيه في الشهر، كما يفضل عدد من الطلاب الحصول على الحصص في منازلهم، ويتراوح مقابل الحصة الواحدة من خمسين إلى ثمانين جنيها.

إلى جانب أن كل مركز من مراكز الدروس الخصوصية يقوم بطباعة مذكرة لكل مادة يتراوح سعرها من 160 إلى مائتي جنيه، وتتنافس المراكز في الإعلان عنها من خلال نشر أسماء الطلاب الفائقين على مستوى المحافظة وصورهم داخل المذكرات فيما بدأت تتجه مؤخرا إلى طريقة جدية بترويج الشائعات لاستقطاب مزيد من الضحايا، إلى جانب تصميم مواقع إلكترونية والتواصل مع الطلاب من خلال سكرتيرة تكون مهمتها نشر مواعيد الدروس والاختبارات وأهم ملاحظات معلمي المركز، كما اعتمد عدد من مراكز الدروس الخصوصية على "البروجيكتور" بديلا عن السبورة، وعلى الأسطوانات بديلا عن المذكرات، وهو ما يجذب الطلاب خاصة الفائقين منهم.

يقول محمود لطفي، أحد أولياء الأمور، إنه يدفع شهريا نحو 460 جنيها لابنه الطالب بالمرحلة الإعدادية في مراكز الدروس الخصوصية، ويضيف: "الأولاد تعودوا على الدرس الخصوصي والمدرسة لا تقدم لهم علما ولا يوجد مدرس يشرح بضمير وعلى الرغم من تكبدي هذا المبلغ شهريا لكنه الحل الوحيد أمامي".

وفى البحيرة فتحت العديد من مراكز الدروس الخصوصية أبوابها لتحل محل المدارس في التعليم خاصة مع التأجيل المستمر للدراسة بعد انتشار أمراض إنفلونزا الخنازير بين المواطنين بمراكز ومدن المحافظة.

حيث اشتعلت المنافسة بعد قرار الوزارة بين المراكز التعليمية للدروس الخصوصية والتي تتمركز بعاصمة البحيرة مدينة دمنهور وفي مقدمتها مركز أكاديمية التحرير وهو عبارة عن دورين بإحدى العمارات بمنطقة حيوية بالمدينة وذلك بميدان الاستاد ويأتي منافسا له مركز قباء للدروس الخصوصية المتواجد خلف ديوان عام محافظة البحيرة ولديه العديد من الأفرع منها بمنطقة أرض ادمون ويليها عدد من المراكز الخصوصية المتوسطة مثل مركزي التميز والأوائل بمنطقة أرض ادمون ومركز البيان بشارع الروضة.

ويعتبر مركز أكاديمية التحرير أشهر المراكز التعليمية وفي مقدمتها حيث يقدم خدمة للطلاب في جميع المواد حتى مادة الرسم وذلك لمراحل التعليم المختلفة "ابتدائي وإعدادي وثانوي" بالإضافة للحضانة التي تكون في الفترة الصباحية وسعر كل طفل 120 جنيها أما الفترة المسائية بدءا من الساعة 2 ظهرا تبدأ الدروس الخصوصية حيث يصل سعر التلميذ الابتدائي إلى 80 جنيها كباقة لجميع المواد، أما طالب الإعدادي 40 جنيها المادة، والطالب الثانوي تتراوح المادة من 50  إلى 70 جنيها.

وفى المنوفية قال "محمد على": أولادنا مش هتنفع في المدارس، فاضل 3 شهور على انتهاء التيرم، وهيلحقوا إمتى يتعلموا ويمتحنوا المفروض يؤجلوا الجامعات بس المدارس لازم تبدأ في معادها، لأن الطلاب بيخلصوا المدارس مبيعرفوش يكتبوا اسمهم، حرام اللى الوزارة بتعمله. 

وأضافت "أميمة إبراهيم"، قائلة: "التيرم الثانى سيصبح عذابا على الطلاب وعلى الأسر، والتحول إلى الدروس الخصوصية، وخاصة في الشهادات العامة الابتدائية والإعدادية والثانوية الأمر الذي سيؤدى إلى إشعال الدروس الخصوصية، وتحمل الأسر نفقات أكثر مما تطيق، ويجعلهم غير قادرين على استيعاب الدروس ومتابعة دروسهم، التيرم الثانى في الكليات سيكون أسهل من المدارس العامة".
 
وقالت "أسماء فاضل": مفيش مدارس بتشرح ولا حد بيروح، وأقوم باستقدام مدرس إلى بنتى في المنزل من أجل الحصول على دروس خصوصية للقضاء على مشكلة الحضور بالمدارس المختلفة للتعليم الأساسى".

"موسم وسبوبة" هكذا وصف مواطنو السويس ظاهرة انتشار مراكز الدروس الخصوصية بشكل ملحوظ بالمحافظة في الفترة الأخيرة والتي أصبحت ظاهرة بالسويس تستحق الدراسة خاصة أنه جعل أصحاب المحال التجارية يقومون بتحويل محالهم إلى مراكز للدروس الخصوصية بعدما شاهدوا أن الأمر أصبح مربحا بشكل كبير.

من جانبها قامت "فيتو" بفتح هذا الملف الذي أصبح كما وصفه البعض بسرطان بجميع أحياء السويس الخمسة خاصة بعد أن كشف تقرير صادر من مصلحة الضرائب أن السويس المحافظة الأصغر مساحة والأقل تعدادا سكانيا على مستوى الجمهورية ويوجد بها 200 مركز للدروس الخصوصية.

ومع قرار الوزارة بتأجيل الدراسة تحولت تلك المراكز إلى ما يشبه البديل للمدارس الحكومية خاصة أن الكثير منها يجعل مواعيد الدروس الخصوصية صباحًا في نفس مواعيد المدارس فيغيب التلاميذ عن مدارسهم ويذهبون إلى تلك المراكز.

ويأتي في مقدمة هذه المركز "مافيا" ليس توصيفا ولكنه بالفعل اسم على ما يسمى، إنه المركز الأشهر بالمحافظة ويوجد بحي السويس. 

ويتم الحجز في هذا المركز قبل بدء الفصل الدراسى بعدة أسابيع فتمتلئ كل قاعاته في موسم الامتحانات بصورة لافتة، وهو مشترك بين البنين والبنات وبعيد تماما عن أي رقابة حكومية، مع أنه يدفع الضرائب والكهرباء للدولة.

وقال "آدم. م"، الطالب بشعبة العلمى علوم، إنه سجل اسمه بأحد المراكز الخاصة بالدروس الخصوصية، وأوضح أن سعر الحصة الواحدة للغة العربية 25 جنيها، والمجموعة بها 100 طالب، واللغة الإنجليزية 25 جنيها، و100 طالب، واللغة الفرنسية 20 جنيها، لسبعة طلاب، والكيمياء والفيزياء والأحياء لكل منها 30 جنيها للحصة، لـمجموعة تتراوح أعداد الطلاب بها من 150 إلى 200 طالب، أما أسعار المذكرات للمواد فتتراوح أسعارها بين 20 إلى 50.


الجريدة الرسمية