«الجارديان» ترصد معاناة اللاجئات السوريات في لبنان.. تعرضن للعنف الجنسي في الصراع وللعنف الزوجي بعد هروبهن لبيروت.. 67.7٪ سورية بحاجة لعلاج نفسي.. مخاطر نقص الرعاية الصحية تلاحق الهاربات من
ألقت صحيفة الجارديان الضوء على معاناة السوريات اللاجئات اللائي خرجن من بلادهن إلى لبنان وشقائهن بسبب الحرب الأهلية الدائرة منذ ثلاث سنوات وأودت بحياة أكثر من 140 ألف شخص.
وأشارت الصحيفة، في عددها الصادر اليوم الخميس، إلى معاناة اللاجئات السوريات في لبنان من نقص الرعاية الصحية وإصابة العديد منهن بالأمراض وتعرضهن للإجهاد، وهناك الكثير بحاجة لرعاية صحية وخاصة النساء الحوامل، فهن يعانين من مشاكل خطيرة مثل ارتفاع معدلات الولادة المبكرة وفي أوضاع صحية خطيرة.
ووفقا لدراسة جامعة بيل، أكد الباحثون أن النساء اللائي يعشن في شمال لبنان بوادي البقاع لا تتوفر لهن الرعاية الصحية الإنجابية الأساسية ولا يمكن متابعة حملهن قبل الولادة، والعديد منهن لديهن التهابات ويبقين دون علاج.
وترتبط هذه المشاكل الصحية بالإجهاد المرتبط بالنزاع، وأيضا تفشي العنف المنزلي وتعرض النساء للضرب من قبل أزواجهن وأحيانا لجلدهن وجلد أطفالهن.
واستعرضت الصحيفة معاناة العنف الزوجي لبعض الحالات من اللاجئات السوريات، اللائي أكدن تصاعد العنف ضدهن من أزواجهن وضد أولادهن، إحدى النساء طالبت بمعالجتها هي وابنها نفسيا؛ بسبب العنف والضرب الذي يمارس ضدهما، ونوم طفلها كل يوم وهو يبكي ليستيقظ ثاني يوم لكي يتعرض للضرب مرة أخرى.
وقالت إحدى السيدات: إن زوجها يعمل ليلا ونهارا ليكسب 5 آلاف ليرة ولا يمكنهم دفع الإيجار، وهم يتفهمون مدى الوضع الذي هم فيه ولكن زوجها ينفث عن غضبه عليهن ويقوم بضربهن، وهم مضطرون لتحمل التوترات.
ونقلت الصحيفة عن سيدة أخرى تعرب عن امتنانها للشعب اللبناني الذي يقدم لهم الحمص والمكرونة والفاصوليا والأرز والأغذية المعلبة وتقديم المساعدة لهم وهم غير مسئولين عن ذلك، وأعربت عن امتنانها وشكرها للشعب اللبناني للدعم الذي يقدموه لهم.
وقامت ماسترسون التي تجري الدراسة هي وزملاؤها بتقييم الاحتياجات بناء على طلب الأمم المتحدة ومقابلتهم لـ 452 سيدة تتراوح أعمارهن ما بين 18 – 45 تواجدن في لبنان في مدة متوسطها خمسة أشهر، وأجرت المقابلات في عيادات الرعاية الصحية الأولية بين يونيو وأغسطس في عام 2012 عندما كان هناك 48 ألف لاجيء سوري في لبنان، ومن المرجح أن الوضع أصبح أصعب عما كان من قبل بعد تضخم الأعداد هناك التي تصل لنحو مليون لاجيء وربعهم من النساء.
وأوضحت الصحيفة أن ثلث النساء قالوا إنهم تعرضن للعنف في الصراع السوري، وأن 95.7% من النساء تعرضن للعنف، وقالت 14 سيدة إنهم تعرضن للعنف الجنسي في سوريا من قبل أشخاص مسلحين، وقد تكون الأرقام أعلى؛ لأن الكثير من النساء خجلوا من الحديث عن تجربتهن في الصراع خوفا من ملاحقة وصمة العار لهن.
وأضافت الصحيفة: إن 67.7٪ من النساء يعانين من مشاكل نفسية، فضلا عن الآلام الصحية، و64.6٪ يتعرضن للعنف الزوجي، و9.2٪ فقط حصلن على المساعدة أو المشورة الصحية.
و73 امرأة حامل في مرحلة الصراع و23.7% تعرضن لولادة مبكرة، وأربعة حالات إجهاض و10.5% إجهاض عمدي وتوفي طفل واحد وكان هناك مضاعفات لأكثر من الثلث 36.8% والأكثر شيوعا النزيف و39.5 عانين من الضعف، وفقا للدراسة.
أكدت ماسترسون وزملاؤها أن نتائج دراستهم توضح مدى الحاجة لمزيد من الصحة الإنجابية وخدمات الصحة النفسية للنساء اللاجئات في الشرق الأوسط.