بالفيديو.. ظهور ماكينة "الفتاوى التكفيرية" بالجزائر.. زعيم "جبهة الصحوة الإسلامية السلفية" طالب بدفن "العلمانيين" بمقابر مستقلة.. اعتبر نصف الجزائريين "كفار".. هاجم "حزب النور" وعرض استضافة "الإخوان"
بالمواكبة مع التغيرات الكبرى التي تشهدها المنطقة، في أعقاب ثورات الربيع العربي، وسقوط الأنظمة الحاكمة، انتشرت حمى الأفكار المتطرفة التي تنقلها الأبواق الموتورة التي تدعى دفاعها عن الإسلام، وتعالت أصوات هؤلاء التكفيرين في مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن.
وفي الجزائر ظلت الأبواق الظلامية التكفيرية كامنة كالثعابين بالجحور، منذ قلم أظافرها الجيش في تسعينات القرن الماضي، ومع اقتراب نهاية فترة حكم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وتشكل ملامح صراعات على الحكم، بين أنصار للرئيس الجزائري والمؤسسة العسكرية، طفا على السطح السياسي والإعلامي هناك، التيارات التي تسمى نفسها بالإسلامية من جديد خلال الشهور الأخيرة مستغلة حال المنطقة وانشغال الدولة هناك بانتخابات الرئاسة القادمة خلال أبريل من العام الجاري.
وكان آخر القادمين من عصور الظلام ما تسمى " جبهة الصحوة الحرة" المحسوبة على التيار السلفى، والتي سعت إلى تأسيس حزب سياسي رفضته السلطات الجزائرية، عبدالفتاح حمداش زراوي زعيم الحزب كان عضوًا سابقًا في صفوف «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» ودخل السجن مطلع التسعينات في سياق اعتقالات طالت إسلاميين بمجرد إلغاء نتائج التشريعيات التي جرت عام 1991.
ويرفض أعضاء الحزب الظهور في الإعلام، ما عدا قائدهم عبد الفتاح زراوي، وهو شخصية مثيرة للجدل ويصفه الجزائريون بأنه "ماكينة فتاوى تكفير"، ويصطحب ظهوره إعلاميا دائما حالة من الجدل، بسبب التصريحات والمطالبات الغريبة على المجتمع الجزائري، الذي عرف طريق الحداثة الغربية، ويتمرد على من يحاول زجه إلى العصور الظلامية مستغلا الشعارات الدينية.
وكان آخر التصريحات التي أطلقها " الزراوي " وأثارت حالة من الجدل الإعلامي على صعيد الوطن العربي، هي مطالبته سلطات بلاده بتخصيص مقابر لـ"العلمانيين" لدفنهم بعيدا عن المسلمين الموحدين، بحسب مزاعمه.
وقال زعيم "جبهة الصحوة الحرة" في بيان منسوب له إنه "بسبب كفرهم ولأنهم ليسوا من أهل الإيمان والإسلام والتوحيد، فلا يجوز ولا يحل دفنهم في مقابر الموحدين".
وأضاف الشيخ السلفي: "نحن جبهة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية نرفض قطعا أن يدفن هؤلاء الملاحدة والمرتدون معنا وفي مقابرنا مع المسلمين".
وعند سؤاله ببعض وسائل الإعلام في بلاده حول المقصودين من كلامه.. قال الزراوي: الذين لا يجب دفنهم في مقابر المسلمين من الملحدين والمرتدين، وزيرة الثقافة خليدة تومي، وزعيمة حزب العمال لويزة حنون والكاتب رشيد بوجدرة.
الملفت في الأمر بشأن هذه الشخصية المثيرة للجدل أنه أعلن في وقت سابق نيته الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المزمعة في أبريل، وأرجع ذلك إلى رغبته في التمكين للمشروع الإسلامي، ولفت إلى أن برنامجه هو إقامة دولة إسلامية والاحتكام إلى الشريعة في تسيير شئون البلاد ومحاربة الفساد المستشرى وكذا إنهاء الإقصاء في حق أي طرف.
وكعادة أصحاب هذا الفكر في نفاق السلطة، أكد أنه سينسحب من السباق حال ترشح "بوتفليقة"، ثم عاد ليعلن انسحابه من سباق لم يبدأ بعد.
ومن أبرز الفتاوى التي صدرت عنه نهاية العام الماضي تكفير نصف الشعب الجزائري، وقال حينها "ظاهرة سب الذات الإلهية في الجزائر استفحلت بشكل غير مسبوق داعيا إلى تطبيق حد الردة وقتل كل "زنديق"، وقال إن نسب من يتجرءون على سب الجلالة في المجتمع الجزائري "قد يتجاوز الخمسين بالمائة في العديد من المناطق التي شملها الإحصاء"، مبينا استشراء الظاهرة أكثر في الوسط والشرق الجزائري"، على حد تعبيره.
وبالطبع طالت تصريحات الزراوي بخصوص الشأن المصري مواقف حزب النور السلفي المصري من الأحداث الأخيرة واتهمه بالجبن وبموالاة العسكر في مواجهتهم لتنظيم الإخوان المسلمين.
وهاجم الزراوي إدراج الحكومة المصرية المؤقتة لتنظيم الإخوان على قائمة الإرهاب، وقال إن تنظيمه سيتعامل مع الإخوان ويرحب بأي عضو منهم إذا جاء إلى الجزائر.