رئيس التحرير
عصام كامل

التمويل السري للمنظمات الحقوقية!


لا تحصل أي جمعية أو هيئة أو منظمة من منظمات المجتمع المدني في أمريكا على دولار واحد من خارجها دون موافقة السلطات الأمريكية ومتابعتها لكيفية إنفاقه، ومع ذلك فإن الأمريكان يصرون ويتمسكون بتقديم أموال ومساعدات لعدد من منظمات المجتمع المدني في مصر، خاصة المنظمات الحقوقية، سرا وبدون علم السلطات المصرية وبعيدا عن مراقبتها إنفاق هذه الأموال.. وهذا واحد من أسباب الأزمات بيننا وبين أمريكا لأن واشنطن ما زالت تقاوم أي محاولات مصرية لتقنين وتنظيم المساعدات الخارجية التي تحصل عليها الجمعيات الأهلية المصرية لأن قدرا ليس صغيرا من هذه المساعدات ينطبق عليها وصف المال السياسي..


وموقف الأمريكان مفهوم في ظل محاولاتهم لفرض هيمنتهم ووصايتهم على مصر.. لكن الأمر غير المفهوم بالمرة هو فما هو موقف المنظمات الحقوقية المصرية في هذا الصدد مع الموقف الأمريكي.. فهذه المنظمات، أو فلنقل أغلبها تتمسك هي الأخري بالحصول على المساعدات المالية الخارجية سرا وبدون إعلان للرأي العام المصري.. إن هذه المنظمات لا تكف عن مطالبة السلطات المصرية بالعلنية والمصارحة والمكاشفة بينما هي تلوذ بالكتمان في أنشطتها وأعمالها وتمويلها الخارجي تحديدًا.

هذه السرية في أمور التمويل الخارجي الذي تصر عليها تلك المنظمات الحقوقية المصرية هو الذي يثير ريبة الرأي العام فيها وفي أهدافها وتحديدا في علاقاتها الخارجية وتوجهاتها السياسية، خاصة أن بعض أصحابها ومديريها ظهر عليهم ثراء مفاجئا.. ولن تزول هذه الشكوك إلا بالعلنية وخضوع هذه المنظمات لرقابة الرأي العام.
الجريدة الرسمية