"الجارديان": مصر في وضع يرثي له و"السيسي" سيواجه صيف ساخن بالمشاكل

اهتمت افتتاحية صحيفة الجارديان البريطانية بالشأن المصري، مشيرة إلى التحديات التي تواجهها مصر في الفترة المقبلة، مع تزايد عدد السكان واحتمال تضاعف عدد سكان مصر بحلول عام 2050، الذي يبلغ حاليا عدد 84 مليون نسمة.

وقالت الصحيفة أن مصر في وضع يرثي له، لنقص الماء والكهرباء وفرص العمل، حيث كانت أمدادت المياه في عام 2011 سيئة للغاية، ووصفت فترة ما بعد الثورة الشعبية التي أسقطت مبارك "ثورة العطش" لخليفته المعزول محمد مرسي الذي خسر شعبيته ولا يمكن أن ترجع مرة أخرى ومن أسباب ذلك السلطة ونقص البنزين.

وأشارت الصحيفة إلى تمتع مصر باحتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي ولكنها فشلت في تطويرها، والصناعة تواجه مصاعب جمة مع النقص في الطاقة الكهربائية، ونقص لأحتياطي للعملة الأجنبية التي كان يعتمد على السياحة التي تراجعت بشكل كبير وتفجير حافلة سياحية في شمال سيناء سيضر بالسياحة.

وعلى الرغم من أن وزير السياحة هشام زعزوع، وصف مؤخرا المدن السياحية في مصر بأنها تحولت لمدن اشباح إلا كان هناك أمل بأن صناعة السياحة ستبدأ في انتعاش بطيء ولم يكن هناك هجمات إرهابية على السياح لمدة الثلاث سنوات الماضية، وكانت تحاول السلطات احياء المناطق السياحية البعيدة عن الاحتجاجات إلا أن قتل اثنين من كوريا الجنوبية والسائق المصري أرسل رسالة خاطئة للخارج بإن مصر لا تزال غير آمنة.

وتري الصحيفة أن إعلان جماعة أنصار بيت المقدس، المجموعة المسلحة بمسئوليتها عن حادث الفتجير ودعوتها للسائحين بترك مصر اليوم، فمن شبه المؤكد أن أنصار بيت المقدس ليس لها القدرة على أن تتسبب في فوضي للمناطق السياحية عبر سيناء ولكن إعلانها كان سلبي ومعظم الناس تخطط للسفر.

وأضافت الصحيفة أن المشير عبد الفتاح السيسي، من شبه المؤكد أن يكون الرئيس المقبل للبلاد، ويفترض أن يدرك أنه يمكن أن يواجه صيف من السخط وما هو أسوأ، والسؤال هنا ماذا يعتزم القيام به حيال ذلك، فهناك حاجه ضرورية لتجاوز مصر ذلك اوضع وتحقيق تسوية بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين ولكن السيسي هو الرجل الأخير الذي يمكن أن نفكر أن يفعل ذلك لتسمم العلاقات فيما بينهم.

إذا تعذر ذلك، فيجب وضع إصلاحات من شأنها وضع الاقتصاد على مسار أفضل على الرغم من أنه سيكون من الصعب سياسيا على المدى القصير فعل ذلك، فالسجل المصري حافل بمجموعة كبيرة من الإصلاح، ومن المحتمل أن يبقي الوضع لفترة من الوقت على هذا النحو وتنعقد الأمور ولن يتحقق انتعاش اقتصادي في الوقت القريب وستبقي السياحة على حبل الوريد لأحتمال شن مزيد من الهجمات.