محجوب عبدالدايم من العالم الآخر: الشغلانة لمت.. !!
بالتأكيد لن يكون "محجوب عبدالدايم" سعيدا عندما يرى المهنة المحببة إلى قلبه والتي اشتهر بها أصبحت ملاذا لكل من هب ودب حتى صار البعض يمارسها وكأنها عادة "سرية، وعلنية" لدرجة أفقدت الشغلانة سمعتها وفاقت الدور المرسوم لها..
حقيقة الميزة في محجوب عبدالدايم بخلاف ممتهنى مهنته أنه كان يعرف جيدا طبيعة ما يقوم به ويعرف حقيقة نفسه فلا يخرج ليدعى الشرف أبدا لكنه يعمل بالحديث القائل "إذا بليتم فاستتروا" لكن هؤلاء الذين تقمصوا شخصيته لا يراقبون في الرجل الله ولا ذمة ولا يستترون ولا يأخذهم الخجل يوما ولا يقدرون قيمه المهنة التي مارسها الرجل ببراعة حتى أصبح لسان الحال "مش كدا ياجدعان أن كنت محجوب عبدالدايم بس مش قوى كدا"..
تتبلد الوجوه وتسقط ممالك وعروس ويبقى هؤلاء بجوار العرش يحملونه حتى يتوهم من عليه أنه لن يسقط ومع أول محنة يكونون هم أول من يترك العرش يسقط على رأس صاحبه فكل من نافق مبارك نفسه من نافق مرسي وهو من ينافق المشير السيسى حاليا وكأن مصر كتب عليها أن يكون دائما هؤلاء في مصاف النخب والقريبين من دوائر صناعه القرار تجدهم في الحكم الناصرى ناصريين وفى "عهد السادات ساداتيين"، وفى "عهد مبارك مباركيين" وفى عهد مرسي إخوان إلخ... لم يخجلوا يوما ولم يشعروا بما قاساه الشعب من نفاقهم ولا أفهم لماذا يقبل الحاكم دائما أن يقرب هؤلاء الأفاقين من دائرة حكمه..
يقول ابن القيم "لا يأمن النفاق إلاّ منافق تعرّفوا على النفاق لتجتنبوه" ولا أتعجب كثيرا من هؤلاء الأفاقين فجميعنا يعرفهم لكن الغريب بالنسبة لى لماذا لا يأمن كل قادم لحكم مصر شرهم بل يظلون قريبين منه وهو من يقربهم بل يتناسى هؤلاء كيف كانوا يقولون على مبارك الأب ثم شتموه بعدما سقط وهم منا قالوا اليوم حان وقت أحفاد البنا بعد نضال 80 عاما خرجوا ليتحدثوا بعد سقوط مرسي كيف كان ياكل الكابوريا والاستاكوزا، ويمص القصب على سجاد القصر..
ولم يحذر مرسي هؤلاء عندما أداروا دفة النفاق إليه آملين في البقاء بجوار دوائر صنع القرار حتى جعلوا خدهم مداس لمكتب الإرشاد جهارا نهارا ومع ذلك ادعوا الشرف، وكأننى أستمع إلى صوت محجوب عبدالدايم يقول بعلو صوته "اتقوا الله يابشر دى لمت قوى حسوا على دمكم " وكانت النهاية قرب مرسي هؤلاء على حساب الكثير من شركاء الثورة ظنا منه أنهم يمكن أن يستروا عليه وينافقوه كما كانوا في عهد مبارك وتناسى أنهم أول من باع مبارك بعدما أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف وكانوا سبب سقوط مركبه..
المحزن في الأمر أنها نفس الوجوه التي تشبه المشير السيسى اليوم بالأنبياء وأنه مرسل من الله بل ذهب البعض لاقتراح أن يكون السيسى ولى أمر شرعى وله البيعة وذهب البعض الآخر إلى أحقية السيسى الترشح للرئاسة وهو في منصبه وزيرا للدفاع وكأنها تكية وليست دولة قامت بها ثورتان.. صراحة لا أبتلع ولا أتفهم موقف الرجل من السكوت لمثل هذه السخافات التي يمارسها البعض وكأنه لم يعتبر ممن سبقوه ولم يخرج بكلمة لوم أو عتاب وترك كل هؤلاء الأفاقين المنافقين مع أن العاقل يقول إنهم يخصمون من رصيده لدى الكثير من المصريين..
على أي حال يقولون في الأمثال "البيض الفاسد بيدحرج على بعضه" ومن لم يتعظ ممن قبله خسر كثيرا وتذكر دائما أول من يقفز من المركب الفئران والجبناء ولا يبقى إلا المخلصون.. على مدى مئات السنين عاني الشعب من هؤلاء الذين يخرقون المركب بنفاقهم المبالغ فيه ورائحتهم النتنة فانتبه دائما أن يكون كل ما لديك صالحا لتصلح فلو فسدت البطانة فسد الحكم.