رئيس التحرير
عصام كامل

"الحرب بالوكالة" خطة أمريكا للإطاحة بنظام"بشار".. هيكلة السوري الحر والإطاحة بـ"إدريس".. إنشاء معكسرات تدريب بالأراضي الأردنية.. وتعليمات بدعم المعارضة بأسلحة نوعية.. أوباما اعتمد التنفيذ عقب "جنيف2"

اللواء سليم إدريس
اللواء سليم إدريس رئيس هيئة الاركان في الجيش الحر

عقب فشل مؤتمر "جنيف 2" بشأن سوريا، يبدو أن أمريكا قررت خلط الأوراق من جديد، وعمدت إلى إستراتيجية الحرب بالوكالة، خاصة بعدما استشعرت بخطوات النظام السوري في لملمة الأزمة مع المعارضة المسلحة التي تمتلك القرار الفعلى على الأرض، وعزز ذلك إعلان قوات بشار إجراء مصالحة وعقد هدنة وإعادة رفع علم الدولة الرسمي على عدد من الموقع بريف دمشق.

الرد المقابل الذي يفسر اعتماد استرتيجية الحرب طويلة الأمد دون تدخل خارجى، إعادة هيكلة الجيش السوري الحر والإطاحة باللواء سليم إدريس، علاوة على تبنى واشنطن دعم المعارضة بالسلاح، وتأهيله بمراكز تدريب داخل الأراضى الأردنية وفقًا لما كشفته تقارير إعلامية سربت مؤخرًا.

واهتمت صحيفة "التليجراف" البريطانية، بإقالة المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، من مهامه كرئيس لهيئة الأركان، بسبب الإخفاقات الأخيرة التي تحققت.

وأشارت الصحيفة إلى أن المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري المدعوم من الغرب، عن طريق الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط وهم يستعدون الآن لإرسال مزيد من الأسلحة للمعارضة السورية المعتدلة.

وأوضحت الصحيفة أن الجيش السوري الحر، استبدل إدريس الضابط المنشق عن الجيش النظام، وعيّن بدلًا منه بالعميد عبد الإله البشير مكانه، وكان ذلك بسبب سلسة النكسات الأخيرة، وحالة شلل القيادة العسكرية في الشهور الماضية، وارتكاب الكثير من الأخطاء والإهمال ومقتل الكثير من صفوف الجيش الحر، وسوء توزيع الأسلحة على المقاتلين في أرض الواقع.

وأضافت أن عبدالإله البشير هو زعيم المجلس العسكري حاليًا من هيئة الرقابة المالية في القنيطرة وجنوب دمشق، وهناك تشجيع كبير من المملكة العربية السعودية والحلفاء الغربيين، لإعادة تجميع صفوف المعارضة واستهداف نظام الأسد بعد فشل محادثات السلام في جنيف.

ووصفت الصحيفة إدريس بأنه نظيف اليد، يتحدث الإنجليزية والألمانية بطلاقة، ونال ثقة كبيرة عندما تم اختياره رئيسًا للمجلس العسكري الذي شكل في ديسمبر 2012، ولكن الجناح السياسي للمعارضة أبدى عدم ثقته في إدريس ولقد نفيت التقارير بهروب إدريس لقطر، وتم اختيار البشير على نقيض إدريس فهو متخصص في قيادة القوات البرية ولديه رجال للقتال على الخطوط الأمامية جنوب دمشق وقتل ابنه في إحدى المعارك.

ونوهت الصحيفة إلى رؤية الولايات المتحدة أن تكون الأردن قاعدة رئيسية من أجل توسيع إمدادات الأسلحة للمعارضة، بتمويل من السعودية، بما في ذلك توريد صواريخ مضادة للطائرات بهدف الضغط على "بشار"، بعد رفضه السماح لممثليه في جنيف النقاش لتغيير النظام وإنشاء حكومة انتقالية.

ولقد اتهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الرئيس الأسد بالمماطلة وألقى باللوم على روسيا، كونها يجب أن تكون جزءًا من الحل لإنهاء الصراع السوري ولا تكون أكبر مساهم للنظام السوري بالمساعدات والأسلحة مما تسبب في خلق مشكلة كبيرة.

ورد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، على هذا الاتهام بقوله: "إن الولايات المتحدة تضاعف الرهان على العمل العسكري، وتعمل حاليًا على إنشاء ملعب بعيد عن مسار المفاوضات، وتراهن مرة أخرى على السيناريو العسكري".

من جهة أخرى أعلن النظام السوري، عن عقد "مصالحة" مع أهالي بلدات بريف دمشق جنوبي سوريا، التي تسيطر عليها قوات المعارضة، حسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، في حين اعترف مصدر في تلك القوات بإبرام هدنة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين في البلدات المذكورة.

وذكرت الوكالة نفسها، أن أهالي بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا وعقربا بريف دمشق الجنوبي أعلنوا نهاية مرحلة مريرة وقاسية عاثت خلالها المجموعات الإرهابية المسلحة تخريبًا وتدميرًا في الشوارع والمساكن وشردت وهجرت الأهالي من منازلهم وسلبت ونهبت ممتلكاتهم.

وقال محافظ ريف دمشق حسين مخلوف، في تصريح لـ"وكالة الأنباء السورية"، من داخل بلدة ببيلا، إن ما سماها "المصالحة" في بلدات ريف دمشق، جاءت ثمرة جهود مخلصة من قبل أبناء الوطن وبشراكة حقيقية مع الجيش النظامي وعناصر الدفاع الوطني.
الجريدة الرسمية