مسرح الأقاليم ما بين تجاهل المسئولين وإهمال فنانيه.. ناصف: الفرق تغيب عن المهرجانات.. غباشى: الهيئة تتعامل مع المسرح بروتينية.. أبو العلا: ليست أزمة دعم مادى فقط
أزمة كبرى تواجه مسرح الأقاليم في جميع محافظات مصر، فالفرق المسرحية في الأقاليم دائما ما تعانى من نقص الدعم المادى من الدولة، وعدم الاهتمام بالعروض التي تقدمها، وعدم دعمها إعلانيا، وكذلك يؤكد المسئولون في الهيئة العامة لقصور الثقافة أن الدولة تقدم الدعم المادى الكافى للفرق المسرحية، وأن الأزمة عند الفرق نفسها التي لا تستمر في عروضها، وكان الشاعر سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، قد أعلن مؤخرا عن تأسيس 27 مسرحا متنقلا في أقاليم مصر.
وأكد محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافى، أن المشكلة الأساسية التي تواجه مسرح الأقاليم تتمثل في المسرحيين أنفسهم، موضحا أنهم يعتبرون المسرح شيئا "موسمى".
وأوضح ناصف أن مسرح الأقاليم يضم ما يقوب من 85 فرقة مسرحية، وأن الدولة تنفق ما يقوب من المليون جنيه سنويا على تلك الفرق، مضيفا أن هناك مشكلة كبيرة في هذه الفرق وهى أنه تقدم عروضها لمدة 3 أو 5 أو 7 أيام فقط، ثم تتوقف، في إشارة إلى أن ذلك الأمر يكلف الدولة مبالغ باهظة، إذ تتكلف الدولة في العروض الأولى ما بين 3 و 4 آلاف جنيه لليلة، وإذا تم العرض بعد ذلك بشكل مستمر فإنه سيتكلف مبالغ زهيدة جدا.
وأضاف: أن هيئة قصور الثقافة حريصة على إنتاج مسرحيات مشرح الأقاليم لأنها تستهدف تشجيع النشاط المسرحى، وتقديم عروض ملائمة للأقاليم، ومعالجة قضايا معينة وتسليط الضوء عليها، وكذلك تشجيع الفرق على الاستمرار، موضحا أن هناك مشكلة تواجه الهيئة في هذا الأمر وأن كثيرا من الفرق لا تتواجد عندما يتم ترشيحها في مسابقات مختلفة.
وقال ناصف: إن هناك الكثير من "الحجج" التي تتبعها هذه الفرق لعدم المشاركة في العروض والمهرجانات التي ترشح لها، موضحا أن هناك "حجج" من نوعية "بنات في الفرقة اتجوزت"، "الولاد دخلوا الجيش".
وطالب الفرق بشىء من الجدية، ومحاولة العمل بشكل تعاون مشترك بين الفرق المسرحية والهيئة للخروج بمسرح أقاليم ومسرحيات تليق بالفرق الموجودة.
ومن جانبه، أكد أحمد صبرى غباشى، المخرج الشاب ومؤسس فريق ميلوفرينا المسرحى، أن مسرح الأقاليم في مصر ليس به دعم كاف، مشيرا إلى أنه حتى الدعم القليل الموجود يضيع بغباء الإدارة المسئولة عن المسرح، والتي تتعامل مع المسرح كشىء "روتينى".
وأوضح غباشى أن ميزانية الدولة التي تخصصها للمسرح وهى مليون جنيه، غير كافيه لدعم الفرق المسرحية في الأقاليم بعد تقسيمها على كل الفرق، وما تقدمها من عروض مسرحية، مشيرا إلى أن تنمية مسرح الأقاليم يحتاج إلى دعم ورقم أكبر من جانب الدولة.
وقال: إن فشل بعض عروض الفرق المسرحية في الأقاليم، تقع مسئوليته على الطرفين معا، مشيرا إلى الدولة والقائمين على العمل المسرحى، موضحا أن المسئولين في الدولة عن دعم المسرح لا يقدمون الدعايا الكافية للعروض المقامة ولا يهتمون بمن يشاهد العرض، وبالتالى تقدم الفرقة العروض بلا جمهور ما يدفعها إلى الاستسلام وعدم استكمال عروضها وهذا خطأ من بعض الفرق، موضحا أن المسئولية هنا مشتركة.
أما الناقد المسرحى أحمد عبد الرازق أبو العلا، فقال: إن المشاكل التي يواجهها مسرح الأقاليم في مصر ليست مشكلة دعم مادى فقط، مشيرا إلى أزمة الكوادر القائمة عليه من مخرجين وغيرهم، والذين يجب أن يُعاد تدريبهم.
وأشار أن الدولة تنفق على الثقافة الجماهيرية 4 ملايين جنيه سنويا، تنفق على المخرجين والممثلين كأجور، ويتبقى منها تقريبا مليون ونصف المليون للمسرح والتجهيزات اللازمة لإنتاج العروض، مشيرا إلى أن هذا المبلغ بحاجة للزيادة، ولكن هذه ليست المشكلة الأساسية.
وأكد أبو العلا أن المسرح بحاجة لتدريب الكوادر الفنية المسئولة عن العروض، مشيرا إلى أن عددا قليلا من المخرجين هم من لديهم وعى، مشيرا إلى أنه تجب إعادة تقييم وتقويم المخرجين والكتاب المسرحيين.
ورأى ضرورة البحث عن أماكن جديدة للمسرح، والخروج من إطار المسرح التقليدى، مشيرا إلى أن فكرة الثقافة الجماهيرية تتمثل في الخروج بالثقافة إلى الجمهور، مشيرا إلى ضرورة الاتجاه لمسرح الشارع والساحات الشعبية، بعيدا عن المبنى التقليدى للمسرح.
وأوضح أن المسرحيين يرفضون هذا الاقتراح بالخروج إلى الشارع، لأنهم لا يملكون الوعى بعروض الأماكن المفتوحة، مضيفا: أنهم يفتقرون للعناصر الفنية التي تمكنهم من الخروج عن الإطار التقليدى للمسرح، ما يجعلهم ينحازون للمسرح المغلق.