بالفيديو والصور.. عادات وتقاليد سلطنة عمان
تحمل سلطنة عمان -دائما- عبق التاريخ، لما حباها الله به من موقع جغرافي متميز يجمع بين رمال الصحاري، ومياه البحار، وبالرغم من الحداثة التي دخلت على السلطنة خلال العقود الأخيرة والتي شهدت نهضة حضارية على يد السلطان قابوس بن سعيد، هذه الحداثة لم تدفع الشعب العماني للتخلي عن طقوسه وعاداته التاريخية، وحرص نظام الحكم هناك على معاونة شعبه بالتمسك بتاريخها، ويظهر ذلك -جليا- من حرص السلطان ورجال الدولة على الظهور بالزي الشعبي للدولة، للتأكيد على الثوابت التاريخية ودعمها بالوسائل التكنولوجية.
وتمتلك مسقط، سجلا حافلا بالعادات والتقاليد، مثل غيره من العواصم العربية الأخرى، وهو ما يتضح بقوة خلال المناسبات الدينية والوطنية.
مدفع إفطار رمضان
فخلال شهر رمضان المبارك، لا تختلف سلطنة عمان عن غيرها من البلدان العربية والإسلامية في عادات، وطرق الاحتفال بشهر رمضان المعظم، مع اليوم الأول لهذا الشهر يطلق مدفع الإفطار طلقاته،، ويبقى أذان المغرب -وحده- معبرا عن موعد الإفطار للصائمين في جميع أنحاء السلطنة.
وفي صور جميلة وطيبة من صور التكافل والتضامن الاجتماعي، الذي حرصت عليه الشريعة الإسلامية الغراء تستضيف العائلات الثرية أو الأغنياء العديد من الناس من البسطاء، وتتم هذه الموائد الكثيرة طوال شهر رمضان في عدد من المساجد في كل ولاية، حيث توزع أطعمة ومأكولات ومشروبات يتبرع بها الأغنياء والقادرون، وأهل الخير، وهو ما يعكس صفة الكرم التي يتصف بها الشعب العماني. ومن الأمور التي تشتهر بها غالبية القبائل في سلطنة عمانن تلك المجالس التي يعقدها مشايخ، وزعماء القبائل ويتحدثون فيها في مختلف الأمور الدينية والاجتماعية.
عيد الفطر وإغلاق التنور
يتم الاستعداد له خلال الشهر الكريم من خلال نزول الأسواق أو الهبطات ـ مكان يتم فيه السمرة والمناداة على مستلزمات العيد كالذبائح والحلوى ـ أما احتفالات العيد فتبدأ من لحظة رؤية هلال العيد، ففي القديم كان الناس يطلقون طلقات حية في الهواء ابتهاجا بهذه المناسبة، وفي ليلة العيد يعد العمانيون وجبة العرسية ـ وجبة من حب البر أو الأرز ـ لتؤكل صبيحة اليوم الأول من العيد قبل صلاة العيد وبعد الصلاة يتم ذبح الذبائح ومن ثم تقطيعها وتقسيمها إلى قطع صغيرة بعضها يتم قليه -في نفس اليوم- وجزء منه يتم وضعه في المشاكيك ـ وهي أعواد من أفرع النخيل تم إعدادها مسبقا ـ التي يتم شواؤها في ثاني أيام العيد، وفي اليوم الأول -أيضا- يوضع كمية من لحم الذبيحة كالرأس والأفخاذ والرقبة في خصفة الشواء ـ وهي حقيبة مصنوعة من سعف النخيل ـ لتوضع بعد ذلك في حفرة التنور ومن ثم يتم إغلاق التنور لمدة يوم أو يومين أو ثلاثة ولكن في بعض المناطق يكون الذبح في ثاني أيام العيد ثم الشواء وهكذا.
عيد الأضحى والفنون الشعبية
لا يختلف الاحتفال بعيد الأضحى عن عيد الفطر عند العمانيين، فهناك الذبائح ووجبات العيد المعروفة والفنون الشعبية ولكن تستكمل الفرحة بعودة الحجاج سالمين إلى منازلهم، حيث يأتي الجميع ليبارك للحاج عودته وسلامته، ويقدم لهم الحاج بعض الهدايا البسيطة التي أحضرها.
احتفال الحولحول بالفشار والمكسرات
هو احتفال للأطفال الذين أكملوا عاما ـ حولا ـ من عمرهم، والمميز في هذا الاحتفال أنه بسيط جدا يدعى فيه أطفال الحي لمشاركة الطفل الفرحة ويجلس الأطفال محيطين بالطفل وكأنه هو مركزهم ثم ينثر أحد الكبار المتواجدين "الفراخ" ـ الفشارـ مخلوطا ببعض الحلويات والمكسرات على الطفل ويبدأ الأطفال المدعوون بجمع ما يسقط.
العرس العماني والشال الأخضر
ربما نستطيع أن نقسم الاحتفال بالأعراس في عمان إلى أقسام كالخطبة والملكة(عقد القران) والزفة، ففي الخطبة يذهب العريس وأهله لطلب يد العروس من أهلها وبعد الموافقة عليه تأتي الملكة والتي تكون عادة في المسجد أو سبلة الحي (مجلس) فيجلس الجميع بانتظار العريس الذي يظهر بالزي العماني التقليدي ليقف مقابلا للمليك ـ المأذون ـ فيمد يده مصافحا فيقرأ عليه بعض الآيات ثم يقرئه قبول العروس بقوله:( قل قد قبلتها )ـ ثلاثا ـ فيجيب العريس: (قد قبلتها) ـ ثلاثا ـ وكان في السابق يضرب العريس على ظهره ولكن لعدة حوادث حدثت أضحى الناس يتخوفون منها.. يتم خلال هذا الاحتفال توزيع الحلوى العمانية على الحضور.
ويسبق ليلة الزفاف ليلة الحناء والتي تقام للعروسين ولكن -حاليا- استثناها البعض وخصها للعروس فقط، وفي ليلة الزفاف تتزين العروس وترتدي أجمل الحلي والثياب وتغطى عادة بشال أخضر ومع بداية الزفة تتقدم العروس امرأة عجوز تقودها ويوضع المصحف الشريف على رأس العروس لحمايتها من الحسد، وقد تختلف هذه العادات من منطقة إلى أخرى، فبعض القبائل يتم زف المعرس إلى بيت العروس ليبقى في بيتها أياما معدودة.. والعرس العماني به العديد من المميزات كالفنون الشعبية. وفي صباحية اليوم الثاني ـ الدخلة ـ يأتي الناس مهنئين للعروسين.
العزاء لمدة ثلاثة أيام
والعزاء عند العمانيين يقام إما في المسجد أو سبلة القرية وتكون لمدة ثلاثة أيام، وفي خلال هذه الأيام الثلاثة يقرأون القرآن الكريم على روح الفقيد ويترحمون عليه ويطلبون المغفرة له وفي اليوم الثالث تقرأ الختمة ـ القرآن الكريم ـ بعدها يطوى فراش العزاء.
التراث الشعبي برعاية السلطان
يهتم السلطان قابوس بن سعيد وحكومته اهتماما بالغا بالتراث العماني، حيث تم تخصيص عام 1994 عاما وطنيا للتراث كما أن النظام الأساسي للدولة ينص على أن ترعى الدولة التراث الوطني وتحافظ عليه.
وتمتلك السلطنة العديد من المواقع الأثرية ذات الأهمية الكبيرة ليس فقط على الصعيد العماني ولكن على الصعيد العالمي أيضا، وقد تم تسجيل العديد من المواقع الأثرية العمانية ضمن قائمة التراث العالمي لأهميتها على المستوى الحضاري للبشرية، وقد أدرجت اليونسكو نظام الأفلاج العمانية إلى قائمة التراث العالمي باعتباره جزءا أصيلا من نسيج حياة المجتمع العماني ومن أهم الموروثات الحضارية العمانية التي تعبر عن قدرة الإنسان العماني على مواجهة التحديات سعيا لبناء الحضارة وإثراء التراث الإنساني -فكرا وعملا وإبداعا- حسبما أشار جلالة السلطان المعظم في كلمته التي وجهها إلى الدورة 23 للمؤتمر العام لليونسكو في أكتوبر 2005، ومن المعروف أن السلطنة عضو في لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو.
وعمان هي كنز للفنون التقليدية والشعبية ومن خلال الفنون المختلفة يعبر الإنسان العماني عن ذاته وموروثاته وأنماط حياة الآباء والأجداد، ونحن نجد أن الفنون الشعبية في كل ولايات السلطنة تعبر عن خصوصية المكان والإنسان. كما أنها تقوي روح الجماعة والتماسك الوجداني والفني لمجموع الشعب العماني. وأهم شيء هو أن العمانيين ما زالوا متمسكين بممارسة هذه الفنون في المناسبات المختلفة.
القلاع والحصون
تعتبر القلاع والحصون والأبراج والأسوار والبيوت والمساجد الأثرية، التي تقف شامخة في كل محافظات ومناطق وولايات السلطنة، من أبرز شواهد التاريخ العماني، فهي تجسد جانبا من عظمة الشعب العماني وإسهامه الكبير في الحضارة الإنسانية وذلك في ضوء أهميتها التاريخية والثقافية والهندسية والمعمارية والدفاعية والحياتية أيضا، وتمثل براعة فن وهـندسة البناء العمانية وتـفاعلها التام مع احتياجات الإنسان العماني الاجتماعية والدفاعية وخبرته بالفنون المعمارية منذ مراحل تاريخية مبكرة، وقد تم إدراج عدد من الحصون والقلاع العمانية ضمن قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو لأهميتها وقيمتها الأثرية والتاريخية ومنها على سبيل المثال قلعة بهلاء وحصن جبرين.
المتاحف صفحة تاريخية
تزخر السلطنة بالعديد من المتاحف، وهي منتشره في كافة محافظات ومناطق السلطنة. حينما نزور تلك المتاحف ستحكي لنا صفحات مشرقة من التاريخ والحضارة العمانية على مر العصور. وسنجد فيها آلاف المقتنيات الأثرية والتي تمثل كافة أنواع النشاط البشري الاجتماعي والسياسي والعسكري والثقافي، التي تلقي الضوء على المراحل الهامة في التاريخ العماني والحضارة الإنسانية بوجه عام، إضافة إلى معروضات من بيئة الإنسان العماني الأرض والبحر والحيوان والنبات وقد تم تطوير المتاحف باستخدام الأجهزة والحاسبات الآلية ووسائل العرض المتطورة.