إرهاب واشنطن وصل طابا
اندفعت أوربا رافضة الهجوم الإرهابى الذي راح ضحيته أبرياء أجانب ومصريون في طابا، وأعلنت أمريكا على الفور شجبها لهذا العمل الإرهابى غير المبرر -على حد وصف بيانها الأول- ولم يكن رد الفعل الدولى أقل حدة من رد الفعل الأوربى والموقف الأمريكى.
ربما كانت هناك دول أخرى سباقة إلى رفض
الإرهاب المسيطر على الشارع المصرى منذ سقوط حكم الجماعة الإرهابية غير أن الموقف
الأوربى السريع ويسانده الموقف الأمريكي جديد علينا، حيث لا تزال واشنطن تلعب مع
شبح الإرهاب الساكن في أفكار جماعة الإخوان ومعها عدة دول أوربية.. ما الذي حدث؟
هل لأن الضحايا المستهدفين ليسوا من الجيش أو الشرطة؟ هل لأن الضحايا من الأجانب؟
وأخيرا هل خالفت جماعة الإرهاب اتفاقها مع أمريكا وإسرائيل بالتركيز فقط على قوات
الشرطة والجيش وانتقلت إلى استهداف مواطنين أجانب.
الكوريون الذين دفعوا حياتهم ثمنا لخسة
الإرهاب لهم في أعناق واشنطن دين، ذلك الدين الذي تتحمله الإدارة الأمريكية بدعمها
لجماعات الإرهاب.. فالذين يقتلون ضباط الشرطة والجيش والذين يستهدفون المواطن
المصرى البسيط هم أنفسهم من استهدفوا ضيوفنا من الكوريين.. وهم من أرادوا أن
يقولوا بعمليتهم الدنيئة إن إرهابهم سيطال الجميع وليس الداخل المصري فقط.
لقد
قلنا مرارا إن اللعب مع الإرهابيين كلف الأمريكيين حادثا مأساويا بضحايا هجمات ١١
سبتمبر ولم تستطع أمريكا التي دعمت وخلقت معظم تيارات العنف الدينى أن تحمى أبناءها
خلف محيط شاسع الأبعاد.
وصل
الإرهاب إلى إسبانيا وإلى فرنسا وإلى العديد من العواصم الأوربية، وهدد أمريكا في
عقر دارها والسكوت عليه سيعيد التاريخ نفسه ولن تسلم أمريكا ولن تسلم عواصم أوربا،
ويخطئ من يتصور أن الإسراع في رفض الإرهاب ضد السياح والصمت عليه عندما يستهدف
المصريين أنه سيكون بمنأى عن الخطر.. الخطر قادم والإرهاب لا يعرف دينا ولا يفرق
بين جنسية وأخرى.