رئيس التحرير
عصام كامل

متى يُعتذر لمصر؟!

فيتو

هلت على المشهد السياسي بمصر وجوه كثيرة منذ ثورة 25 يناير ليتبادل المصريون الحديث عن هذا أو ذاك، وقد خاب الرجاء تباعًا لتختفي وجوه وتأتي وجوه ليُجمع المصريون على رأي واحد مفاده أن الأحداث كانت أكبر من قدرة الأشخاص الذين أتت بهم المقادير لتبوأ سُدة الأمر..

وأجدني أرصد تجربة المشير طنطاوي والفريق عنان لأجد الحصاد بوارًا؛ لأن خيار مبارك كان لذوي الولاء ودون إساءة فقد انتهى الأمر إلى تقاعدهما ليختفي المشير طنطاوي ويظل الفريق عنان لغزا محيرا لكثرة الأنباء التي تصدر عنه ما بين مؤكدة لترشحه لرئاسة الجمهورية وما بين نافية وله مطلق الخيار..

وكم تمنيت أن يعتذر المشير طنطاوي ونائبه الفريق عنان عن أخطائهما في فترة حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمصر منذ تنحي مبارك في 11 فبراير سنة 2011 وحتى فتح الباب على مصرعيه لجماعة الإخوان ليكون أحد أعضائها هو حاكم مصر في 30 يونيو سنة 2012، لتستمر محنة الوطن إلى أن عجلت السماء بالفرج في 30 يونيو 2013. 

الاعتذار لمصر لا يقتصر على المشير طنطاوي والفريق عنان بل يمتد لكل من أساءوا إليها تحت وهم الوطنية، لينتهي الأمر إلى أفعال أكثر من كارثية، والمحصلة دوام الوهن وإراقة دماء زكية، ويبقى ترك الباب على مصرعيه لجماعة الإخوان الإرهابية جُرم لا يُغتفر وتنطق مجريات الأحداث أن إرهاب الإخوان لن يتوقف إلا بالاستئصال لأنهم ضد الوطن منذ النشأة ولحين محو الأثر..

جماعة الإخوان لن تعتذر لمصر؛ لأن وقت الاعتذار قد ولى بعد ما حدث من قتل وترويع للمصريين والقصاص العادل صار حتما مقضيا...

مصر إذا تعاني من جراء الإرهاب وخيبة الأمل في شخوص كثيرة، وكان لزاما الثورة والأخذ بالأسباب وصولا لمفارقة الوهن والأخذ بمسببات الحياة بعد غروب يؤمل أن يكون أبديا لأعداء الحياة صونا لوطن ناله كثير من الألم ولم يزل؟!
الجريدة الرسمية