رئيس التحرير
عصام كامل

السفير نصيف حتى لـ«فيتو»: المسألة السورية لن تحسم عسكريًا.. فشل محادثات «جنيف 2» لا يعني التخلي عن الحل السياسي.. والتأخير يُنتج مزيدًا من التعقيد وعسكرة الصراع وخلق بيئة حاضنة لـ&

السفير نصيف حتي
السفير نصيف حتي

جدد السفير نصيف حتى، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، تأكيد الجامعة على أنه لا حل في الأزمة السورية؛ إلا عبر الجانب السياسي، ومشددًا على أنه لا يمكن حسم المسألة السورية عسكريًا بأي حال من الأحوال.

وأضاف حتى في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أنه وبرغم ما وصلت إليه الجولة الثانية من مؤتمر جنيف 2 من فشل بالشكل الذي أعلنه المبعوث العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي، فإننا "مازلنا نؤكد على أنه لا حل إلا حل سياسي رغم كل هذه المصاعب وكل هذه العراقيل والصعوبات، وهناك مسئولية خاصة على كل القوى الدولية والإقليمية المؤثرة لأن تدعم عملية التفاوض كلٌّ مع أصدقائه."

وأشار المسئول العربي البارز، إلى أن هناك أيضًا مسئولية خاصة قبل كل شيء لمجلس الأمن على مستويين من العمل: الأول، والأساسي يتمثل في التوصل إلى قرار لوقف الاقتتال، وتوفير مساعدات إنسانية، لأن هذا أضعف الإيمان، إذا أردنا أن نعطي مصداقية للعملية السياسية فالحق الإنساني هو الأساسى الآن، أما النقطة الثانية فطبيعة القضية السورية وتعقيداتها صارت قضية دولية، وبالتالي هناك دور فاعل ولابد من مواكبة فاعلة من المجلس، لإنجاح جنيف كما جاء في خطة العمل بجنيف 1".

وشدد «حتى»، أنه وعلى الرغم  من المصاعب التي تواجه التفاوض؛ إلا أن العودة إلى اجتماع آخر كما قيل -وهو ما لم يتحدد بعد- أكثر من ضرورية، ولابد أن تتم جلسة تفكير مشترك من جميع القادرين.

وكشف المتحدث باسم أمين عام جامعة الدول العربية، أنه تم بالفعل استئناف الاتصالات من أجل تسهيل عودة التفاوض لكن على قاعدة التمكن من إحداث تقدم عبر خريطة طريق واضحة تعالج كافة الأمور والقضية الأساسية وهي تشكيل هيئة حكم انتقالية، أو قضايا الإرهاب، وهي قضية ضاغطة تهدد وحدة المجتمع والدولة السورية، وبالتالي فإن الموضوع ليس معالجة قضية دون قضايا أخرى.

وأكد «حتى» على أنه، ومع هذه التعقيدات في الأزمة السورية لا يتصور أحد أبدا أن هنالك حلًا عسكريًا، لأن ميزان القوى قد يتغير في لحظة معينة، لكن هذه الصراعات بطبيعتها الداخلية، وبطبيعتها الخارجية أيضا لن يستطيع أي طرف أن يحسم عسكريا هذا العمل، ونبه إلى أنه لا يوجد حل سوى التفاوض السياسي، الذي سيؤدي تأخيره إلى مزيد من التعقيدات وعسكرة الصراع، وامتداد الأفق أيضا يساهم على امتداده في خلق بيئة حاضنة للإرهاب، الأمر الذي يدينه الجميع لخطورته على سوريا الدولة والمجتمع، داعيًا إلى "مقاربة خلاقة" في إطار جنيف 2 للتعامل مع كافة هذه الأمور، سواء في مسارات متكاملة أو متوازية ولكن ليس لمحاولة الاختباء خلف نقطة تلافيا لأخرى".

وحول ما إذا كان حديثه بمثابة إدانة للطرفين، الحكومة والائتلاف الوطني قال حتى: "نحن لا نحكي عن إدانة على الطريقة العربية لتوزيع الاتهامات ولكن هذا موقفنا، والموقف أن الأطراف الفاعلة والإقليمية عليها الدفع باتجاه، الحل، فالحل يصنعه السوريون لسوريا، ولا يمكن ﻷحد أن يأتي بقالب جاهز لسوريا، فالحل فقط بيد السوريين".

أما عن الأطراف الدولية الفاعلة ودورها في الحل يقول «حتى»: "الأطراف الدولية ذات العلاقات المؤثرة مع الطرفين -النظام والمعارضة- قادرة على أن تؤثر على الطرفين وواجبها أن تؤثر لتدفع الطرفين إلى التسوية السياسية، لكن برغم كل ذلك فمن يصنع سوريا الغد هم السوريون، بكافة مكونات وأطياف الشعب السوري".

وأكد «حتى»، على أن "الجولة الجديدة لجنيف بحاجة إلى بعض الوقت حتى يتم تحديدها، قائلًا: "نريد السرعة لكن لا نريد التسرع، فالاجتماعات السابقة هي اجتماعات استكشافية، كل طرف يصرح بأقصى ما يريده، وهذا معتاد في علم التفاوض لكن في نهاية الأمر هناك قواعد حاكمة للتفاوض، وهناك قضية أساسية وهو ما طرح في جنيف 1، لكن الملفات المطروحة وطريقة طرحها، متروك للمهندس الرئيسي لجنيف المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي".

الجريدة الرسمية