رئيس التحرير
عصام كامل

د. أحمد الأنصاري رئيس هيئة الإسعاف يتحدث لـ«فيتو» عن معاناة «3 سنين عجاف»: المسعف المصري بطل لتحمله البلطجة وضرب النار منذ 25 يناير

فيتو

  • قريبا تطبيق نظام التتبع الآلى لتحديد موقع الحادث فورا..
  • نقل تبعية الإسعاف من إدارات تتبع المحليات إلى هيئة أحدث طفرة كبرى..
  • الإسماعيلية بلا حوادث لأنها المدينة الوحيدة في مصر التي تحترم الإشارة..
  • نتلقى 80 ألف مكالمة معاكسة للرسالة الصوتية..
  • الأحداث غير العادية جعلت المسعف المصرى الأفضل في العالم..
  • لدينا 16 ألف عنصر بشرى منهم 12 ألف مسعف وسائق..
  • حددنا المناطق السوداء كثيرة الحوادث وشكلنا هيئة للسلامة على الطرق..
  • قدمنا شهيدا و250 مصابا و200 سيارة تعرضت للاعتداء..
  • تعرض المسعف المصرى منذ 25 يناير 2011 إلى اختبار شديد القسوة، فهو يعمل في ظروف بالغة الصعوبة إلى حد تعرضه لإطلاق النار عليه أثناء تأدية عمله..

حول معاناة الثلاث سنوات التقت "فيتو" أحمد الأنصارى رئيس هيئة الإسعاف، فأكد أن الإسعاف في مصر يعمل في زمن قياسي، ينقل حالات بين الحياة والموت بنسبة 60% من المصابين في أقل من 8 دقائق، لكنهم يصطدمون بعدم توافر أسرّة رعاية مركزة، أو بإلزامهم بالدفع مقدما في حالة توافر الخدمة، الأمر الذي يجعل مهمته الإنسانية لم تكتمل، لأسباب انهيار قطاع الصحة في مصر، ورغم أنه تخطى فنيا بعد معاناة التعامل مع الأحداث التي مرت بها مصر منذ يناير 2011.

في بداية الحوار سألته:
- ما هي الأسس التي تقوم عليها هيئات الإسعاف عالميا؟
التدريب أولا والصيانة ورفع قدرات العاملين كلها تمثل الركيزة الأساسية لنظام الإسعاف، والتطوير للقوى البشرية من أهم الأدوار التي لا يمكن لجهاز إسعاف أن يقوم بدوره كاملا بدونه ونحن لدينا 16 ألف عنصر في الإسعاف منهم 12 ألفا نصفهم مسعفون والنصف الآخر سائقون، أما الباقون فهم عمال وأطباء ولكنهم عناصر فنية، وكل منهم قادر على القيام بدور الآخر والتدريب للقيام بأعمال الغير، كما تتجاوز الميزانية السنوية للإسعاف مليار جنيه.

- وماذا عن قدرات الإسعاف حاليا بعدما تحول إلى هيئة بدلا من إدارات تتبع المحليات وبعد تحديث سياراته؟
لا نستطيع أن ننكر أن تغيير وضع الإسعاف من إدارات تتبع المحليات إلى هيئة أحدث طفرة كبيرة، والسيارات التي وردت إلينا من 2008 وما زالت جميعها على قوة العمل كانت 1813 سيارة أضيف إليها 200 سيارة بعد الثورة و200 أخرى سوف تأتى قريبا وفقا لعقد جديد وكل سيارات المرفق من أموال الدولة وليس من بينها أي تبرعات والسيارات الجديدة يعمل منها 1600 سيارة بالمحافظات و400 بالقاهرة الكبرى.

- وما هو مصير السيارات التي كانت مملوكة للمحليات؟
لدينا سيارات كانت قديمة من إدارات الإسعاف التي كانت تتبع المحليات وهى من 500 إلى 600 سيارة تم عمل عقود صيانة لها للقيام بمهام محدودة وليس من بينها الطرق السريعة.

- ما توصيفكم للدور الذي لعبه الإسعاف خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة من ثورة يناير 2011 وحتى الآن؟
العاملون بهيئة الإسعاف أبطال تحملوا جميعا البلطجة وضرب النار والتعدى عليهم في ظل الانفلات الأمنى دون كلل أو ملل ولم يكن من الممكن أن يحدث تقصير حتى إن السيارات التي تم الاعتداء عليها تصل إلى 200 سيارة وإصابة أكثر من 250 فردا ولدينا شهيد فقد حياته في فض اعتصام رابعة، وكلنا كفريق عمل داخل الحدث نفسه.

- تردد أن الإسعاف كان يستخدم في أدوار سياسية منها أن يتحول إلى وسيلة من وسائل نقل عدد من المطلوبين أمنيا من وإلى مناطق ساخنة مثل اعتصام رابعة وغيره، ما حقيقة ذلك؟
لم يحدث أي توظيف غير سليم للإسعاف ولم يحرر محضر بذلك، رغم أنه بالطبع يوجد لدينا مختلف الانتماءات السياسية، خاصة أن مجتمع الإسعاف يتكون من 16 ألف فنى وسائق وعامل، ولكن الدور الذي يلعبه الإسعاف دائما هو إنقاذ الأرواح البشرية وهى رسالة يتم التأهيل لها نفسيا وأخلاقيا قبل التدريب الفني، ومن المستحيل أن يستطيع أحد التقصير فيه، لأن العمل يكون في إطار منظومة تعمل بدقة وتتحرك ليس بدافع المصلحة أو المنفعة ولكن بشحنة إنسانية لأنك تعمل لإنقاذ حياة مصاب بصرف النظر عن أي شىء آخر، كما أن الإسعاف دائما ما يقف بجوار الطرفين في أي تظاهرات أو كل الأطراف وليس مع طرف على حساب الآخر، ومن ضمن ما تحملناه خلال الفترة الماضية الشائعات التي تم ترويجها ضدنا.

- كيف يراقب الإسعاف للتأكد من عدم الخروج عن دوره الحيوى الإنسانى؟
الإشارات التي تبث من وإلى الإسعاف كلها مسجلة لقياس زمن التتبع، وسوف نطبق نظام التتبع الآلى لتحديد موقع الحادث فورا من خلال نقاط على الخريطة توضح بمجرد الاتصال مكان المتصل حتى يصل إليه الإسعاف فورا.

- اللحظة قد تساوى حياة إنسان في عمل الإسعاف ووسط زحام الطرق تتراجع القدرة على إنقاذ حياة الكثيرين فكيف يمكن معالجة هذا الخلل؟
أولا نحن نقيس دائما عملنا بزمن الاستجابة وهو في 60% من الحوادث لا يتخطى 8 دقائق. وفى الطرق السريعة قد يصل إلى 90% والسبب أن في الطرق الصحراوية نقطة إسعاف كل 20 كيلو.

- من خلال التعامل على مدى اللحظة مع الحوادث بالطبع لديكم القدرة على تحديد الطرق والمناطق الأكثر حوادث، لماذا لا يتم تقديم المعلومات لهيئة الطرق لمعالجة أخطاء الطرق؟
توجد مناطق سوداء وهى التي تزيد فيها معدلات الحوادث عن مثيلتها وهو ما يجعلنا نعيد انتشار السيارات على حسب المناطق ومعدلات الحوادث، وبالتالى بدأنا عمل مبادرة باسم مبادرة السلام على الطرق تشارك فيها وزارة الداخلية وهيئة الطرق والكبارى والهلال الأحمر المصرى وهيئة الإسعاف المصرية ووزارة الصحة متمثلة في الرعاية الحرجة، كل ذلك يدخل في المبادرة وهى توفير السلامة على الطرق ومعالجة عيوب الطرق والكبارى وأن تحل الكبارى محل الدورانات (اليوتيرن) ومعالجة الملفات الخطرة.

- ما هي أكثر المناطق خطورة في الطرق على مستوى مصر وخاصة الدائرى؟
حوادث الدائرى قلت بعد عمل محاور كثيرة، وأكثر المناطق خطورة منها مدخل الكريمات، مضايق أبو زنيمة في جنوب سيناء، الطريق الصحراوى الغربى، طريق مدينة السلام، مدخل الفيوم مع الطريق الغربى،الطريق الصحراوى تحديدا من البوابات حتى مدخلى القاهرة والإسكندرية.

- هل تقف عيوب الطرق وراء الحوادث، أم هناك أسباب أخرى؟
الثقافة من أكثر الأسباب التي تقف خلف الحوادث حيث السرعات تصل إلى 160 كيلومترا بل و200 كيلو أحيانا وهنا تحدث أزمات وحوادث تكون نتائجها ليست إصابات ولكن وفيات لأن السرعة الزائدة تجعل من المستحيل السيطرة على السيارة بالإضافة إلى عدم احترام الإشارات وهو ما يسبب وقوع حوادث داخل القاهرة وعلى العكس في مدينة مثل الإسماعيلية لا توجد حوادث إلا نادرا بسبب أنها المدينة الوحيدة في مصر التي تحترم الإشارة فيها.

- كم عدد البلاغات اليومية وما هو حجم المعاكسات التي يتعرض لها الإسعاف؟
البلاغات اليومية 5 آلاف بلاغ منها 55% حالات طارئة والباقى حوادث بالإضافة إلى 80 ألف مكالمة معاكسات تقوم بالمعاكسة للرسالة الصوتية.
والإجراء الوحيد للتغلب على ذلك هو إبلاغ هيئة الاتصالات لحرق الكارت إذا تكررت المعاكسات من نفس الرقم 10 مرات، وهو يمثل عبئا على مركز تلقى البلاغات وعلى الإسعاف، لأنه يتم التحرك لأننى أفترض حسن النية إلى منطقة الحادث ثم نكتشف أنها معاكسات ومطلوب تشريع مغلظ لمحاسبة من يقومون بالمعاكسات.

- ما هو الفارق بيننا وبين الدول المتقدمة في الإسعاف؟
فنيا نحن أقوى منهم لأن هناك مسعفين سافروا ألمانيا 5 دفعات كان هناك انبهار بسرعة أدائهم لأن المواجهات التي حدثت في مصر منذ 25 يناير جعلتنا نتعامل مع أحداث لم يتعامل معها الإسعاف في كل دول العالم وهو ما زاد لدينا القدرات على التعامل السريع والمنضبط، والخبرات المتراكمة جعلت هذا الجيل مميزا، وتتفوق الدول الغربية في تجهيز السيارة فهو في مصر متوسط، أما في أوربا فالإسعاف معقد وكل ما يحدث في السيارة مسجل صوت وصورة وكل الإجراءات مثبتة وتكلفة السيارة عالية جدا ولكنها لا تتماشى مع الوضع في مصر لأنها لا تحقق أي قيمة مضافة للمريض.

- كيف يمكن الاستفادة من تلك الخبرات؟
التدريب وهو خلط العناصر الجديدة مع المدربة في فريق عمل واحد، وكل عملية إسعاف تختلف عن الأخرى.

- وكيف تقومون بالصيانة الدورية للسيارات؟
نتعاقد مع التوكيلات وليس لدينا أي ورش لأن صيانتها بالتوكيل ولدينا سيارات تعدت الـ300 ألف كيلومتر وتعمل بكل كفاءة.. القاهرة الكبرى بها 400 سيارة حديثة مقابل 1600 سيارة جديدة في المحافظات، وتوجد سيارات احتياطي.

- وأزمة المستشفيات لدينا؟
توجد أزمات في الرعاية المركزة وقد يضطر الإسعاف للتنقل بين عدد من المستشفيات للوصول إلى رعاية مركزة لنقل المريض إليها.
ونحن نقوم بعمليات الربط مع الإسعاف بالاتصال المسبق مع المستشفيات القادرة على التعامل مع المريض وهناك إجراء نبدأ به وهو نقل المصاب أو المريض إلى أقرب مستشفى لتلقى الإسعافات الأولية ثم النقل إلى المستشفى القادر على التعامل مع الحالة، ونسبة السير وفقا لهذا البروتوكول تأتى بنسبة 80% و20% تحدث مشاكل، لأن هناك مستشفيات غير قادرة على الاستقبال.

- أي نوع من المشاكل؟
المريض غير القادر على الدفع دائما تحدث مشاكل بسبب رفض المستشفيات استقبال الحالات لأسباب تتعلق بالأموال، ولكننا نلزم المستشفى ونصعد الأمر فيتم الاستجابة والتعامل مع الحالة حتى يمكن النقل إلى مستشفى آخر يقبله بموجب قرار علاج على نفقة الدولة أو التأمين الصحى.

- كم عدد الوفيات من بين الحوادث اليومية؟
يصل عدد الوفيات من 10% إلى 15% والباقى إصابات، كما أن هناك حوادث طارئة كارثية مثل التفجيرات والتي تنتج عنها إصابات كثيرة ربما تكون فوق قدرة بعض المستشفيات وبالتالى يتم التعامل معها بالنقل إلى مستشفيات أخرى وفى الحوادث عدد المصابين أقل ويتم التعامل بالنقل سريعا.

- ما هو عدد المستشفيات التي تكون مخصصة لعمليات الإنقاذ السريع للمصابين في القاهرة وخاصة التي تتعامل مع حوادث الدائرى؟
مستشفى البنك الأهلي ومعهد ناصر والشيخ زايد والقاهرة الجديدة والسلام والبساتين ومدينة نصر للتأمين الصحى، وهى مستشفيات مجهزة.

- التنسيق غائب ما بين الإسعاف والمستشفيات خاصة أن وزارة الصحة تتبعها أكثر من هيئة كل هيئة تعمل من خلال مستشفياتها مما ينعكس على وضع المصابين؟
أولا نحن كهيئة إسعاف لدينا فريق عمل كامل ويوجد فريق مع أمانة المراكز وفريق مع الرعاية العاجلة وغيرها ونقوم بالتنسيق والاجتماع معا ونتعامل ونخطط لمواجهة نتائج الفعاليات والتظاهرات وغيرها من أمور قد ينتج عنها مشاكل، وعلى سبيل المثال حادث طارئ ومفاجئ مثل تفجير مديرية أمن القاهرة، كان هناك تخطيط ويوجد فريق عمل لدينا من الوزارة وأمانة المراكز، وعمليات توزيع الحالات حسب الإصابات وتوجيهها إلى المستشفيات المتخصصة في ذلك الأمر، وتحرك الإسعاف يكون من خلال النقاط الموجودة خاصة في الطرق التي تسير فيها المظاهرات.
الجريدة الرسمية