رئيس التحرير
عصام كامل

عن عقيدة الداخلية...


لا أريد التحدث في هذا المقال عن مضمون شهادات التعذيب التي نُشرت، خلال الأيام الماضية، في معظم وسائل الإعلام، حول الانتهاكات التي تعرض لها عدد من السجناء السياسيين، داخل السجون والأقسام، لأنها ليست بجديدة فقد سبق أن تحدثنا كثيرا عن شهادات مماثلة لها عندما قُتل كل من خالد سعيد في عهد المخلوع مبارك، وعصام عطا في عهد المجلس العسكري، ومحمد الجندي في عهد المعزول مرسي وفي عهد أيضا نفس وزير الداخلية الحالي.


ولكن ما أريد التحدث عنه، هو رد فعل وزارة الداخلية على هذه الشهادات والاتهامات التي وُجهت لأفرادها، فكان من الطبيعي بعد أن خرجت هذه الشهادات من مصادر مختلفة -سجناء ومحامين ومنظمات حقوقية- أن تجري الداخلية تحقيقا داخليا موسعا تستمع فيه لشهادت كل من الضباط المتهمين بالتعذيب، والسجناء الذين صدرت منهم هذه الشهادات، من أجل حتى الحفاظ على صورتها ومصداقيتها أمام الشعب، لكن هذا لم يحدث.

فقد جاء رد فعل الداخلية، في أول بيان أصدرته، هو التأكيد على عدم صحة هذه الشهادات، وعدم تعرض أي سجين للتعذيب، في ظل تغير عقيدة الشرطة، ثم مطالبة النزلاء بالسجون بتقديم شكاوى في حالة تعرضهم لأي انتهاكات للتحقيق فيها، والسؤال هنا: «ما فائدة أن يقدم أي سجين شكوى بتعرضه للتعذيب، والوزارة نفسها أنهت الموضوع، وأكدت على أنه لا يوجد مثل هذه الممارسات؟!».

لا يعد بيان وزارة الداخلية هذا رد فعل غريب، بالنسبة لما صرح به اللواء أبو بكر عبد الكريم، مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان، عندما سأله الإعلامي يسري فودة عن أسباب تأكده من أنه لم يتعرض أي سجين بسجن «أبو زعبل» للتعذيب، فجاءت إجابته بأنه رجع إلى الضباط وإدراة السجن وتأكد منهم من ذلك، والسؤال هنا: «هل من المنطقي، وهل من العدل، أن يتم السماع في أي تحقيق نزيه لطرف واحد فقط، وأن يتم تجاهل شهادة الطرف الآخر؟!».

ردود فعل وزارة الداخلية هذه تشير إلى إشكالية في غاية التعقيد، وهي أن عقيدة هذا الجهاز لم تتغير بعد، فهو ما زال حتى الآن مُصرا على عدم الاعتراف بأخطائه، وما زال رافضا للتعلم منها، على الرغم من ما تسببت فيه هذه الأخطاء، على مدى ثلاث سنوات، من سقوط نظامين.
روابط يجدر الإشار إليها:
بيان وزارة الداخلية للتعليق على شهادات تعذيب السجناء:
https://www.facebook.com/MoiEgy/photos/a.181676241876047.36036.181662475210757/671111622932504/?type=1&stream_ref=10
تصريحات مساعد وزير الداخلية للإعلامي يسري فودة:
http://www.youtube.com/watch?v=4-MXwHoE7pU

nour_rashwan@hotmail.com
الجريدة الرسمية