رئيس التحرير
عصام كامل

دهب بين الشهادة "المخفية" والأسئلة المهمة !


يبدو أنه لا فائدة من البعض.. فهم كما هم.. لن يتغيروا.. ولن يتبدلوا.. ولن يتطوروا.. ذات الأخطاء.. ذات المواقف.. ذات الطريقة في التفكير.. ولو أن جديدا في مواقفهم حتى لو اختلفنا معهم لعذرناهم.. لكن أبدا.. هم كما هم.. وأخطاؤهم كما هي!!

ففجأة ينتقل الحزن والكلام والانتقاد من شهداء التفجيرات والعبوة التي لم تنفجر في الطالبية وإرهابي بيت المقدس الذي وقع في قبضة الأمن وشهداء حادث الإسماعيلية الأخير وشهيد المطرية الذبيح.. بل والانتقال من الحديث عن النتائج المهمة لزيارة المشير والوزير إلى روسيا وما أحدثته من دوي في العالم كله.. نقول فجأة يتبدل كل ذلك وينتقل إلى الحديث عن " دهب"!

نعم " دهب ".. وبعيدا عن رأيي فيها وبعيدا عن أسئلتي عنها ولها تعالوا نقرأ شهادة زميلنا العزيز سامي عبد الراضي الصحفي المرموق بجريدة الوطن.. ليس لأن معلوماته الخاصة تحمل معلومات مهمة وجديدة فحسب.. وإنما أيضا لأنه لا يستطيع أحد أن يزايد عليه لأنه هو نفسه من التمس من النائب العام الإفراج عنها وهو أول من نشر الخبر.. ماذا يقول عبدالراضي في شهادته إذن ؟

يقول الآتي حرفيا: " شهادة لله في قضية دهب الإخوانية

1_ أتمنى محدش يزايد على لأني اتصلت بالنائب العام إمبارح الجمعة وطلبت منه الإفراج عن دهب الإخوانية.. وأول من نشر اليوم قرار إخلاء سبيلها.

2_ دهب رغم أنها حامل إلا أن التحقيقات والتحريات أدانوها بالانتماء للإخوان والمشاركة في مظاهرات واتقبض عليها مع 10 آخرين في منطقة الخلفاوي من شهر تقريبا.

3_  اتنقلت للمستشفى ووضعت مولودتها يوم الخميس 13 فبراير أول إمبارح..  واسمتها "حرية".. وكانت داخل غرفتها دون " كلابش ". 

4_  النيابة سألت الطبيب والممرض اللذين يتوليان رعايتها وقالا:"  لم نشاهد كلابش في إيد المتهمة قبل أو بعد الولادة نهائيا ".


5_ الحقيقة أن بعض المنتقبات زرن السيدة في المستشفى وطلبن من " الحارس " وهو عريف أو رقيب أن يترك لهن الغرفة لـ " الفضفضة ".


6_ الشرطي " كلبش " الست في السرير أمام الزائرات طوال مدة الزيارة وفك الكلابش بعد مغادرتهن الغرفة.. وواضح أنه تم التقاط الصور لها بهذه الهيئة لتسويقها إعلاميا.

7_  مرفوض تماما ما حدث للسيدة أو لغيرها وقيدها بكلابش حديد.. للمتهم حقوق مهما كان جرمه.. والله على ما أقول شهيد" !!!!

انتهت شهادة الزميل العزيز.. وقبل أن نناقشها نؤكد معه رفضنا لأي انتهاك لحقوق الإنسان خصوصا المرأة والأطفال.. ولكن ها هي الشهادة التي لم يقترب منها أحد.. فلا " دهب " أنجبت طفلها وهي على الحالة التي روجوها ولا هي كذلك طول الوقت إلى الحد الذي لا تعرف كيف ترضعه.. وما الجديد في ذلك وقد زوروا صورا للقتلي وفيديوهات للضحايا وثبت كذبها بكاملها!.. 


وهذه الشهادة والتي يتجاهلها البعض عمدا وقصدا.. والهدف تشويه المرحلة بكاملها.. الإخوان يريدون ذلك لأنها معركتهم.. تختلف معهم لكن لا تتعجب مما يفعلونه.. العجب كل العجب ممن يعتقدون أن تشويه المرحلة بكاملها يؤدي إلى تشويه كل رموزها.. لا يهمهم أن يتبرعوا للإرهاب بدعم معنوي لا يستحقونه.. لا يستفيدون من تجارب سابقة تسبب التهريج فيها في احتراق الجميع بنيرانها.. وبعضهم يؤيد السيسي بشدة.. ولكنه خوفا من اتهامه بالنفاق يبحث عن شيء يبدو بسببه متوازنا ينتقد عن الضرورة ما يعتقد أنه حقا.. ! 

وكل هؤلاء لا يعنيهم أن يسألوا أنفسهم: من الذي أهان قداسة الحمل وحق الجنين البريء في الأمان والصحة.. هل هو من نقل المتهمة إلى المستشفي حرصا على حياتها أم من ذهبت للتظاهر وإلقاء الحجارة والمولوتوف والاقتراب من أعمال العنف بأي طريقة وهي حامل؟!!! 

على كل حال.. عليكم أن تختاروا.. إما معركة ضد الإرهاب بكل قوة وحزم وحسم وتحترم في الوقت نفسه حقوق الإنسان حتى للمجرمين طالما في قبضة العدالة.. إما فلتبقوا كما أنتم.. تلغون عقولكم وتفكرون بحناجركم وتبحثون عن جنائز لتشبعوا فيها لطم كل حين.. ثم تكتشفوا خيبتكم الثقيلة.. ولا تعتذروا.. حتى يهدأ الأمر.. لتبحثوا عن اللطم من جديد!!!

الجريدة الرسمية