رئيس التحرير
عصام كامل

«ديبكا» يكشف مخاوف إسرائيل من دعم «بوتين» لـ«السيسي».. زيارة المشير إلى روسيا تؤثر على العلاقات بين واشنطن وتل أبيب.. و«الجنرال» يسعى لخلق «قومية عربية

المشير عبد الفتاح
المشير عبد الفتاح السيسي و الرئيس الروسي بوتين

ذكر موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي إن إسرائيل محاطة من الشمال بسوريا ومن الجنوب بمصر، مشيرًا إلى أن روسيا هي التي تشكل مورد الأسلحة بالنسبة للجيشين المصري والسوري.


ونقل "ديبكا" اليوم الأحد أن الاستراتيجيين الإسرائيليين لديهم مخاوفهم في الآونة الأخيرة ليس فقط من حقيقة أن إسرائيل محاطة حاليًا بتنظيم القاعدة، وإنما لأنها أصبحت محاطة بشكل متزايد من قبل روسيا.

وشدد الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يستغل الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط، كما أنه يسعى إلى تعزيز تحالفات عسكرية مع الرئيس السوري بشار الأسد، شمال إسرائيل، والرجل القوي الجديد في مصر المشير "عبد الفتاح السيسي" جنوب إسرائيل والذي من المتوقع أن يكون رئيسا في الفترة المقبلة، ومعتبرًا أن مشكلة إسرائيل العاجلة هي تأييد "بوتين" القوي لـ "بشار الأسد" من جهة، وللمشير "السيسي" من الجهة الثانية.

وأوضح "ديبكا" أن دعم "بوتين" للأسد يعزز المحور الاستراتيجي "إيران - سوريا - حزب الله"، مضيفًا أن تعزيز هذا المحور سيؤثر على مستقبل المحادثات النووية بين طهران والقوى الست العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، مما يقلل من فرص تقديم تنازلات إيرانية فيما يخص النووي الإيراني والشأن السوري.

ومضى قائلًا أن الجميع يعلم أن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ليس لديه أي نية للتدخل حتى بصورة محدودة بما يجري في سوريا، وأنه ترك الساحة السورية في أيدي فلاديمير بوتين.

وقال الموقع أن مصادر ديبكا في الشرق الأوسط تشير إلى أن هذا التحرك من جانب واشنطن لا يقوي بوتين فحسب، ولكنه يعزز أيضا نظام الأسد، موضحًا أن الأسد لم ينصع مطلقًا واعتمد كليًا على "بوتين" ولم يوافق أبدًا على تنفيذ الخطط والتحركات التي يطالبه بها بوتين، وهذا سبب التأكد من أنه لم ولن يحدث قريبًا أي تقدم في محادثات جنيف2 لحل الأزمة في سوريا

وأضاف الموقع أن حقيقة أن الأسد يرفض الاستماع إلى نصائح ومطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشكيل حكومة انتقالية في دمشق، هي التي أدت إلى انهيار سياسة "أوباما" في سوريا بسبب اعتماده ووزير خارجيته "جون كيري" على موسكو في إدارة الأمور بدمشق.

وتابع: من المفارقات، أن ما يجري في سوريا جهة الشمال يحدث وضع مماثل له في مصر جهة جنوب إسرائيل، لافتًا إلى أن وزير الدفاع المصري المشير "السيسي"، زار الأسبوع الماضي موسكو، وقام بالتوقيع على صفقة أسلحة كبيرة، ووفقا لمصادر عدة تصل قيمتها لمبلغ 2 مليار دولار في حين تقول بعض المصادر في موسكو أن قيمتها 3 مليارات دولار.

وأضاف: أنه بموجب هذه الصفقة سيحصل الجيش المصري على صواريخ وطائرات قتالية جديدة، بما في ذلك منظومة صواريخ مضادة للطائرات متقدمة من طراز S-300.

وأكد الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي أن زيارة المشير السيسي الأسبوع الماضي لموسكو خطوة كبيرة جدا لتبريد العلاقات مع واشنطن وتل أبيب، والتقرب نحو روسيا

وعلى صعيد الأوضاع في مصر ذكر "ديبكا" أن المشير السيسي يواجه حربين واحدة مع جماعة الإخوان داخل القاهرة، والثانية ضد عناصر تنظيم القاعدة العاملة في شبه جزيرة سيناء بالتعاون مع جماعة الإخوان، وبمشاركة أيضًا من عناصر تنظيم القاعدة في ليبيا.

وأبرزت مصادر "ديبكا" العسكرية والاستخباراتية : يجب أن نتذكر حقيقتين أساسيتين فيما يخص المشير "السيسي"، الأولى: أن السيسي لا يعتمد على أحد في اتخاذ قراراته الشخصية وأن كل خطواته حذرة ومدروسة، بتعبير آخر فإن زيارة السيسي لموسكو هي أولى خطواته المستقلة على المسرح الدولي والشرق الأوسط.

وأضاف، الحقيقة الثانية: إن السيسي في الأساس ناصري حتى أتباعه كذلك، كما أنه يعلم جيدًا أنه من المستحيل حل المشاكل الاقتصادية للمصريين، لذلك فهو يركز على خلق نظام عسكري قوي من شأنه تعزيز القومية العربية التي تتعارض بشدة مع القومية الإسرائيلية، والتي من خلالها سيقوم بتعزيز مكانة مصر.

واختتم "ديبكا" تقريره بالقول أنه لهذا السبب لا يمكن أن تكون إسرائيل والولايات المتحدة آمنة في ظل الخطوات المستقبلية للسيسي والأمر ذاته فيما يخص الخطى المستقبلية لبشار الأسد.
الجريدة الرسمية