رئيس التحرير
عصام كامل

هاتلنا ريرى نظيف يا هشام


قام الدكتور المهندس هشام قنديل، بإلقاء مُحاضرة مهمة بالأمس، حول خبراته فى تنظيف صدر المرأة فى القُرى المصرية قبل إرضاع طفلها، حتى لا يُصاب الطفل بالإسهال. حينما رأيته وسمعته وهو يُلقى هذه المحاضرة المهمة، تذكرت الإعلانات التى كان يبثها التلفزيون المصرى منذ فترة، حول البلهاريسيا من قبل المعلم رضا رحمة الله عليه أو تلك الخاصة بتنظيم الأسرة الخاصة بالفنانة القديرة كريمة مختار.


وهنا لا أفهم، ما الذى يدعو رئيس الوزراء، أن يُقحم الناس فى أمور الإرضاع أو فى شأن اغتصاب الفلاحات فى الغيط، بينما أزواجهُن يصلون فى المساجد. ما العلاقة وما هو الهدف من هذا الحوار العجيب، من قبل رجل، يبدو من حديثه هذا، أسباب فشل الحكومة، بينما يحكى لنا عن خبراته الباهرة، وتاريخ حياته الحافل، منذ 2004، وكونه لف ودار وشاهد، وكأنه يريد أن يقول للناس كيف أنه كٌفء ويعرف - وكما قال توفيق عُكاشة يوماً - عن كيفية تزغيط البط؟!

والله إنى لأحزن، أن أرى مصر وهذا الرجل رئيس وزرائها. والحزن نابع عن كون الرجل، لا يبدو أنه يملك تجارب تؤهله بالأساس أن يكون بحق رئيساً للوزراء. ومن الواضح أن ما سمعته من الصحفيين المُختلفين المُتابعين لشئون مجلس الوزراء صحيحاً، حينما قالوا إن منصب رئيس الوزراء عُرض على الكثير من الشخصيات، التى رفضت المنصب، ولم يتبق فى النهاية غير هذا الشخص البائس والذى أُشفق عليه بحق، والذى ورط نفسه بنفسه، ليصبح رئيساً للوزراء، فى ظل نظام لا يملك رؤية لإصلاح أى شىء، غير أنه يريد "أخونة" الدولة، ويصبغها بشخصيته!!

إلا أننى شعُرت مع مسألة الإرضاع تلك، بتطابق مع كون رئيس الوزراء، يعمل فى نظام إخواني، مُستغل للدين، بينما كانت هُناك فتوى منذ عدة سنوات حول "إرضاع الكبير"، وشُعرت أن هذا الأمر غاية فى الأهمية بالنسبة للنظام، بحيث يتكلم واحد من أهم رجالاته عن هذا الموضوع الجوهري، الذى سيحل مشاكل الاختلاط، بالإضافة إلى أنه أيضاً سيحل مشكلة اللبن الفاسد. فى تلك الحال، يكون رئيس الوزراء، قد ضرب عصفورين بحجر واحد، وساهم بخطبته العصماء فى هذا الصدد، بما له من خبرة ولف فى تلك النجوع والقرى، للقضاء على الكثير من المشاكل الجوهرية التى تشغل بال مواطنى مصر اليوم!!

وربما كان الدكتور هشام قنديل أيضاً، يُرفه عنا ويُذكرنا بإعلان ريري، ويُعيد لنا الذكريات فى تلك الأيام المأساوية، التى لا يجد هو شخصياً فيها أى حل لأى مُشكلة أخرى على الإطلاق!! ربما كان يُذكرنا بأيام كان فيها المصريون ليست لديهم كل تلك المُشكلات التى تسبب النظام الذى يعمل هو به فيها، أو يذكرنا بأغانى إعلانات أيام الزمن الجميل، .. وبالتالي، قبّ وغطس الدكتور هشام، بدل الواد حسين، وبدلاً من باكو أو اتنين من ريري، أتى لنا بفكرة تطهير الثدى قبل الرضاعة، حتى يكون النيدو...أو اللبن، طاهر للطفل، حتى لا يُصاب بالإسهال!!

ولكنى أُذكر الدكتور هشام، بأن يترك تلك الأمور لنا نحن، لنهتم بها. وليحل هو المشاكل، بل المصائب السوداء، التى تُحيط بنا، من انعدام الأمن والاقتصاد المُتهتك والدولة التى انعدمت فيها الهيبة، والأهم، القانون الذى ينتهكه رئيسه الإخوانى يومياً (أيقونة انتهاك القانون)، حتى فقد بسببه كل الشرعية وليس بعضها!!

أرجو أن يتذكر الدكتور هشام أيضاً، أنه رئيس وزراء مصر، وليس ماما كريمة!!
والله أكبر والعزة لمصر،

وتبقى مصر أولاً دولة مدنية

الجريدة الرسمية