السفير قيس العزاوي مندوب العراق لدى جامعة الدول العربية في حوار ل"فيتو": نار الإرهاب ستكوي مموليه وداعميه كما حدث لأمريكا مع بن لادن
- إسرائيل هي المستفيد الوحيد مما يجري في أزمات العالم العربي الراهنة
- التطرف أصبح بلاء يهدد تاريخنا وحضارتنا وكل شيء
- على الدول العربية أن تكون جادة في محاربتها للإرهاب ومنظماته
- الثقافة هي القوة الناعمة القادرة على جمع المختلفين على طاولة واحدة
- قضيت في مصر 10 سنوات دارسا وعدت إليها سفيرا
وأبدى العزاوي أسفه لما آل إليه متحف الفن الإسلامي في القاهرة واستهدافه من قبل إرهابيين، معتبرا أنها جريمة لا تغتفر هزت ضمائر المثقفين أجمع، والمقصود بها هو النيل من تاريخ وذاكرة الشعوب ومحو حضارتها.
وأكد العزاوي في حوار مع "فيتو" أنه برغم الأزمات التي تشهدها العراق أصرت على الاحتفال على مدى عام بـ"بغداد عاصمة الثقافة العربية" والتي ستختتم فعالياتها باحتفال كبير هذه الأيام يحضره د.نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية ونخبة من المثقفين والفنانين والمبدعين العرب.
وشدد العزاوي على ضرورة التزام العرب بقرار الجامعة العربية بمحاربة الإرهاب، والاتفاقية العربية حول ذلك، مشيرا إلى أن الذين يمولون الإرهاب ويدعمونه سيكتوون بناره على غرار دعم الولايات المتحدة لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وجماعته، فإلى نص الحوار:
- في البداية نود الحديث عن الأوضاع في العراق والتي تشهد تفجيرات متلاحقة كان أبرزها التفجير الذي استهدف وزارة الخارجية العراقية، كيف تصف لنا الوضع في العراق في ضوء ذلك..؟
التطرف والإرهاب هو السمة الظاهرة لمثل هذه الأعمال وتفجير وزارة الخارجية ليس هو الأول ولن يكون الأخير، فالشبكات الإرهابية والتطرف أصبح بلاء على كامل دولنا العربية وأصبحت ظاهرة عابرة للحدود، فاليوم نجد هذا الإرهاب في العراق، وفي ليبيا، وسوريا، لبنان، اليمن، وفي مصر، والجريمة الكبيرة جدا التي هزت ضمائر المثقفين، والمتمثلة في تهديم واجهة المتحف الإسلامي بالقاهرة، لا تغتفر، فهي أعمال المقصود بها تاريخ وذاكرة الشعوب والقضاء على حضارتها، فأن يضرب أحدهم تاريخه فهذه كارثة وهؤلاء على ما يبدو همج لا يعرفون شيئا.
ولدينا في العراق المشكلة أيضا تدخل في مثل هذا الإطار، لذا فقد دعونا على مستوى جامعة الدول العربية في قمة بغداد الثالثة والعشرين إلى محاربة الإرهاب بكل السبل، ودعينا في القمة العربية الأفريقية في الكويت أيضا إلى محاربة الإرهاب وتبادل المعلومات بين الدول حول الشبكات الإرهابية وتجفيف مصادره.
إذًا فنحن لدينا وثائق رسمية وقع عليها القادة العرب بمحاربة الإرهاب لأنه أصبح لا يهدد البشر فقط، ولكنه صار يهدد تاريخنا وحضارتنا وكل شيء.
فالعراق مستهدف مثلما مصر مستهدفة، وغيرها من دول المنطقة، وإسرائيل هي المستفيد الوحيد مما يجري في المنطقة العربية.
- ماذا عن تنظيم دولة العراق والشام "داعش" وموقفكم منه..؟
الذين يلعبون بورقة الإرهاب سيحترقون بها، علمنا التاريخ هذا الأمر بداية من الولايات المتحدة الأمريكية التي رعت بن لادن، ومجموعة القاعدة، واكتوت بهم وبالتالي فإن كل الذين يسهلون،أو يسلحون أو يمولون العمليات الإرهابية سيكتوون بها، وطالما أصبحت مكافحة الإرهاب هو قرارا في جامعة الدول العربية، فينبغي على الدول العربية أن تكون جادة في محاربتها لهذه المنظمات الإرهابية، "داعش" مثلا من أين تأتي بالسلاح، ومن أين يأتيها التمويل، فهناك 150 سيارة رباعية الدفع جديدة دخلوا بها إلى الفلوجة، فمن أين أتوا..؟ لم ينزلوا من المريخ.
- هذا يدفعنا للحديث عن ختام فعاليات "بغداد عاصمة الثقافة العربية" والتي تقام بعد أيام، كيف استطاعت العراق المثخنة بالجراح المضي في احتفائها بالثقافة؟
بالرغم من عمليات العنف والإرهاب فإن بغداد استمرت في بهائها العربي ونظمت احتفالات ثقافية، ومنذ عام ذهبت برفقة الأمين العام لجامعة الدول العربية عند افتتاح هذه الاحتفالات، وسأذهب معه أيضا لاختتام هذه الفعالية الثقافية وبحضور وفد ثقافي وفني عربي واسع وكبير.
- ما مدى نجاح الفعالية في التركيز على البعد الحضاري والثقافي للعراق..؟
هي بالفعل ركزت على البعد الحضاري والتاريخي للعراق، وقد استمتع العراقيون أيضا بالأسابيع الثقافية العربية، فكان هناك تلاقح حضاري وثقافي بين الدول العربية التي ساهمت في هذه الأسابيع الثقافية، وكذا العراقيون نظموا برنامجا يعكس حقيقة البعد التراثي والحضاري والدور الشعري والموسيقي والفني والتاريخي للعراق، وربما لو كانت الأمور أكثر استقرارا لكان هناك عمل أكبر، لكن نأمل أن تنتهي هذه العمليات الإرهابية ونتفرغ لإعادة إعمار بلدنا، ونرحب بكل المساهمات العربية.
- وماذا عن "الصالون الثقافي العربي" وكيف جاءتك فكرة تدشينه في مصر.؟
مصر ليست غريبة علي، عشت 10سنوات من أجمل سنوات في بداية الستينيات، وتخرجت من مصر، ودرست في جامعة عين شمس، ثم حصلت على الماجستير من جامعة الأزهر، وكان أستاذي الراحل د.عبدالحليم محمود، ومصر كانت لي بمثابة مدرسة للفكر العربي تعلمنا فيها، وعندما عدت لمصر سفيرا كان في ذهني أن نقوم بأنشطة ثقافية، لأن السياسة عموما قد لا يتفق الناس عليها لكنهم يتفقون في الثقافة، فإذا كانت هناك اختلافات يمكن أن نسميها اجتهادات في تفسير العمل الثقافي.
وفي الواقع الفكرة ليست لي أنا، ولكن للدكتور جابر عصفور، وكنا نتناقش ومعنا د.يحيى الجمل ما الذي يمكن فعله، وقال وقتها لماذا لا تنشيء صالونا ثقافيا عربيا، فهو الذي جاء بالتسمية، ورحب بها الجميع وبدأت الجولة.
- وماذا كانت اهتمامات الصالون الرئيسية..؟
الصالون تطرق إلى الموضوعات التي تهم المواطن العربي بشكل عام، فقد اهتم الصالون بهموم الشارع، وكنا أول من احتفل بثورة 30 يونيو بعد أيام قليلة من الثورة.
وبدأ الصالون بحفل للفنان نصير شمة، وأعقبها احتفالية عن الجواهري، ومهرجان خيمة الشعر الشعبي، كما أننا سنعقد خلال الفترة القادمة عددا من الفعاليات ضمن الصالون من بينها الاحتفال بالشاعر جورج جرداق وتجربته الشعرية.
- خلال جلسات الصالون نجد حضورا لأغلب السفراء العرب رغم بعض الأزمات بين دول وأخرى، هل هذا يعني أن الثقافة هي بالفعل القوة الناعمة للدول القادرة على جمع المختلفين على طاولة واحدة..؟
بالتأكيد، فنحن بالثقافة لا نختلف ونتفق، ونحن كسفراء منفذو سياسة، قد نختلف اليوم لكن غدا الأمور تتغير بالتأكيد، والصالون الآن أضحى حقيقة في الواقع الثقافي المصري، واتصل بي اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر، لدعوة الصالون بعقد جلسة له بمعبد الأقصر.