رئيس التحرير
عصام كامل

وطن افتقد البوصلة


لو توقف الرئيس مرسى عند مشهد حصار قصر الاتحادية ومنزله بالزقازيق لعرف أن القادم رهيب، سيعلم أنه لا أحد يخاف الآن لا من السلطة ولا من الميليشيات، وسيعرف أيضًا أنه وحده الذى سيدفع الثمن، حصار الرئيس يعنى أن النار أصبحت فى بيته وقد تتطور الأمور وتشتعل الأحداث فيصبح الرئيس نفسه محاصراً، وقد نرى الرئيس يوماً خلف القضبان قبل أن يلقى به فى السجن لما ارتكبه من جرائم قتل فى حق المتظاهرين تستوجب الحساب والمساءلة، الحكاية ليست حرب مليونيات، قد تنتهى بحرب أهلية، الحكاية حكاية وطن افتقد البوصلة،لأن الريح تجر المركب فى طريق المجهول .


المؤكد أن مصر تدار الآن بعشوائية كبيرة وكأنها " عزبة " ولا نعلم من يدير مؤسسة الرئاسة وهل يعتبر مقر الجماعة بالمقطم هو قصر الرئاسة الحقيقى الذى تدار منه مصر، وهل يؤدى الرئيس دور" الكومبارس " فى فيلم من إنتاج الجماعة، العديد من علامات الاستفهام تحتاج إلى تفسير، وأصابع الاتهام تشير للجميع .

فالوطن فى حاجة ماسة إلى ربان قادر على ضبط البوصلة ليستطيع العبور بالسفينة إلى بر الأمان ، وهذا لن يحدث إلا إذا تضافرت الجهود، ولكن كيف يحدث هذا والرئيس يكذب على شعبه ويقتل فيهم ويسحلهم ويكمم أفواههم مثلما كان يفعل المخلوع تماماً .

الرئيس مرسى الذى غير مبادئه وباعها فى أول اختبار حقيقى ، وما يثبت ذلك حقيقة استقباله بحفاوة للرئيس الإيرانى أحمدى نجاد رغم أنه قال أمام مجلس شورى العلماء قبل موافقتهم بالإجماع على تأييده فى انتخابات رئاسة الجمهورية، أن الشيعة أخطر على الإسلام من اليهود!! وقال إنه لن يقابل أى مسئول إيرانى لأنهم من يساندون نظام بشار الأسد فى سوريا الذى يقتل فى شعبه ، أنا لا أتحدث عن موقفى من الزيارة ولكنى أتحدث عن تعهد قطعه مرسى أمام مؤيديه والكلام مسجل بالصوت والصورة حتى لا يتهمنا أنصاره بالكذب والتضليل .

" الإخوان " مشايخ السلطان يريدون جرنا إلى زمن الخلافة، فيقوم الخليفة بعزل القاضى، ويتولى القضاء بنفسه، الرئيس يكذب ويصدق نفسه، فيحاصروا الوطن، فيضطرنا لحصار الرئيس، لنأخذ السكين من يده ، وقتها الجميع سيعرف ماذا سنفعل بالسكين .

أقول لمرسى : المغامرة لا تكون بالأوطان ، فأن تتفرج الرئاسة على ما يحدث من انتهاكات جريمة، وأن تتستر على ما فعله الإخوان أمام قصر الاتحادية جريمة، الانقسام يضر الرئيس نفسه، ما أخشاه هو أن ما يحدث سيجرنا حتماً إلى النموذج السورى، إخوان فى مواجهة معارضين، فتتحول مصر إلى ساحة للنزاعات والخلافات التى قد تفتح أبواب النار وتنتهى ببحور من الدم وفتنة تقضى على الوطن وتصيبه فى مقتل، فاللجوء إلى الأنصار لا يكشف عن وعى رئاسى، والحديث عن تهديد القضاة والإعلاميين والسياسيين لا يمكن قبوله وهو مهزلة سياسية بكل المقاييس، فعد إلى صوابك يا مرسى قبل أن يفوت الأوان .
 
الجريدة الرسمية