رئيس التحرير
عصام كامل

أيها الإخوان.. لماذا يدعمكم الغرب؟


سؤال يجب على كل إخوانى أن يطرحه على نفسه ويبحث عن الجواب بكل حيدة وأمانة وصدق، لماذا يدعم الغرب وأمريكا الإسلاميين عمومًا وجماعة الإخوان على وجه الخصوص؟ وما المصالح التي يسعون إليها مقابل هذا الدعم المباشر؟ هل خطرت تلك التساؤلات من قبل على عقل وقلب أي فرد من الجماعة ؟


لقد رأيتم كيف استخدمت أمريكا شباب حركة طالبان الأصولية عن طريق تجنيد أمرائهم لقاء المال والجاه الموعود، فدفعوا بشبابهم في آتون الصراع مع الاتحاد السوڤيتى وحولوا المواجهة إلى صراع دينى بين الإسلام والشيوعية، بينما كان في حقيقته حربًا بالوكالة لمصلحة أمريكا ضد عدوها الروسى، وبعد مصرع أكثر من مليون شاب مقاتل وتشريد أكثر من خمسة ملايين مدنى انقلبت أمريكا عليهم ووجهت ضربة عسكرية ضارية واحتلت بلادهم، وألزمت هؤلاء القيادات مغارات الجبال بعد أن انتهى دورهم في لعبة الصراع.

ولم ننس الدعم العسكري الأمريكي لصدام حسين بالسلاح والتغطية السياسية ليضرب إيران الخومينية، فأشعل الحرب العراقية الإيرانية، وبعد مقتل أكثر من نصف مليون فيها شجع الأمريكيون صدام على غزو حلفائهم في الكويت، ثم انقلبوا عليه بعد ذلك، فدبروا له تهمًا زائفة بحيازة أسلحة للدمار الشامل، وبعثوا بجيوشهم فدمروا العراق واحتلوها واستباحوها وأعدموا حليف الأمس بعد ذلك في مشهد مهين.

وفى مصرنا يدعم الغرب الإخوان بضراوة ويمولونهم بسخاء من أجل استمرار الاضطرابات ونشر العنف بعد أن فشلوا في إشعال حرب أهلية تأتى على الأخضر واليابس، وما زال هذا الشباب المُغَيّب الذي يستخدمونه يضرب وطنه وشعبه بعد أن صور له قادته وأمراؤه بأنه يقاتل حماية لدينه ونصرة لرسوله ضد أتباع الطاغوت من بنى وطنه ! ويقدم هؤلاء العملاء دماء هؤلاء الشباب رخيصة من أجل تحقيق أهدافهم في السطو على السلطة والمال والنفوذ، وهذا الشباب منهم من لا يدرى أنه مستخدم بلا أجر لضرب وطنه وتمزيقه أشلاءً لمصلحة خونة الداخل وأعداء الخارج.

أفيقوا يا شباب الإخوان وتعلموا من تجارب الآخرين، فهى عِبَرٌ ساطعة وواضحة، واعرفوا حقيقة قادتكم فلو كانوا مسلمين حقًا ما أيدهم الغرب.. تلك هي الحقيقة التي غيبوها عنكم.
الجريدة الرسمية