أمريكا تفقد صوابها!
"ماري هارف" تتحدث من جديد.. باتت تتحدث كل يوم.. تحولت الخارجية الأمريكية كلها وفيما يبدو إلى إدارة خاصة لمتابعة الشئون المصرية.. هذه المرة تتحدث "هارف" لتنتقد روسيا بسبب دعمها لمصر! وتنتقد تصريحات بوتين الذي يتمني فيها النجاح للسيسي في الانتخابات الرئاسيه!! ثم راحت "هارف" وكمن فقدت حبيبها تمارس طقوسا في الـ"شحتفة" وتقول: " التقارب بين القاهرة وموسكو لن يؤثر على العلاقات التاريخية والقوية بين القاهرة وواشنطن! ثم تكمل لتدافع عن كبريائها الجريح وتقول:" ولكن مصر حرة في أن تفعل ما تريد"!
والسؤال: هل هذا كلام وزارة الخارجية؟ هل هذا كلام مؤسسة عاقلة مسئولة؟ هل هذا كلام تمت مراجعته من قبل خبراء وباحثين؟ هل هذه تصريحات دبلوماسية تمتلك من الخبرة ومن الكياسة ومن الدبلوماسية أي شيء؟ والسؤال الأهم: هل هذه أمريكا التي تتدخل في كل شيء في العالم؟ هل هذه أمريكا التي تدس أنفها في كل شيء في مصر السنوات والأشهر السابقة؟ هل هذه أمريكا التي كانت تطالب الأسابيع الماضية بضرورة إشراك الإخوان في العملية السياسية وتقول إنها تفضل رئيسا غير عسكري وأنها تشكك في الاستفتاء ونتائجه؟ هل هذه أمريكا التي قال رئيسها لرئيسنا ذات يوم إن عليه أن يترك السلطة الآن والآن يعني الآن؟
أمريكا هذه.. لا تطيق اليوم ليس تدخلا في شئوننا الداخلية من دولة أخرى.. بل ترفض ولا تقبل مجرد - فعلا مجرد - تمنيات وأمنيات طيبة من رئيس دول عظمي إلى قائد عسكري مصري يعرف رئيس الدولة العظمي أنه ينوي الترشح للرئاسة في بلاده.. وهي ليست إلا لياقة وذوق ومجاملة ولا تعد بحال تدخلا ولا يحزنون.. فلا الرجل تعهد بدعمه انتخابيا ولا قال إنه يرفض رئيسا غيره ولا حتى قال إنه يتمني وجوده رئيسا..!
أمريكا تفقد صوابها..وكما توقعنا في مقال سابق فقريبا ستتدخل جهات أمريكية أخرى لتنقذ أمريكا من غباء رئيسها.. ومن هبل المتحدثة الرسمية للخارجية الأمريكية.. ويبدو أن صفعات مصر المتتالية أصابت أمريكا بالجنون.. فها هو موظف السفارة الأمريكية بالسجن في تحد يحدث لأول مرة..
وها هي أمريكا العظمي لا تستطيع معرفة أو مقابلة سجينها فهي اليوم غير ذي صفة.. هكذا يقول القانون.. وها هي مصر تتحرر من قيود وارتباطات لم تعد تليق بها.. ووسط كل ذلك وبسببه ستشتد الحملة أكثر وأكثر.. وستزداد الضغوط أكثر وأكثر.. وبين كل ذلك وبسببه تحتاج الأمور إلى قنابل دخان كثيفة سيطلقها المجندون في خدمة السفارة.. في برامج ومقالات وصفحات إلكترونية.. وهم بين أراجوزات وبين هتيفة.. ولن يوقف عجلة التاريخ لا الأراجوزات ولا الهتيفة.