«عطوان»: «السيسي» أثار «غيرة» واشنطن ومصر تواجه «غضبة أمريكية مسعورة»
قال الكاتب الصحفي عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة «رأي اليوم» اللندنية، إن زيارة المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، إلى موسكو على رأس وفد يضم وزير الخارجية نبيل فهمي، أثارت «غيرة» واشنطن، وأحيت «الحرب الباردة» بين القوتين العظميين.
وأضاف «عطوان»، في مقاله اليوم السبت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «وضع إصبعه على العصب الأكثر حساسية لدى واشنطن» عندما قال للمشير «أعرف أنكم أخذتم قرار الترشح لانتخابات الرئاسة في مصر.. إنه قرار مسئول جدًا تولي.. أتمنى لكم باسمي واسم الشعب الروسي النجاح».
واعتبر أن «هذا الكلام عادي، يأتي في إطار المجاملات وكسر الجليد بين رجلين يلتقيان للمرة الأولى، لكن ما هو غير عادي الغضبة الأمريكية المسعورة التي جاءت على لسان ماري هارف، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، عندما قالت «إن اختيار الرئيس أمر يعود للشعب المصري ولا يعود لأي شخص آخر خارج مصر»).
وواصل: «كلام جميل جدًا، ونتفق مع كل حرف ورد في تصريحات السيدة هارف، ولكن أليس من حقنا أن نذكرها ورئيسها، وإدارتها، أن بلادها هي آخر دولة على وجه الخليقة تلتزم به؟ ثم من قال إن الرئيس الروسي هو من يعين الرئيس المصري؟».
وأردف: «طالما أن الشعوب هي التي تقرر اختيار من يحكمها، فلماذا تدخلت الولايات المتحدة وأرسلت آلاف الطائرات والقاذفات ومئات الآلاف من الجنود لإطاحة الرئيس العراقي صدام حسين في العراق، واحتلت بلاده لأكثر من عشر سنوات، ولماذا تدخلت في ليبيا وأطاحت نظامها القائم وحولتها إلى دولة فاشلة تسودها الفوضى والفساد وانتشار الميليشيات؟».
وقال: «لا نقبل محاضرات في الديمقراطية من الولايات المتحدة، والمتحدثين باسمها، وهي التي دعمت وما زالت، أعتى الديكتاتوريات الفاسدة في منطقتنا العربية، وتحاول فرض إسرائيل كدولة عنصرية يهودية يجب الرضوخ لها، والاعتراف بها».
واختتم: «هذه الغضبة الأمريكية لا تنطلق من الحرص على مصر وشعبها، وإنما خوفًا من خروج مصر من القفص الأمريكي الإسرائيلي عبر البوابة الروسية».