رئيس التحرير
عصام كامل

في مصر« الشيخ يدعم الرئيس».. «طنطاوي» حرّم الخروج على «مبارك».. و«القرضاوي» وصف متظاهري 30 يونيو بالخوارج..و«عفيفي وسلطان» أبرز رجال مرسي

عفيفي - القرضاوي
عفيفي - القرضاوي - طنطاوي - ميارك

لعب كل رؤساء مصر على كسب القيادات الدينية لما لها من قدرة للتأثير على المواطنين، فسعي الرئيس المعزول محمد مرسي، إلى أن يضم بين جناباته عددا من جال الدين الذين روجوا لفكر جماعة الإخوان، ودعموا قرارات حكومته من خلال منابر المساجد تارة والندوات والمؤتمرات تارة أخرى.


ومن أبرز رجال الدين المساندين للرئيس السابق، الدكتور طلعت عفيفي- وزير الأوقاف السابق، والدكتور صلاح سلطان الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية، وعدد كبير من أئمة المساجد والدعاة أمثال الدكتور محمد المختار المهدي- الرئيس العام للجمعية الشرعية والذي خصصت له الأوقاف عددا كبيرا من الخطب ليخطب الجمعة بالجامع الأزهر، ويعد مختار المهدي من أبرز الداعمين للدكتور مرسي، حتى أنه في العديد من خطبه شن هجوما عنيفا على معارضي الرئيس، فضلا عن الدكتور جمال عبد الستار وكيل وزارة الأوقاف السابق لشئون الدعوة، والقيادي الإخواني المعروف، الذي وصف الهجوم على مرسي بالهجوم على الدين الإسلامي، وقال في إحدي خطبه بمسجد رابعة العدوية خلال اعتصام أنصار الرئيس المعزول هناك، إن هناك حربا تشن على الإسلام من أهل الباطل "متهما جبهة الإنقاذ بأنها تسعي إلى خراب البلاد.

كما لجأ مرسي إلى الدكتور يوسف القرضاوي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لمساندته في ظل الهجوم الذي تعرض له من القوى السياسية والشعبية، وبحسب مصادر مطلعة بوزارة الأوقاف، فإن الدكتور صلاح سلطان، هو همزة الوصل بين مكتب الإرشاد، وبين الدكتور يوسف القرضاوي ليخطب في المسجد الأزهر، حتى أن الدكتور طلعت عفيفي وزير الأوقاف السابق، خصص خطبة الجمعة الأخيرة من كل شهر عربي للقرضاوي، وبعد الإطاحة بالرئيس المعزول شن القرضاوي من على منابر الدوحة سواء المنابر الإعلامية أو الدينية هجوما عنيفا على الجيش المصري متهما كل من خرج ضد مرسي في 30 يونيو بأنهم خوارج.

أما في مؤسسة الأزهر الشريف فقد عجز مرسي عن اختراقها، وكان نظام الإخوان على خلاف شديد من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بعد محاولات الإخوان عزلة أو الضغط عليه لتقديم استقالته، خاصة بعد تعرض العشرات من طلاب المدينة الجامعية للتسمم لتناولهم طعاما غير صالح، إلا أن الطيب لم يكترث لمثل هذه الضغوط وظل يمارس عمله، فكان الخلاف واضحا خاصة بعد رفض الطيب حضور الاحتفالية التي تجريها وزارة الأوقاف بمناسب المولد النبوي الشريف، وحضر خلالها عدد من قيادات الدولة من بينهم الرئيس المعزول، والمشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع.

وكان الدكتور عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد والمدرس بجامعة الأزهر هو رجل مرسي بالأزهر.

أما الرئيس الأسبق حسني مبارك، فتقرب خلال فترة حكمه إلى الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل، وكان طنطاوي لقي وجه ربه الكريم خلال تواجده بالسعودية فيما كان مبارك يخضع لعملية حراجية بألمانيا، أما الشيخ الشعراوي الذي استقبله مبارك عقب محاولة الاغتيال الفاشلة الذي تعرض لها مبارك، في أديس أبابا عام 1995.

وبعد اختيار الدكتور أحمد الطيب شيخا للأزهر خلفا للراحل الدكتور سيد طنطاوي حرص مبارك على تعميق علاقتة بالأزهر الشريف، من خلال تصريحات بأن مؤسسة الأزهر مستقلة تماما عن الدولة، وبلغ التعاون مع مبارك والطيب إلى أن الأخير قال إن مظاهرات 25 يناير حرام، لأنها خروج عن الحاكم، وحاول الطيب دعم مبارك للحظة الأخيرة.

كما خصصت وزارة الداخلية إدارة خاصة بجهاز أمن الدولة السابق، لمراقبة تعيينات وزارة الأوقاف من أئمة المساجد خاصة المساجد الكبري ومساجد النذور.

وفي عهد الرئيس الراحل أنور السادات، ألقي خطبته الشهيرة بمشيخة الأزهر خلال تولي الدكتور محمد عبد الرحمن بيصار مشيخة الأزهر، حتى أن الأزهر وقف بجانب السادات خلال أحداث 17 و18 من عام 1977 والمطالبة بتراجع السادات عن رفع الدعم عن السلع الغذائية، حين طالب الأزهر بضرورة السلمية وعدم التخريب والتعبير عن الآراء بحرية.

وفي عهد الرئيس جمال عبد الناصر، حرص هو الآخر على التواصل مع المؤسسة الدينية في مصر وعلي رأسها شيخ الأزهر وقتها الشيخ محمود شلتوت، وتم في عهده جمع القرآن الكريم مسموعا في ملايين الشرائط والأسطوانات بأصوات القراء المصريين، بالإضافة إلى زيادة عدد المساجد في مصر من أحد عشر ألف مسجد قبل الثورة إلى واحد وعشرين ألف مسجد عام 1970، أي أنه في فترة حكم 18 سنة للرئيس جمال عبد الناصر تم بناء عدد عشرة آلاف مسجد وهو ما يعادل عدد المساجد التي بنيت في مصر منذ الفتح الإسلامى، وفي عهد عبد الناصر تم جعل مادة التربية الدينية مادة إجبارية، حتى أنه عقب بيانه الشهير بالتنحي خرج المئات من الأئمة والدعاة ضمن جموع الشعب المصري مطالبينه بالتراجع عن قراره.

الجريدة الرسمية