رئيس التحرير
عصام كامل

«المعلمين».. نقابة «ملهاش صاحب».. تضم أكثر من 1.5 مليون معلم.. تمتلك أصولا بـ12 مليار جنيه.. و2% من الإيرادات تشعل الصراع بين «الفلول» و«الإخوان».. و«الإره

نقابة المعلميين -
نقابة المعلميين - صورة أرشيفية

ما يحدث في نقابة المعلمين لا يختلف كثيرًا عن الواقع السياسي الراهن، فجماعة الإخوان الإرهابية التي تسيطر على مقاليد الأمور داخل أكبر نقابة مهنية في الوطن العربي، والتي تضم في عضويتها أكثر من مليون ونصف المليون معلم، فضلًا عن الأعضاء المحالين على المعاش، وتعدادهم يصل إلى نحو 700 ألف معلم متقاعد.

وتحاول الجماعة استغلال التخبط من قبل الجهات الإدارية لتصدير المشهد خارجيًا على اعتبار أنه انتهاك أمني وتدخل سافر وانتهاك للقانون، حتى أصبح بعض قيادات النقابة العامة والفرعيات من الجماعة بمثابة مراسلين لقناة الجزيرة، وما فعله محمد حتيتة نقيب معلمي الفيوم يؤكد أن الجماعة تسعى إلى استغلال نقابة المعلمين للدعاية السياسية المضادة، حيث خرج حتيتة عبر قناة الجزيرة ليتحدث عن الانتهاكات الأمنية، والتعدى من قبل الجهات الإدارية والتنفيذية ممثلة في محافظة الفيوم ومديرية التربية والتعليم بالفيوم بإقرار حل مجلس النقابة الفرعية بالفيوم بما اعتبره مخالفة قانونية صريحة، باعتبار أن قانون نقابة المهن التعليمية لا يعطى الحق للجهة الإدارية أن تقوم بسحب الثقة.

وتكرر المشهد مرة أخرى في النقابة العامة التي حاولت تصدير المشهد الخاص بحل مجلس إدارة النقابة الفرعية في الإسكندرية باعتباره انتهاكا للقانون، ليعلن مجلس إدارة النقابة العامة عن انتهاكات الجهات الإدارية والتنفيذية لقانون النقابة والدستور المصري الحالي الذي يمنح النقابات المهنية حرية العمل.

وتستند الجماعة الإرهابية في ذلك إلى جملة من المخالفات التي وقعت فيها بعض الجهات الإدارية من أجل حل مجالس إدارات عدد من الفرعيات ومن ذلك مثلا اعتماد محافظ المنيا ومدير مديرية التربية والتعليم بالمحافظة في قرار حل مجلس إدارة النقابة الفرعية على قرار يخص فرعية أسيوط، والتعليمات التي أصدرها الدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة إلى الدكتور محمد السيد سلامة مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة بوقف انتخابات التجديد النصفي باللجان النقابية بنقابة المعلمين بالقاهرة تصب في نفس الاتجاه.

وتدور معركة حامية خلال هذه الفترة على النقابة العامة للمهن التعليمية فالجماعة الإرهابية تدرك تمامًا أنها راحلة لا محالة، لكنها تحاول الخروج بأكبر مكاسب من خلال استغلال ما يحدث في النقابة للدعاية السياسية ضد النظام السياسي الحالي.

وعلى الجانب المقابل يسعى عدد من النقباء القدامى من فلول الحزب الوطني إلى تصدر المشهد من جديد داخل النقابة الأكثر غنى بين النقابات المهنية على مستوى الجمهورية، مستغلين صداقاتهم بعدد من مسؤولي التعليم في المديريات التعليمية من أجل وضعهم في مجالس الإدارات التي يتم تشكيلها بمعرفة هؤلاء للعمل في النقابات التي يتم حلها.

وما يشعل الحرب هو الممتلكات والأصول التي تجعل من نقابة المعلمين أغنى نقابة مهنية، حيث تضم النقابة مجموعة كبيرة من العقارات التي تصل أثمانها إلى أكثر من 12 مليار جنيه، وعلى رأس تلك العقارات مبنى النقابة العامة والفندق الملحق بالمبنى ونادي المعلمين والمستشفى الملحق به، وكلها تقع في منطقة الجزيرة بالزمالك فضلا عن الأندية والقاعات التي تمتلكها النقابة وفرعياتها المختلفة بالمحافظات، كما تمتلك النقابة 6 عمارات سكنية في الإسكندرية تخصص كمصايف للمعلمين، وتمتلك أيضا مدينة سكنية كاملة في رأس البر، والمعلمين هي النقابة المهنية الوحيدة التي تمتلك وحدات سكنية وشاليهات في أغلب مصايف الجمهورية.

ويعد نادي الشاطبي في الإسكندرية أكبر نادٍ مملوك في مدينة الثغر لنقابة مهنية، وتصل سعته إلى 20 ألفًا في توقيت واحد، ومن المفارقات أن مدير النادي خالد مرسي ونقيب معلمي الإسكندرية حسن عيسوي محبوسان حاليا لاتهامهما بالتحريض على العنف وعقد الاجتماعات للجماعة الإرهابية داخل النادي، وتدر تلك الأصول مبالغ مالية كبيرة، فمثلا صالة الجيم بنادي النقابة العامة لوحدها مؤجرة لشخص يدعى محمد الديب بمبلغ 80 ألف جنيه سنويا.

وبعيدًا عن الأصول فمصادر دخل النقابة كثيرة ومتعددة وهو الأمر الذي يزيد الطامعين فيها طمعًا، ومن ذلك مثلًا صندوق الزمالة التابع للنقابة، وكان محمد محمود وكيل أول النقابة الحالي أعلن في وقت سابق أن الصندوق حاليًا به أكثر من 2 مليار، وهو صندوق خاص لا يخضع لقرارات الجمعية العمومية للنقابة، وله مجلس خاص به وجمعية عمومية خاصة به، وهي لم تجتمع منذ قرار تأسيسه عام 1991، وينص قانون الصندوق على تحصيل نسبة 7% من أساسي رواتب المعلمين، وكانت النسبة 2% عند التأسيس وارتفعت إلى7 % وتحصل منذ ديسمبر عام 1991، ولا يصرف من الصندوق سوى مبلغ 15 ألف جنيه لكل معلم من أعضاء النقابة يخرج على المعاش.

ويتكون مجلس إدارة الصندوق من 12 عضوا، 4 منهم يتم تعيينهم من قبل النقيب و8 يتم اختيارهم من الجمعية العمومية للصندوق، التي لم تعقد من الأساس.

ويسيطر على الصندوق جماعة الإخوان الإرهابية، ويعد صندوق زمالة المعلمين واحدا من أكثر المصادر ربحا لكل من يسيطر على النقابة، خاصة من يجيدون لعبة العمولات عن طريق نقل أموال الصندوق من بنك لآخر والحصول على عمولة من تلك البنوك مقابل أن تستمر تلك الأموال في استثمارات البنوك. 

وبعيدا عن صندوق الزمالة يدفع كل معلم 4جنيهات ونصف الجنيه كاشتراك شهري للنقابة وإذا كان عدد المعلمين المقيدين بالنقابة نحو مليون و600 ألف معلم، فيعني هذا أن هناك نحو 86 مليونا و400 ألف جنيه تدخل خزينة النقابة سنويا.

وربما يكون صرف وتوزيع نسبة 2% من إيرادات النقابة على العاملين بالنقابة العامة والفرعيات هو السبب وراء تكالب الجميع على نقابة المهن التعليمية.

الجريدة الرسمية